كنت واحدا من مجموعة شباب يعتزون بمشاركتهم في ثورة يناير نجحوا في جمع هؤلاء السادة المحترمين في رحاب الازهر , وما كان ذلك ليتم الا بفضل الله وتوفيقه اولا , ثم باستجابة وتعاون فضيلة الامام الاكبر ثانيا , حيث لبي دعوة ابنائه الشباب فورا وبلا تردد.
اقر الموقعون علي الوثيقة ان حق الانسان في الحياة مقصد من اسمي مقاصد جميع الشرائع و الاديان و القوانين , وانه لا خير في مجتمع يهدر فيه دم المواطن , او تبتذل فيه كرامة الانسان , او يضيع فيه القصاص.
ورغم ذلك قيل ان الوثيقة تهدر دماء شهداء الثورة , بينما الوثيقة تكلمت عن القصاص في المادة الاولي.
وقال البعض ان الوثيقة قد جملت وجه الاخوان , و الحقيقة ان تيار الاسلام السياسي متهم بالعنف , وتصل الاتهامات لدرجة القول بان بعض التيارات الاسلامية تملك ميليشيات مسلحة , ولا ادري لماذا يغضب البعض اذا وقع الاسلاميون علي وثيقة تنص صراحة علي نبذ العنف , وعلي حماية النسيج الوطني من اشياء منها ' المجموعات المسلحة الخارجة علي القانون ' ؟
وقال البعض ان الوثيقة تساوي بين القاتل و القتيل , و الحقيقة ان عنف الدولة قد افردت له المادة الثالثة التي نصت علي واجب الدولة ومؤسساتها الامنية في حماية امن المواطنين وسلامتهم , وصيانة حقوقهم وحرياتهم الدستورية , و الحفاظ علي الممتلكات العامة و الخاصة , وضرورة ان يتم ذلك في اطار احترام القانون وحقوق الانسان ودون تجاوز , كما تحدثت عن الحق في الحياة , وعن كرامة المواطن في اكثر من موضع.
وحين نقول هذه المادة يقول البعض انكم تساوون بين حياة الانسان وممتلكاته!
وهذا امر غريب , فلا منطوق المادة يفيد ذلك , ولا المواد السابقة تحدثت عن الممتلكات , بل تحدثت عن الحق في الحياة وحرمة الدماء.
اما بيان السيد حمدين صباحي الذي صدر في مساء نفس يوم التوقيع , فالحقيقة انه ليس فيه جديد , لقد قال بالنص : ' لقد وقعنا علي ما آمنا به من الدفاع عن سلمية الثورة , ولكن شروطنا للحوار هي هي لم تتغير ' .
وهذا حقيقي , ولم تتغير شروط الحوار بين الطرفين , ولكن اجتماع الاطراف كلها كان امرا طيبا , نامل ان يبني عليه خير كثير , وان يكون بداية حوار جاد.
من الممكن ان تكون هذه الوثيقة وثيقة تاريخية , ومن الممكن ان تكون مجرد حبر علي ورق , لذلك اتمني ان يتم تفعيل هذه الوثيقة بانشطة عميلة علي الارض , لكي يعرف الجميع ان التغيير لن يحدث الا سلما.
في النهاية __ استغرب ممن يعتبرني قد غيرت مبادئي بسبب مشاركتي في الاعداد لهذه الوثيقة!
لقد كانت قضية التغيير السلمي بالنسبة لي قضية العمر , ومن يري انني قد غيرت منهجي فهو شخص لا يعرفني , او يحاول ان يثبت شيئا في دماغه لا علاقة لي به!
نسال الله ان يحقن دماء المصريين.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق