10 أسئلة عن ما بعد نجاح حملة تمرد في جمع التوقيعات المطلوبة معتز بالله عبد الفتاح


لي واحد صاحبي علي ' الفيس بوكبك ' , اسمه سامح سمير , ومن لا يعرفه يدخل يبحث عن اسمه ويقرا تعليقاته. خفة دم فوق الخيال وقراءة واقعية لمجتمع اكلت عليه المبالغات وشربت.

كتب صديقي سامح سمير : ' في حال نجاح حملة تمرد , كما تؤكد كل المؤشرات , في جمع ال15 مليون توقيع قبل 30 يونيو , اتمني الا يقوم القائمون عليها بوقفها , ويستمروا في جمع المزيد , ويوم 30 نسقط مرسي بال15 مليون بتوعه , و الباقي نخليه ينفعنا في اسقاط اللي بعده ' .

والحقيقة ان تعليق سامح يفتح مجالا لعدة اسئلة :

اولا : بفرض ان هذه الحملة تنجح في الوصول الي الرقم المطلوب , وهذا سيكون نجاحا سياسيا كبيرا لمعارضي الرئيس مرسي , ولكن ما الخطوة القانونية اللازمة لتحويل ما هو سياسي الي ما هو قانوني؟

هل سيقوم الرئيس مثلا بالاستقالة و الدعوة لانتخابات جديدة؟ وماذا ان لم يفعل؟ هل سنذهب مثلا الي المحكمة الدستورية العليا ونستصدر منها حكما , ام سنذهب الي القوات المسلحة , ام سنذهب الي الامم المتحدة؟

ثانيا : وايا ما كانت الوسيلة , ونفترض اننا انتقلنا الي الخطوة اللاحقة بلا عنف : هل سيظل ال15 مليونا , الذين وقعوا علي ' تمرد ' , علي توحدهم حين محاولة ملء الفراغ الناتج عن عزل او استقالة الرئيس؟ وهل لو حدثت انتخابات , بفرض اننا نريد ديمقراطية , هل سيتفتت هؤلاء , لنجد انفسنا امام رئيس ' اسلامي ' جديد لمجرد اتفاق المحافظين دينيا عليه؟

ثالثا : طيب لو نجحنا في التخلص من الرئيس الحالي , ونجحنا في الانتخابات ان يحكمنا رئيس محسوب علي التيار المدني او الليبرالي او اليساري وتبني سياسات لم تعجب الآخرين , هل سيعملون هم كذلك حملة توقيعات لاسقاطه مثلما قال سامح؟ وهل هذا يعني اننا سنحاسب كل رئيس علي ادائه خلال اول سنة من حكمه , وبالتالي نجعل مدة الرئاسة سنة واحدة وانتخابات كل سنة؟

رابعا : ماذا لو لم تنجح حملة تمرد في الوصول الي الرقم المطلوب؟ هل هذا سيعني تجديدا لشرعية الرئيس , وبالتالي الاخوان سيخرجون , بمبالغاتهم المعهودة , للحديث عن مبايعة الرئيس وانجازات الرئيس وهكذا؟

خامسا : ما الوسيلة التي نعرف بها اذا كانت ارقام الحملات و الحملات المضادة صحيحة؟ اتذكر انني حين وقعت علي بيان ' الجبهة الوطنية للتغيير ' كانت الاستمارة تطلب تسجيل الرقم القومي , ومع ذلك ظل هناك من يشكك في صحتها؟ ما الوسيلة التي نتاكد بها من صحة الارقام المعلنة؟

سادسا : قلت من قبل : ان هناك من يحاول اسقاط الرئيس , و الرئيس يساعدهم. الاداء ضعيف , لا يليق بثورة. التواصل ضعيف , لا يليق بثوار. التخبط كثير , يؤكد اننا لم نزل في ثورة. و المطلوب من الرئاسة ان تتخذ اجراءات لمنع تدهور الامور في اتجاه المزيد من الحنق وبدلا من ان يكون التمرد حملة توقيعات يتحول الي حملة مظاهرات.

سابعا : يقول سامح سمير : ' الاخوان ممكن تكبر في دماغهم ويطلقوا حملة توقيعات لسحب الثقة من حمدين ' . و الحقيقة هذا هو ما سيحدث يقينا : كل رئيس يطلع له من يعارضه من الناحية الاخري , ويطلق حملات مضادة . لان كل رئيس يقينا سيتخذ قرارات صعبة يتضرر منها البعض.

ثامنا : لو الموضوع اداة ضغط سياسية ومعنوية , فهذا كلام اتفهمه مع رئيس وعد كثيرا واخلف كثيرا , ارتبك كثيرا واربك كثيرا. اما تحويل الامر الي اداة ثورية للتداول السلمي للسلطة , فهذا خطر علي المدي الطويل. الرئيس ينبغي ان يعود الي المربع الاصلي الذي كان عليه يوم توليه السلطة وبسرعة , اي ان يكون رئيس مجلس ادارة الوطن و العضو المنتدب لادارته.

تاسعا : نفسي نعمل حملة تمرد علي التخلف و الفقر و الجهل و المرض وعدم النظام وعدم الالتزام , بالتزامن مع حملات السياسيين ضد بعضهم البعض.

عاشرا : هناك انتخابات مجلس نواب قادمة , و المفروض ان تكون تحت اشراف قضائي كامل , وفي ظل حياد تام من الجيش و الشرطة , وبمراقبة لصيقة من مؤسسات المجتمع المدني واجهزة الاعلام , وبحضور كثيف لمندوبي المرشحين. طيب لماذا لا نطلب من ال15 مليون واحد ان يعطوا اصواتهم لغير الاسلاميين , وساعتها ممكن محاكمة الرئيس بناء علي تصويت ثلثي اعضاء مجلس النواب , ومعها الحق في تشكيل الحكومة؟

ليست هناك تعليقات :