أحمد منصور |
لا اعرف ان كانت دعوة الرئيس محمد مرسي الي خمس عشرة شخصية من قيادات المعارضة للحوار تعني ان هؤلاء هم المسئولون عن الفوضي القائمة في البلاد وانهم هم الذين يحركون الشارع ويوفرون الغطاء السياسي لاعمال البلطجة وقطع الطرق و السرقات وحرق مؤسسات الدولة وجرائم القتل , وان الحوار معهم يعني ان هذه الاعمال سوف تتوقف -- ام ان دعوته لهؤلاء هي من قبيل الحوار السياسي البعيد تماما عما يحدث علي الارض؟
فاذا كان الافتراض الاول هو القائم فان معني هذا ان هؤلاء شركاء في كل الجرائم التي تجري في مصر بما فيها جرائم القتل التي وقعت خلال الايام الماضية ويجب محاكمتهم ان كان هناك دليل علي ذلك وليس الحوار معهم , اما اذا كان الحوار معهم من قبيل الحوار السياسي فما قيمة الحوار السياسي في هذه الايام مع شخصيات لا تحرك الاحداث ولا تؤثر في المشهد المحزن الذي تعيشه مصر , وما قيمة الحوار السياسي في ظل ان ما يجري علي ارض مصر هو جرائم بكل معني الكلمة بدءا من اغلاق الطرق و الكباري وتعطيل مصالح الناس و الاعتداء علي المارة ومرورا بحرق مؤسسات الدولة مثل المدارس ومبني محطة السكة الحديد وسرقة قضبان القطارات ومنع تحركها , وتعطيل خطوط المترو وحرق السيارات وممتلكات الدولة و الافراد و الاعتداء علي الشرطة ومحاولة اقتحام اقسام الشرطة ومديريات الامن ومقرات المحافظين و المسئولين في الدولة وصولا الي القتل وتعريض حياة المصريين للخطر؟
هل يعقل ان مثل هذه الجرائم تجد الغطاء السياسي بل و التشجيع وتصدر بيانات عن بعض قوي المعارضة تدعمها وتؤيدها وتري انها فعل ثوري ضد نظام ديكتاتوري؟
هل دفْع عشرات الصبية و البلطجية سواء كانوا مستاجَرين اومخدوعين لقذف الشرطة بالحجارة واستنزاف طاقتها طوال الايام الماضية وصرفها عن مهامها الاساسية في حفظ الامن واغلاق ميدان التحرير الذي هو شريان حيوي لكل المصريين وكذلك مداخل كوبري 6 اكتوبر وطريق الميرغني امام قصر الاتحادية و الاعمال المشابهة لها في محافظات مصر الاخري مثل الدقهلية و الشرقية و المنوفية و الاسكندرية علاوة علي ما يحدث في مدن القناة هو من قبيل العمل الثوري ام البلطجة المنظمة؟ وهل توفير الغطاء السياسي لهذه الاعمال يدخل في اعمال الجرائم او المشاركة فيها ام المعارضة؟
تساؤلات بحاجة الي الاجابة عليها من رجال القانون وممن يحبون مصر وشعبها --
اذا كانت الرئاسة المصرية مخطئة في ممارسات سياسية كثيرة وعلي راسها التمسك بحكومة ضعيفة لا بصمة لها في حياة المصريين فما ذنب الشعب المصري في تعطيل مصالحه وحرق ممتلكاته واغلاق طرقه وتدمير اقتصاده وترويع ابنائه؟
وهل توفير غطاء سياسي للبلطجية و اللصوص هو الذي يصنع الزعامات السياسية ويضعها علي خريطة الاحداث؟
لقد وقعت خلال الايام الماضية جرائم سطو مسلح في اماكن كثيرة منها مطعم وصيدلية بالقرب من ميدان التحرير!! واصبح وجود السيوف و السنج وحتي الاسلحة النارية في ايدي من يدعون انهم ثوار مشابه تماما لما في ايدي البلطجية , وكنت اود من الرئيس ان يشترط علي من دعاهم للحوار ان يدينوا اعمال البلطجة ويتبرؤوا منها اولا قبل اعلانهم القبول من عدمه , اما ان يصمتوا عليها او يدعموها او يوفروا الغطاء السياسي لها فهذه ان لم تكن جريمة فهي مشاركة فاعلة في الجريمة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق