في مفاجأة مثيرة للجدل قام الملازم أول محمد وديع , أحد الضباط المعتقلين ضمن مجموعة ضباط 8 أبريل , بتصوير مقطع فيديو تم طرحه منذ الأمس علي مواقع التواصل الاجتماعي كشف فيه عن ملابسات اعتقاله ومحاكمته هو وزملائه و محاولاته الفاشلة للتواصل مع قيادات القوات المسلحة بعد تغييرها .
و لفت وديع إلي أنه شرف بأن كانت خدمته كلها في وحدات الصاعقة , مشيرا إلي أن آخر خدمة له كانت في الوحدة 777 قتال , فضلا عن نجاحه في اجتياز والحصول علي فرق خاصة مثل السيل ومحاربة الإرهاب , مشيرا إلي أنه كان معلم فيها , مؤكدا أن الهدف من قيامه بتسجيل هذا الفيديو هو محاولة لطرح استفسارته وأسئلته التي لم يتمكن من الحصول لها علي إجابة بعد عدة محاولات فاشلة للتواصل مع قيادات القوات المسلحة بطرق شرعية حتي بعد تغييرها مؤخرا.
أوضح أن لديه عدة أسئلة بدأها متسائلا ' أنا من ضباط 8 أبريل إحنا نزلنا مع بعض ميدان التحرير واتحاكمنا مع بعض كان عددنا إللي اتحاكم 22 ضابطا وكلنا خدنا تهمة من النيابة العسكرية وهي :
' اتفقو فيما بينهم علي إثارة الفتنة بين أفراد القوات المسلحة , ونزول ميدان التحرير والانضمام لصفوف المتظاهرين واعتلاء المنصات الرئيسية ' هذه هي التهمة الموجهة لنا , ودلوقتي في 21 ضابطا , تم الإفراج عنهم لماذا لم يفرج عني ___ ما الفرق بيني وبين زملائي؟ ___ زملائي خرجوا من 4 شهور أنا في السجن بقالي 18 شهر من يوم 8 أبريل 2011 وأنا محبوس ___ ليه محدش عايز يجاوبني علي السؤال دة؟ ' .
تابع متسائلا ' كان دايما بيتقالي إن مشكلتي شخصية مع المشير محمد حسين طنطاوي طيب دلوقتي المشير تمت إحالته للتقاعد بأمر السيد رئيس الجمهورية , أنا مشكلتي دلوقتي مع مين؟ وليه محدش عايز يقابلني ؟ من يوم ما الفريق أول عبدالفتاح السيسي تولي قيادة القوات المسلحة وأنا طالب مكتبه هو والفريق صدقي وكلمت اللواء طيار أحمد سعاد , رئيس فرع التنظيم والإدارة للقوات الجوية تليفونيا وقولت له يافندم انا طالب مكتب سيادة الفريق السيسي قالي اكتب وبعثت خطاب باسم الفريق أول عبد الفتاح السيسي والورق راح هيئة التنظيم والإدارة ولكن لا حياة لمن تنادي؟! ' .
أوضح أحد ضباط 8 أبريل المعتقلين , أنه تتم محاكمته في أربع قضايا بلغت مجموع أحكامه فيها 5 سنوات , مشيرا إلي أن الأربع قضايا لا يقتصر توجيه الاتهام فيها عليه وحده وإنما شاركه فيها زملاؤه ممن تم الإفراج عنهم منذ شهور , مؤكدا أن من حقه أن يحلم كغيره و أنه عندما نزل إلي ميدان التحرير مع زملائه كان حلمهم في مصر نظيفة وجيش قوي و أنه تم القبض عليهم وإرسالهم إلي المخابرات الحربية معصوبي الأعين ومقيدين مثل الجواسيس , علي حد وصفه , وتم احتجازهم في زنزانة صغيرة للغاية دون أي وسائل للتهوية والإضاءة لمدة 60 يوما , مضيفا بأسي ' 60 يوما من الإهانة والبهدلة وكأننا أسري في جيش العدو ولسنا ضباط في الجيش المصري ___ اتبهدلنا ' .
استنكر وديع أنه تم محاكمتهم بعد ذلك وتم الحكم عليهم جميعا بعشر سنوات من السجن دون أي مرافعة أو حضور أي محامين وأنها كانت فقط جلسة للنطق بالحكم , مشيرا إلي أنه استوقف القاضي ليسأله عن الحكم الخاص به لكونه لم يسمع اسمه بين زملائه حيث سقط سهوا , فلفت له القاضي وهو يستعد للخروج من القاعة ' 10 سنوات مثلهم ' , علي حد قوله , موضحا أنه تم إلغاء وإعادة محاكمته ليتم تخفيف الحكم إلي 3 سنوات.
أضاف أنه تم ترحيلهم للسجن الحربي , وأن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي حتي تولي السجن الحربي قائد جديد وضابط أمن جديد رتبته عقيد حاليا , مشيرا إلي أن خدمة هذا العقيد كانت كلها في المخابرات الحربية , متهما إياه بالتعسف وكتابه تقارير عنه تسببت في عمل قضايا جديدة له واصفا إياه بأنه ' حريف كتابة تقارير واتسبب في 187 محاكمة لناس آخرين وهو بيفتخر بده ' , مضيفا أنه بدأ يتعسف مع عائلاتهم ويتشدد وقت الزيارات مما تسبب في مضايقات للضباط المعتقلين الذين كان عددهم 17 ضابط احتدوا عليه في مكتبه بسبب معاملته السيئة لعائلاتهم مما تسبب لهم في قضية جديدة.
وقال : إن العقيد المشار إليه , قام بكتابة تقرير اتهمه فيه هو وزملاؤه بالتسبب والتحريض في أحداث الشغب التي شهدها السجن الحربي أحد الأيام علي الرغم من تدخله وزملاؤه الضباط لتهدئه الأوضاع , لذا تم إصدار قرار بتفريقهم علي 3 سجون , حيث تم توزيع 8 ضباط علي غرفة حبس القوات الجوية و 8 آخرين غرفة حبس الجبل الأحمر وبقاء الستة ضباط الذين تم الحكم عليهم بستة أشهر إضافية بالسجن الحربي , مشيرا إلي أن المعاملة بدأت تسوء بالنسبة لهم في السجن الحربي وزاد التعسف مع الأهل خلال الزيارات فضلا عن إهانة الضباط أنفسهم بالمخالفة بما وعد به اللواء حجازي , علي حد قوله.
أضاف أنهم رفضوا دخول الزنازين الخاصة بهم علي إثر واقعة إهانة أحدهم حتي يأتي اللواء حجازي لمقابلتهم فتم استدعاؤهم للنيابة العسكرية , بالإضافة إلي 3 ضباط آخرين تضامنوا معهم بتهمة الاعتصام في السجن الحربي وعدم إطاعة الأوامر , فتم عمل قضية للضباط الثمانية بهذا الاتهام بالإضافة إلي قضية آخري خاصة به وخمسة من زملائه بسبب عمل حساب له علي موقع تويتر ينتقد فيه رموز وقيادات القوات المسلحة.
لفت إلي أنه قبل البدء في جلسات تلك القضايا صدر قرار بنقله إلي غرفة حبس رأس التين بالإسكندرية , مرجعا ذلك بسبب طلبه الانتقال إلي غرفة حبس الجبل الأحمر كي يكون قريبا من عائلته تيسيرا لهم لكبر سنهم خلال الزيارات , معربا عن استنكاره لأوضاع الاحتجاز التي مر بها مضيفا ' 126 يوم لم أر فيها نورالشمس في الزنزانة ' , معتبرا أن الهدف من كل ما اعتبره تعسفا معه كان كسره , مؤكدا علي أنه أقوي من محاولات تحطيم معنوياته وإهانته.
أضاف إلي أنه بالمخالفة للقانون تم فصله عن زملائه في القضيتين الأخيريين ومحاكمته منفردا بالإسكندرية دون توضيح أي أسباب , وفيما يتعلق بالقضية الخاصة بحسابه علي تويتر أكد شاهد عيان كان مسئولا عن تفتيشه بشكل مفاجيء ودائم في السجن الحربي عدم امتلاكه لأي وسيلة اتصال تمكنه من الدخول علي الانترنت بالإضافة إلي تأكيد قائد السجن الحربي نفسه عن عدم تواجد أي وسيلة للدخول علي الانترنت من داخل السجن وكذلك شهادة أحد الخبراء الذي أكد إمكانية إدعاء أي شخصية علي الانترنت أو الاستيلاء علي حسابات الآخرين ونشر معلومات عليها , موضحا أنه بالرغم من شهادة كل هؤلاء والتي تهدم وجود تلك القضية إلا أنه تم الحكم عليه بالسجن لمدة عام.
وأوضح أنه تم إعادته للقاهرة قبل رمضان الماضي بيوم لغرفة حبس القوات الجوية , متسائلا عن سبب كل هذا التعسف معه ولماذا لم يتم مساواته بزملائه ممن معه في نفس القضية , نافيا أن يكون شخصية انتقامية مضيفا ' اللي يخاف المفروض يخاف من الجماعات الإسلامية اللي قتلوا ضباط شرطة وعملوا تفجيرات التسعينات مش من ضابط قوات مسلحة فرقة خاصة أقسم علي إنه يحمي ويحافظ علي البلد دي ' , نافيا أن يكون هدفه ترك الجيش , مؤكدا تمسكه بالاستمرار في خدمة القوات المسلحة في فرقته الخاصة , وأن حلمه أن يكون شهيدا ضمن جنود العسكرية المصرية.
شاهد الفيديو :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق