محمود سلطان قرار الرئيس مرسي باعلان حالة الطوارئ , وحظر التجوال في مدن القناة الثلاثة , وان جاء متاخرا , الا انه اجراء وقائي لم يعد امام السلطة خيار غيره.
ومع ذلك يظل الخيار الامني جزءا من ' الحل ' وليس ' كل الحل ' __ ولعل تنامي نزعة التمرد داخل المؤسسة الامنية , رغم علاقات السلطة الحديدية داخلها , تنذر بعواقب قد تكون ' كارثية ' اذا لم يقرا صانع القرار دلالتها جيدا , خاصة انها لم تكن معزولة عن ' القلق ' العام مما يتردد بشان ما يسمي ب ' اخونة الدولة ' , ما يجعل ' العقيدة الامنية ' الجديدة , بعد الواقع السياسي الذي اسفرت عنه نتائج الانتخابات الرئاسية , ' عقيدة مشوهة ' يختلط فيها الحقائق : الدفاع عن ' الامن العام ' بالخرافات و المبالغات , الدفاع عن ' المرشد العام ' !
الحل الامني اذن كان ضرورة لا جدال فيها وان كانت السلطة مسئولة عن ' المجازر ' بسبب تاخرها في تامين بورسعيد عشية النطق بالحكم الذي خلف كل هذه الفوضي في مدن القناة الثلاثة __ فيما كانت الآلة الاعلامية المحسوبة علي اجهزة امن مبارك , تقوم بعمليات حشد وتعبئة وتحريض علي العنف بلغت حد الدعوة الصريحة الي استخدام السلاح ' القتال ' ضد الفئة الباغية ' الاخوان المسلمين ' !
ومع ذلك يظل ' الحل السياسي ' هو الضمانة لحقن الدماء , و الخروج من الازمة , ولعل ذلك كان جليا في خطاب الرئيس مساء امس الاول , حين لوح ب ' القبضة الحديدية ' من جهة وب ' بغصن الزيتون ' الحوار مع المعارضة من جهة اخري , وهو العرض الذي احرج بعض الاطراف المتطرفة في التيار المدني , وتحدث البرادعي لاول مرة عن ' تعديلات ' الدستور وليس ' الغائه ' فيما قدمت حركة 6 ابريل افضل المدونات التي يمكن ان يجري بشانها الحوار لاحقا.
اتوقع ان تنقسم المعارضة خلال الساعات القادمة , فاذا كان البرادعي , فهم حالة ' الضعف ' التي بدت عليها الادارة الرسمية للازمة , ما حملها علي البحث عن ' حل سياسي ' جاد , فان من خرجوا من السباق الرئاسي عبر الصندوق , شرعوا في استثمار دم المصريين سياسيا , وتوظيفه للوصول الي السلطة ليس عبر ' صناديق الاقتراع ' وانما من خلال ' صناديق الموتي ' !
هذا ما فهمته من دعوة جبهة الانقاذ لانتخابات رئاسية مبكرة __ وهي دعوة بالغة التطرف و اللاعقلانية , وتعيد الامور الي المربع ' صفر ' __ غير ان ذلك لا يضير الحوار الذي تبنته الرئاسة الآن شيئا , بل ربما اذا اصرت عليه الجبهة ان يُستثمر في غير صالحها , باعتبارها لا تريد الحوار وتضع امامه شروطا ' تعجيزية ' لاجهاض الحلول السلمية , وتستهدف ادخال البلد في فوضي , تفرض علي الجيش الاستيلاء مجددا علي السلطة __ وتلتحق مصر ب ' النموذج الباكستاني ' بكامل تفصيله الكئيبة.
الدعوة للحوار خطوة بالغة الاهمية ولكن وفق شروط ضامنة لما سيسفر عنه من نتائج , وفي وجود ' شهود ' من مؤسسات سيادية وقوي محايدة وان تبث فعاليات علي الهواء مباشرة __ و الاهم من ذلك هو تشكيل حكومة ' ائتلاف وطني ' لادارة الانتخابات القادمة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق