النار التي يشعلونها في الاخدود ليحرقوا فيها الاخوان و الرئيس سيصطلي بلهيبها الجميع , ولن تستثني احدا.
اشعلت المعارضة السياسية و الاعلامية النيران , فانبعث منها دخان كثيف اعماها عن التمييز بين الخصومة مع فريق سياسي ومحاولة تقويض الدولة , بين الالتزام باخلاق المنافسة السياسية ومساندة الاجرام , بين العمل السياسي و التشكيلات العصابية.
دخلت المعارضة في حالة من اللامعقول , و الانتقام المجنون من الاخوان ومن الشعب الذي اختار مرسي , ومن الناخبين الذين ايدوا الدستور , ولتحترق روما وتخرب مالطة , عليّ وعلي اعدائي , طالما بقيت المعارضة خارج السلطة!!
حرائق بورسعيد و السويس , بشكل خاص , هي نتيجة مباشرة لعمليات الشحن المستمرة ضد الدولة ممثلة في رئيسها , واقوال البهتان و الزيف التي صورت للعامة ان الاخوان استحوذوا علي مقدرات البلاد لصالحهم , حتي ظن بعض البسطاء ان من يرد لهم الحق انما يجور عليه , ومن يقدم لهم خدمة يستحقونها انما يشتريهم بها ويشتري الوطن , فلمَ الحرص , اذن , علي البلاد . فمن لا يملك في الحاضر , ومن قتلتم عنده الامل في ان يملك في المستقبل , ينتفي عنده الحرص علي اي مصلحة.
لا اتصور ان تثور بورسعيد التي يضرب بها المثل في الوطنية بعد حكم قضائي صدر ضد قوطه الشيطان , ومناديلو , ومقة ' او مؤه! ' , وفوكس و الدسه و القص , و الدنف , وقد سبق ان وصفهم الاعلام الذي يشعل النيران اليوم بانهم من البلطجية.
بورسعيد التي قدمت ابناءها شهداء من اجل مصر , تتشرنق وتتقوقع علي نفسها , وتنفجر غضبا من اجل مجموعة من المدانين قضائيا.
وان كانت بورسعيد حريصة علي ابنائها ولو كانوا من المدانين فها هي تقدم اكثر من ضعفي عددهم في عملية الاحتجاج علي الحكم. تخسر بورسعبد , وتخسر مصر , ابناءها فيما تزداد تسعيرة نجوم الفضائيات مشعلي الحرائق.
وامام انفجار العنف الجنائي المتمثل في الاصرار علي مهاجمة المنشآت العامة و الخاصة وحرق مراكز الشرطة ومحاولات اقتحام السجون , كان المتوقع من المعارضة الرشيدة ان تعلن تمايزها عن عمليات التخريب وتناي بنفسها عن شبهة الارتباط بها او استغلال الظرف لصالحها , لكن المعارضة سارعت بتحميل السلطة مسئولية الاحداث , وقامت بعملية ابتزاز مخجلة . اذ قررت عدم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة الا في اطار ' الحل الوطني الشامل ' , الذي تقترحه , و الذي يمثل انقلابا حقيقيا علي النظام , و الغريب انها بتعالٍ شديد تريد من الرئيس ان ينقلب علي نفسه وعلي النظام الذي هو جزء منه وعلي الدستور الذي اقره الشعب. المعارضة التي لم تستطع اقناع الشعب بموقفها تتجاهل النص الدستوري الذي يحيل عملية تعديل الدستور للبرلمان وتطالب بتشكيل لجنة قانونية لتعديل الدستور , وتتجاهل النصوص الدستورية الخاصة بالحكومة وتطالب باقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة انقاذ وطني !!
المعارضة التي تدعي الثورية و الحرص علي حقوق الشهداء تطالب بازالة ما سمته العدوان علي السلطة القضائية , واقالة النائب العام الحالي , اي بعودة النائب العام السابق المسئول عن كل احكام البراءة التي صدرت لصالح قتلة الثوار .
وفي اطار التحريض لا مانع من ان تطلب المعارضة اخضاع جماعة الاخوان للقانون , وهو امر لا يرفضه الاخوان , ولكن الامر يحتاج الي تعديل في قانون الجمعيات الاهلية , و التعديل يحتاج مجلس نواب , و مجلس النواب يحتاج قانون انتخابات , وقانون الانتخابات ترفضه المعارضة !!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق