ثورة لكن مع أفعال اقتحم و حرق و سرق و قتل و تحرش و اغتصب


محمد موافي ... مجهولون يقتحمون, وغاضبون يقطعون, ومتظاهرون يحرقون -- هل افعال ' اقتحم وقطع وحرق وسرق وقتل وتحرش واغتصب ' وغيرها تليق بكلمة ثائر؟ -- ونردد يا اصدقائي منذ اندلاع ثورة الخامس و العشرين من يناير, مقطعا للشيخ الشعراوي وهو يتحدث عن الثائر الحق, وانا اريد ان اؤكد لسيادتكم انه ليس هناك ثائر حق وثائر باطل, فقط, وابدا, ودائما, والي قيام الساعة : فقط هناك حق وباطل, وهناك ثائر ومجرم, وهناك متظاهر وبلاك بلوك -- وهناك محترم وهناك جبهوي -- الحق حق, و الباطل باطل -- اما الاسماء و الصفات, فكلٌ يدعي حب ليلي, مع ان ليلي تحرشوا بها في مظاهر الشغب الاخيرة بالميدان --
القضية اليوم ليست دعوة لحوار وطني, وليست تفاهمات وتوافقات وتنازلات وتمريرات, بل هي اثبات هيبة الدولة, وهيبة الرئيس -- العنف لا يقابل الا بالعنف, البلطجي لا يعرف غير لغة واحدة -- هؤلاء القتلي و المحرضون علي القتل لا يفهمون الا لغة واحدة -- لخصها اجدادنا في مثلهم الرائع ' ناس تخاف ما تختشيش ' .
اكتب تلك الكلمات مساء الاحد, وانا استعد للسفر, ولم يرضيني من خطاب الرئيس غير اعلان حالة الطوارئ, اما الحوار, فقد اكون متطرفا في موقفي بشانه, فاي حوار يفتقد النوايا المخلصة, هو مجرد صداع, واثبات شرعية ومنح مكانة لاشخاص بعضهم, شفاهة ملوثة بالتحريض علي العنف, وهل سيقبلون ام سيظل هذا البعض المحرض, عند موقفه المتصلب المتسلط, الذي اعتاد ان يكسب به مواقف وهمية, وان يضع قدميه علي مساحة من الكعكة السياسية لا يستحقها.
البلد ردد كثيرون انه علي كف عفريت, وانا ما زلت عند رايي ان كل هذا سيمر, وستزول اغلب آثاره, لكن المهمة الثقيلة هي علي اولئك الذين يحبون مصر ويتمنون لها النجاح, في ان يدربوا انفسهم علي موجات اخري من الشدائد, التي يجب ان نشكرها جيدا, لافرازها المستمر لمعادن الرجال --
ايام الفرج, ايام رائعة, لكن دروسها قليلة ونادرة, اما ايام الشدائد, فهي مدرسة للعلم و الخبرة, فاشتدي ازمة حتي نتعلم اكثر, واشتدي ازمة حتي تتضح الصورة اكثر, واشتدي ازمة حتي تكشف القلوب ما فيها, واشتدي ازمة -- اشتدي تنفرجي -- فالشدة يعقبها فرجي -- و الله المستعان.

ليست هناك تعليقات :