كرست مصر يوم أمس نمطا ديموقراطيا جديدا في العالم العربي , بعدما اختتمت بسلام أول انتخابات رئاسية تجري بعد ' ثورة 25 يناير ' , و هي انتخابات اكتسبت طابعا تاريخيا بجدارة , سواء من ناحية الشكل السلمي و الهادئ و المنضبط باحكام القانون , أو لجهة النتائج و ما تترتب عليها بالنسبة الي المستقبل الذي يلي تنحية الرئيس السابق حسني مبارك .
و لعل الوجه الديموقراطي المضيء في هذه الانتخابات قد تبدّي في مجموعة من الظواهر التي تكاد تجعل الانتخابات المصرية تقترب من ذلك النمط الذي تتميز به الانتخابات في الديموقراطيات الغربية , و من بينها أنه لم يكن متاحا للمصريين أن يعلموا بهوية رئيسهم الجديد سوي في اللحظة التي نطق بها رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالنتيجة النهائية , و التي أتت متقاربة جدا , بحيث ظلت ضمن مستوي 3.5 في المئة بين المرشح ' الإخواني ' الفائز محمد مرسي , و منافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق .
و الأهم في هذا المشهد الديموقراطي أن المرشح الخاسر , قد سارع بدوره إلي الاعتراف بانتصار غريمه , لا بل تقدم منه بالتهنئة , فيما كان مناصروه يكبتون مشاعر الغضب و الحزن التي تبدّت علي وجوههم لحظة إعلان النتيجة , و قد ساعد علي ذلك أن مناصري ' الإخوان ' قد احتفلوا بانتصارهم من دون استفزاز الفريق الآخر , لتتلاشي بذلك المخاوف من انفلات أمني ظل كابوسا يؤرق المصريين طوال الأيام الأخيرة .
أما من حيث النتائج , فإن الانتخابات المصرية ترتدي طابعا تاريخيا أيضا , بعدما أتت إلي قصر العروبة بمرشح لا ينتمي إلي المؤسسة العسكرية , في سابقة لم يعرفها تاريخ الجمهورية المصرية , و الأهم أن الرئيس الجديد قد أتي من جماعة ظلت محظورة طوال العهود الماضية , قبل أن تتحول إلي جماعة محظوظة تحت شمس ثورة 25 يناير .
كثيرة هي المرّات التي تحلق فيها المصريون حول شاشات التلفزيون لمتابعة أحداث مصيرية شهدتها مصر منذ انطلاق ' ثورة 25 يناير ' , لكن تحلقهم يوم أمس حول الشاشات انتظارا لنتيجة جولة الإعادة الحاسمة لانتخابات الرئاسة كان الأكثر توترا و قلقا على الاطلاق .
فكثر عاشوا لحظات ترقب و انتظار , و كثر تسمّروا أمام شاشات التلفزيون للتأكد مما لديهم من معلومات بفوز أحد المرشحين , و بات المصريون ليلة إعلان نتيجة الانتخابات و القلق يعتصرهم , خاصة بعد تسرب الكثير من معلومات حول نجاح شفيق , و قد صاحب ذلك انتشار الجيش و الشرطة علي طول البلاد و عرضها , فيما كانت الماكينة الإعلامية كلها تحذر من خطر يحيق بالبلاد .
و قد فسر جمال عيد , الناشط الحقوقي و مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان , حالة الاحتقان و القلق التي عاشها المصريون ليلة إعلان النتيجة بأنها ' جزء من استمرار اللعبة الاستخبارية , فقد أطلقوا ماكينات الشائعات بشكل مقصود للتلاعب بمحمد مرسي و الحصول علي أكبر قدر من التنازلات ' , مؤكدا علم الجميع بفوز ' مرسي ' , هم يعلمون بأنه الفائز و لكن استخدموا هذه الحيل لإرباك الإخوان و الشعب معهم للحصول علي مكاسب ' .
و دقت الساعة الثالثة من عصر يوم أمس بتوقيت القاهرة , ليحبس المصريون أنفاسهم , و يترقبوا ظهور رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المستشار فاروق سلطان , و أتي تأخر المؤتمر لأكثر من أربعين دقيقة , ليزيد من حيرة المصريين و قلقهم .
و عند الثالثة و الأربعين دقيقة خرج سلطان , ليتلو مقدمة مطوّلة , ذكّرت المصريين بمقدمة رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت وقت محاكمة حسني مبارك , و بعد أكثر من ثلثي الساعة من تلاوة بيانه , أعلن سلطان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية , ليجنب مصر و أهلها دماء كانت متوقعة حال فوز الفريق أحمد شفيق , و صداما كان وشيكا بين شعب مصر و جيشها , و لتنطلق بعدها أفراح المصريين , ليس فرحا بفوز مرسي , بل فرحا بمصر و خسارة نظام مبارك للأبد ممثلا في الفريق شفيق .
و قد أعلن سلطان أن مرسي فاز بنسبة 51,73 في المائة , و أوضح أن إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية 50,958,794 ناخبا , و أن إجمالي عدد الناخبين الذي حضروا بلغ 26,420,763 , ما يعني أن نسبة المشاركة بلغت 51,85 في المئة , و أضاف أن إجمالي عدد الأصوات الصحيحة بلغ 25,577,511 صوتا , فيم بلغ إجمالي عدد الأصوات الباطلة 843,252 صوتا , و أشار إلي حصول مرسي علي 13,280,131 صوتا في مقابل 12,347,380 صوتا لشفيق .
و ما كاد سلطان يعلن النتيجة حتي تعالت الصيحات داخل مقر الهيئة العامة للاستعلامات , حيث عقد المؤتمر الصحافي للجنة الانتخابية , و بدت الأجواء داخل القاعة صورة مصغرة عن الاحتفالات الصاخبة التي شهدها ميدان التحرير و شوارع العديد من المدن المصرية .
و سارع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي و رئيس الحكومة كمال الجنزوري و شيخ الأزهر أحمد الطيب و مفتي الديار المصرية علي جمعة و قائم مقام بطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية الأنبا باخوميوس إلي تهنئة مرسي بالفوز .
و أعلنت جماعة ' الإخوان المسلمين ' في بيان مقتضب نشر علي صفحتها في موقع ' تويتر ' أن مرسي استقال من كافة مهامه سواء في الجماعة أو في ' حزب الحرية و العدالة ' الذي يترأسه .
و مساءا , توجه الفريق أحمد شفيق بالتهنئة لمنافسه , لتنتهي بذلك العملية الانتخابية بسلام .
و في خطاب بثه التلفزيون المصري , من أحد استوديوهاته في منطقة المقطم , تعهد الرئيس المنتخب محمد مرسي بأن يكون ' رئيسا لكل المصريين و وصف فوزه بأنه ' لحظة تاريخية ' .
و تعهد مرسي بتحقيق أهداف كل من شاركوا في الثورة , مؤكدا أن ' الثورة مستمرة حتي تتحقق كل أهدافها ' , و أن ' مصر الوطن و مصر الشعب في حاجة الآن إلي توحيد الصفوف و جمع الكلمة حتي يجني هذا الشعب العظيم ثمار تضحياته ' المتمثلة في ' الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية , و هي الشعارات الأساسية للثورة و التي لا تزال حناجر المصريين تعلنها قوية في كل منابر الثورة ' .
و دعا مرسي الشعب المصري إلي تعزيز الوحدة الوطنية للخروج من المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد , و قال ' إنني في هذه اللحظة التاريخية أدعو الشعب المصري العظيم إلي تقوية وحدتنا الوطنية و تمتين الأواصر بيننا و تقوية وحدتنا الوطنية الشاملة ' .
و قد سعي مرسي إلي طمأنة الجيش بأن قال إنه لن يسعي للقصاص من أحد سواء أكان في الجيش أو الشرطة أو أي مصري كان , أما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية , و في ما بدا تطمينا لإسرائيل و الغرب , قال مرسي إن مصر تحت قيادته ستحافظ علي كافة المعاهدات و المواثيق الدولية و علي الالتزامات و الاتفاقيات , و علي منظومة القيم المصرية و الإنسانية , و علي حقوق المرأة و الطفل .
لكنه أكد علي ' أننا لن نسمح بالتدخل بالشأن الداخلي لأي دولة , كما لن نسمح بالتدخل بشؤوننا , و ليعلم الجميع أن قرار مصر سيكون من داخلها , و بإرادة أبنائها ' .
و لعل الوجه الديموقراطي المضيء في هذه الانتخابات قد تبدّي في مجموعة من الظواهر التي تكاد تجعل الانتخابات المصرية تقترب من ذلك النمط الذي تتميز به الانتخابات في الديموقراطيات الغربية , و من بينها أنه لم يكن متاحا للمصريين أن يعلموا بهوية رئيسهم الجديد سوي في اللحظة التي نطق بها رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالنتيجة النهائية , و التي أتت متقاربة جدا , بحيث ظلت ضمن مستوي 3.5 في المئة بين المرشح ' الإخواني ' الفائز محمد مرسي , و منافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق .
و الأهم في هذا المشهد الديموقراطي أن المرشح الخاسر , قد سارع بدوره إلي الاعتراف بانتصار غريمه , لا بل تقدم منه بالتهنئة , فيما كان مناصروه يكبتون مشاعر الغضب و الحزن التي تبدّت علي وجوههم لحظة إعلان النتيجة , و قد ساعد علي ذلك أن مناصري ' الإخوان ' قد احتفلوا بانتصارهم من دون استفزاز الفريق الآخر , لتتلاشي بذلك المخاوف من انفلات أمني ظل كابوسا يؤرق المصريين طوال الأيام الأخيرة .
أما من حيث النتائج , فإن الانتخابات المصرية ترتدي طابعا تاريخيا أيضا , بعدما أتت إلي قصر العروبة بمرشح لا ينتمي إلي المؤسسة العسكرية , في سابقة لم يعرفها تاريخ الجمهورية المصرية , و الأهم أن الرئيس الجديد قد أتي من جماعة ظلت محظورة طوال العهود الماضية , قبل أن تتحول إلي جماعة محظوظة تحت شمس ثورة 25 يناير .
كثيرة هي المرّات التي تحلق فيها المصريون حول شاشات التلفزيون لمتابعة أحداث مصيرية شهدتها مصر منذ انطلاق ' ثورة 25 يناير ' , لكن تحلقهم يوم أمس حول الشاشات انتظارا لنتيجة جولة الإعادة الحاسمة لانتخابات الرئاسة كان الأكثر توترا و قلقا على الاطلاق .
فكثر عاشوا لحظات ترقب و انتظار , و كثر تسمّروا أمام شاشات التلفزيون للتأكد مما لديهم من معلومات بفوز أحد المرشحين , و بات المصريون ليلة إعلان نتيجة الانتخابات و القلق يعتصرهم , خاصة بعد تسرب الكثير من معلومات حول نجاح شفيق , و قد صاحب ذلك انتشار الجيش و الشرطة علي طول البلاد و عرضها , فيما كانت الماكينة الإعلامية كلها تحذر من خطر يحيق بالبلاد .
و قد فسر جمال عيد , الناشط الحقوقي و مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان , حالة الاحتقان و القلق التي عاشها المصريون ليلة إعلان النتيجة بأنها ' جزء من استمرار اللعبة الاستخبارية , فقد أطلقوا ماكينات الشائعات بشكل مقصود للتلاعب بمحمد مرسي و الحصول علي أكبر قدر من التنازلات ' , مؤكدا علم الجميع بفوز ' مرسي ' , هم يعلمون بأنه الفائز و لكن استخدموا هذه الحيل لإرباك الإخوان و الشعب معهم للحصول علي مكاسب ' .
و دقت الساعة الثالثة من عصر يوم أمس بتوقيت القاهرة , ليحبس المصريون أنفاسهم , و يترقبوا ظهور رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المستشار فاروق سلطان , و أتي تأخر المؤتمر لأكثر من أربعين دقيقة , ليزيد من حيرة المصريين و قلقهم .
و عند الثالثة و الأربعين دقيقة خرج سلطان , ليتلو مقدمة مطوّلة , ذكّرت المصريين بمقدمة رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت وقت محاكمة حسني مبارك , و بعد أكثر من ثلثي الساعة من تلاوة بيانه , أعلن سلطان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية , ليجنب مصر و أهلها دماء كانت متوقعة حال فوز الفريق أحمد شفيق , و صداما كان وشيكا بين شعب مصر و جيشها , و لتنطلق بعدها أفراح المصريين , ليس فرحا بفوز مرسي , بل فرحا بمصر و خسارة نظام مبارك للأبد ممثلا في الفريق شفيق .
و قد أعلن سلطان أن مرسي فاز بنسبة 51,73 في المائة , و أوضح أن إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية 50,958,794 ناخبا , و أن إجمالي عدد الناخبين الذي حضروا بلغ 26,420,763 , ما يعني أن نسبة المشاركة بلغت 51,85 في المئة , و أضاف أن إجمالي عدد الأصوات الصحيحة بلغ 25,577,511 صوتا , فيم بلغ إجمالي عدد الأصوات الباطلة 843,252 صوتا , و أشار إلي حصول مرسي علي 13,280,131 صوتا في مقابل 12,347,380 صوتا لشفيق .
و ما كاد سلطان يعلن النتيجة حتي تعالت الصيحات داخل مقر الهيئة العامة للاستعلامات , حيث عقد المؤتمر الصحافي للجنة الانتخابية , و بدت الأجواء داخل القاعة صورة مصغرة عن الاحتفالات الصاخبة التي شهدها ميدان التحرير و شوارع العديد من المدن المصرية .
و سارع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي و رئيس الحكومة كمال الجنزوري و شيخ الأزهر أحمد الطيب و مفتي الديار المصرية علي جمعة و قائم مقام بطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية الأنبا باخوميوس إلي تهنئة مرسي بالفوز .
و أعلنت جماعة ' الإخوان المسلمين ' في بيان مقتضب نشر علي صفحتها في موقع ' تويتر ' أن مرسي استقال من كافة مهامه سواء في الجماعة أو في ' حزب الحرية و العدالة ' الذي يترأسه .
و مساءا , توجه الفريق أحمد شفيق بالتهنئة لمنافسه , لتنتهي بذلك العملية الانتخابية بسلام .
و في خطاب بثه التلفزيون المصري , من أحد استوديوهاته في منطقة المقطم , تعهد الرئيس المنتخب محمد مرسي بأن يكون ' رئيسا لكل المصريين و وصف فوزه بأنه ' لحظة تاريخية ' .
و تعهد مرسي بتحقيق أهداف كل من شاركوا في الثورة , مؤكدا أن ' الثورة مستمرة حتي تتحقق كل أهدافها ' , و أن ' مصر الوطن و مصر الشعب في حاجة الآن إلي توحيد الصفوف و جمع الكلمة حتي يجني هذا الشعب العظيم ثمار تضحياته ' المتمثلة في ' الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية , و هي الشعارات الأساسية للثورة و التي لا تزال حناجر المصريين تعلنها قوية في كل منابر الثورة ' .
و دعا مرسي الشعب المصري إلي تعزيز الوحدة الوطنية للخروج من المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد , و قال ' إنني في هذه اللحظة التاريخية أدعو الشعب المصري العظيم إلي تقوية وحدتنا الوطنية و تمتين الأواصر بيننا و تقوية وحدتنا الوطنية الشاملة ' .
و قد سعي مرسي إلي طمأنة الجيش بأن قال إنه لن يسعي للقصاص من أحد سواء أكان في الجيش أو الشرطة أو أي مصري كان , أما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية , و في ما بدا تطمينا لإسرائيل و الغرب , قال مرسي إن مصر تحت قيادته ستحافظ علي كافة المعاهدات و المواثيق الدولية و علي الالتزامات و الاتفاقيات , و علي منظومة القيم المصرية و الإنسانية , و علي حقوق المرأة و الطفل .
لكنه أكد علي ' أننا لن نسمح بالتدخل بالشأن الداخلي لأي دولة , كما لن نسمح بالتدخل بشؤوننا , و ليعلم الجميع أن قرار مصر سيكون من داخلها , و بإرادة أبنائها ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق