جبهة الانقاذ تذبح نفسها بسكينها



فراغ اسماعيل ... ثمة يقين عند واشنطن و الاتحاد الاوروبي بان اعتماد الرئيس محمد مرسي علي حزبه في ادارة مسئولياته امر طبيعي في سير العملية الديمقراطية. لا يمكن لمنتقديه الاحتجاج بان مصر حالة خاصة , فالديمقراطية واحدة لا تتجزا , وينبغي ان تبدا البداية السليمة , بمعني ان ياخذ الراس الذي تم انتخابه فرصته كاملة مع فريقه , فاذا فشل اشاح عنه الصندوق عقب نهاية مدته , وجاء آخر ليقوم حتما بتغيير فريق الرئيس السابق كاملا , وهو ما يعرف في مصر بالدولة العميقة التي يتمترس ويتحصن وراءها انصار النظام السابق.

فمثلما هناك دولة عميقة لمبارك ستكون هناك حتما دولة عميقة لمرسي وحزبه او اي رئيس غيره من حزب آخر , ومن حق الرئيس الجديد متي تم انتخابه ان يفكك مفاصلها ويعين من حزبه من يعينه علي سياسته.


الاغراق في تلك المخاوف تفترض ان مرسي جاء من الشارع او هبط بالمظلة علي المشهد , وهو ليس صحيحا علي الاطلاق , فقد رشحه حزب الحرية و العدالة وكان رئيسا له وسيظل ينتمي الي سياسته وبرنامجه دون ان يخل ذلك بكونه رئيسا لكل المصريين.


اذا ارادت المعارضة ان تتصدي له وتشارك في صناعة القرار , ما كان يجب ان تقاطع الانتخابات القادمة , بل ان تثق بامكانية حصدها الاغلبية في ظل ضمانات كاملة في مقدمتها الرقابة الدولية من الاتحاد الاوروبي ومنظمات المجتمع المدني وربما من الامم المتحدة , مع الوضع في الاعتبار ان جميع الانتخابات و الاستفتاءات بعد سقوط النظام السابق تمتعت بالنزاهة ولم ترمها بالتزوير اي مؤسسة دولية محترمة.


المقاطعة انتحار سياسي يدفن من تبنوها , فبدلا من التوجه للحصول علي اغلبية البرلمان او حتي نسبة معقولة تتيح لهم الائتلاف مع اطياف اخري من المعارضة لتشكيل الحكومة , ينسحبون ويتقهقرون الي المؤخرة ولاحقا سيقبعون في الظل ولن يذكرهم احد.


جبهة الانقاذ اشترطت اقالة الحكومة و النائب العام لتشترك في الانتخابات , ولا ادري كيف يستطيع من لا يملك * وهو الرئيس _ اقالة النائب العام الذي تم تعيينه تعيينا صحيحا لا يختلف عن سابقيه , ثم منحه الدستور الجديد حصانة الاستمرار في منصبه اربع سنوات , الا اذا كانت الجبهة تفترض انه دستور فاسد لا قيمة له برغم انه تم اقراره بموجب استفتاء شعبي.


تدري واشنطن ان مقاطعة الانقاذ للانتخابات انتحار سياسي لاحزاب الجبهة , ولذلك حثتها علي المشاركة في بيان لوزارة الخارجية , وسيضغط وزير الخارجية جون كيري في لقاءاته مع بعضهم اليوم السبت في القاهرة في ذلك الاتجاه.


يقول برناردينو ليون المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي لجنوب المتوسط : ' هذه الانتخابات ستتم مراقبتها علي مستوي عالٍ جدا من التقنية و المهنية من جانب المجتمع الدولي ' . ووردا علي سؤال حول الانتقادات للرئيس مرسي بان حزبه مع الاحزاب الاسلامية هو من يحكم البلاد , قال برناردو ليون ' انه بموجب خبرته فان رئيس الجمهورية في النظم الديمقراطية لايحكم بلاده بدون دعم حزبه , فهذا جزء من العملية الديمقراطية و الاسلوب الديمقراطي. نحن لا نري فيما يخص الرئيس اي شيءغير طبيعي لا نراه في بلادنا او في غيرها ' .


هذه رؤية الاتحاد الاوروبي التي تتسق مع رؤية واشنطن التي ارسلت رسالة حازمة الي المعارضة عقب دعواتها لتدخل الجيش وتحرير توكيلات له , فقد اتصل اوباما بمرسي وحثه علي حماية الديمقراطية , بمعني انها لن تسمح باي انهيار لها , ولا يجب فهم ذلك علي انه تدخل في شئون مصر , فنشر العملية الديمقراطية سياسة امريكية راسخة في علاقاتها الدولية .

ليست هناك تعليقات :