
طرح مهندس الميكانيكا و الامان البيئي السيد عرفة رضوان المحاضر بالجامعة التقنية الاوكرانية وبكلية الهندسة بجامعة عين شمس بمصر , فكرة لاقامة حجاب فضائي ' مظلة ' تغطي مدينة الدوحة علي مساحة 132 كيلومترا مربعا .
و يتوقع عرفه ان يستغرق تنفيذ المشروع حوالي 8 سنوات بدءا من 2013 و انتهاء في 2021 , علي ان يتضمن تنفيذ المشروع مرحلة تحضيرية لمدة سنتين , بناء واختبار وتقييم النموذج الاولي خلالها , وان يتم بناء وشحن وتركيب المنظومة في الفضاء خلال 3 سنوات , فضلا عن الاختبار الاولي ومراقبة الجودة لمدة سنة.
يلخص عرفة حله المقترح لكافة المعضلات البيئية التي يعاني منها العالم اليوم جراء تغير المناخ في تنفيذ مشروع اطلق عليه شعار ' التحالف مع الشمس ' .
ويؤكد صاحب المشروع الذي يراس مجلس ادارة اتحاد الباحثين بمصر ان هذا المشروع يقوم علي فكرة التحكم بالطقس و المناخ , وادارة الدورة البيئية للمياه عبر تطبيق تقنيات متاحة حاليا لتطوير وتصنيع وتركيب احجبة فضائية للعزل الحراري ضد الاشعاعات الشمسية.
وقال صاحب الفكرة انه شرع في مداولات ونقاشات مع شبكة قطر للاستدامة ومعهد قطر لبحوث البيئة و الطاقة حول مشروعه , وهو عبارة عن احجبة ستكون علي شكل مظلة ستستقر عند نقطة ارتفاع التوازن الطبيعي الذي تتواجد عنده بالفعل اقمار الاتصالات و البث الفضائي حاليا , لذا فهذا الحجاب لن يسقط علي الارض لكونه مستقرا بوضع متوازن بالفضاء , وبذلك , يمكن تكثيف الامطار من جو او سحب , لا تتواجد بالاماكن المطلوب اسقاطها بها.
واضاف ان هذا المشروع سيقدم منظومة متكاملة لرعاية الرياح و التحكم بالامطار , وبذلك تتحول الصحاري الي اراض مزروعة , كما قد تتحسن تركيبة محاصيل تلك المناطق.
وقال ان هذه التقنية تتميز بكونها آمنة ضد الاعطال وهي طويلة في عمرها الافتراضي ومرونة حيث يمكن التحكم فيها آليا عبر الاقمار الصناعية , كما انها قليلة التكلفة سواء من حيث التشغيل او الجدوي الاقتصادية العالية , الا انها تتطلب مزيدا من بعض الابحاث و الاستثمارات الابتدائية.
ويقدم المشروع حلا جذريا لمعضلتي ارتفاع درجات حرارة الارض و التصحر وغيرها من انعكاسات تغير المناخ , لذلك فان التطبيق اصبح مهما اليوم اكثر من اي وقت مضي , واصبح ذلك امرا ملحا للكثير من البلدان المهددة في اقتصاداتها وامنها الغذائي و المائي.
ويعتبر عرفة رضوان ان تطبيق هذا الحجاب الفضائي ' مظلة ' المقترح لتقليل شدة اشعة الشمس فوق اية منطقة حارة جافة لن يؤدي فقط لخفض معدلات فقد المياه بالتبخر الي النصف , بل ايضا سيحفظ متوسط درجات حرارة الصيف في حدود 22_32 درجة مئوية , ليمتد موسم السياحة علي مدار عام كامل مع تحسن الانتاجية الزراعية وتركيبة المحاصيل وخفض استهلاك مياه الري و الكهرباء و التكييف.
واشار الي ان اضافة مرايا عاكسة لاحد جانبي الاحجبة سوف يتيح توليد وتصدير الطاقة من الاشعة الشمسية بصورتها الخام من الدول الحارة كحال اغلب الدول العربية و الاسلامية ومنها دولة قطر , و الاستفادة منها في الطاقة البديلة , و العمل علي تصدير الفائض الي دول الشمال الباردة كحال اغلب الدول الاوروبية من دون كابلات لتتضاعف بذلك جدوي المشروع اقتصاديا.
ووفقا لتصور صاحب المشروع يمكن تجنب الآثار السلبية لارتفاع الغازات الدفيئة بطريقة لا تتضمن بذل طاقة خارجية. معتبرا ان فكرة ' المحطات الفضائية لتجميع الطاقة الشمسية ' Space_based solar power ' SBSP ' قد تكون هي المرحلة نهائية لهذا المشروع.
ويقترح عرفة رضوان تطبيق مشروعه المقترح الذي يعرضه علي هامش فعاليات مؤتمر الامم المتحدة الثامن عشر بشان التغير المناخي فوق مدينة الدوحة علي مساحة 132 كيلومترا مربعا , مبررا سبب اختياره بكون دولة قطر مقبلة علي استضافة كاس العالم لكرة القدم لعام 2022 , كما انها تعتبر ذات اهمية كبيرة لاستقرار ازيد من في المائة 80 من سكان الدولة بمدينة الدوحة.
ويتوقع ان يستغرق تنفيذ المشروع حوالي 8 سنوات بدءا من 2013 وانتهاء في 2021 , علي ان يتضمن تنفيذ المشروع مرحلة تحضيرية لمدة سنتين , بناء واختبار وتقييم النموذج الاولي خلالها , وان يتم بناء وشحن وتركيب المنظومة في الفضاء خلال 3 سنوات , فضلا عن الاختبار الاولي ومراقبة الجودة لمدة سنة.
ويقدر صاحب الفكرة تكلفتها بما يناهز نصف مليار دولار , موضحا ان التكلفة الاساسية تتركز في عملية الشحن من سطح الارض الي المدار الفضائي , اذ تبلغ ملياري دولار تغطي ثماني رحلات للشحن الفضائي , وبذلك تكون التكلفة الاجمالية للمشروع هي 2.5 مليار دولار اميركي.
ونوه عرفة رضوان الي ان هذه التكلفة تبقي قليلة مقارنة مع ما يرصد لمشاريع ضخمة للنهوض بالبنية التحتية , مشيرا الي ان دولة قطر اعلنت بالفعل عن تخصيص مائة مليار دولار اميركي لتجهيزات واستضافة كاس العالم لكرة القدم لعام 2022 متضمنة اربعة مليارات دولار اميركي للملاعب الرياضية.
واستفاض في الحديث عن المزايا الاقتصادية لمشروعه ' التحالف مع الشمس ' و التي تتمثل في ان فترة عمله تمتد منذ بدء تشغيله في 2021 ولمدة تتراوح مابين 10 الي 15 عاما يلزم بعدها استبدال خامة الحجاب الفضائي و الذي يتوقع دوما ان تكون ارخص تكلفة واقل وزنا بسبب التطور المتوقع في علم المواد علي هذا المدي الزمني الطويل نسبيا بمقاييس معدلات التطور العلمي الراهنة , وهو ما ينطبق ايضا علي عمليات وتكلفة الشحن الفضائي , الي جانب القدرة علي التحكم اللحظي عن بعد , مثلما يتم حاليا خلال تشغيل الاقمار الصناعية , الامر الذي يتيح امكانية تشغيل الحجاب لخفض اشعة الشمس المباشرة الواصلة الي مدينة الدوحة بنسب تتراوح من في المائة 0 الي في المائة 100 في التوقيت الذي تقرره ادارة المشروع وللفترة التي تراها وفي الايام التي تقررها فقط.
واعطي علي سبيل المثال لمسالة فترات التشغيل خلال كافة فصول العام عدا الشتاء يوميا من الساعة الحادية عشرة ظهرا وحتي الرابعة عصرا بنسبة حجب في المائة 90 , مع العلم انه في حالة الحجب التام في المائة 100 ستظل اشعة الشمس غير المباشرة تصل للمدينة كالحال في يوم طبيعي تغطي فيه السحب المدينة , مبينا ان الاثر المباشر لتخفيض متوسط درجة الحرارة الي حوالي 26 درجة مئوية طوال العام لا يقتصر علي اعادة برمجة النشاط الانساني فقط بل يمتد لزيادة الانتاج الحيواني و النباتي وخفض استهلاك المياه لاغراض الري و الزراعة , بل وتمدد الموسم السياحي للعام كله . وما سيصاحب ذلك من انخفاض جذري لتكلفة الكهرباء لتكييف الهواء , حيث ان الدراسات تؤكد ان حوالي في المائة 80 من الاستهلاك الكهربائي هو غير صناعي , اي بالمنازل و المتاجر و المواصلات.
و اضاف عرفة رضوان ان لمشروعه كذلك آثار نفسية واجتماعية ستعالج مختلف المشاكل المرافقة لارتفاع درجة الحرارة و الموثقة علميا و التي تتسبب بخفض الانتاجية بحوالي في المائة 60 مقارنة بحالة الراحة الحرارية , الي جانب زيادة حدة المشكلات و الخلافات وهو ما يفسر اسباب ارتفاع معدلات الطلاق الانفعالي صيفا , ويمتد هذا الاثر للعملية التعليمية ذاتها . كذلك صحيا ثبتت العلاقة مابين زيادة التعرض لاشعة الشمس و الامراض الجلدية و السرطان .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق