جاء إعلان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية مربكا و محبطا لكثير من الاعلاميين و الفضائيات التي تهيأت لإعلان فوز الفريق أحمد شفيق , الذي كانت تسانده بشدة , و قد زاد من هذا التوقع الكبير , الذي أدى الى الاحباط الأكبر , حالة الاستنفار الأمني في الشارع , و حالة الشحن و الشائعات التي تحذر من اندلاع أعمال عنف , بالإضافة إلي رسائل بعض المذيعين التي تلمح إلي فوز الفريق شفيق أو إلغاء الانتخابات .
و في هذا الاطار انتشر خبر عن اتجاه قوات من الحرس الجمهوري إلي منزل الفريق شفيق , حسب تأكيدات الاعلامي و الكاتب الصحفي مصطفي بكري , و استمر ماسبيرو يركز كاميراته نحو مدينة نصر منذ يوم السبت انتظارا لإعلان النتيجة الرسمية , ثم لم يلبث أن تخلي تماما عن صورة مدينة نصر و التي بدت فارغة تماما صباح اعلان النتيجة , و اكتفي بصور التحرير و محافظات مصر التي كانت تحتفل بأول رئيس لا يحمل رتبة عسكرية منذ اسقاط النظام الملكي .
الشيء اللافت في الفضائيات هو تركيز المحللين السياسيين في أغلب الفضائيات علي مختلف اتجاهاتهم علي دعوة الإخوان المسلمين إلي البعث برسائل طمأنة للشعب في بداية توطئة للهجوم على الرئيس الجديد , , لميس الحديدي علي قناة ' سي بي سي ' , و التي لم تستطع اخفاء دعمها الكبير للفريق شفيق في الانتخابات , قالت إننا ننتظر من المنتصر مد يده للآخر , و أضافت ' في زمن النظام السابق كنا نخشي مقام الرئاسة و لا ننتقد الرئيس , و لكننا سننتقد الرئيس الجديد إذا أخطأ ' , و هو اعتراف صريح منها أنها ليست اعلامية حرة كما تدعي الآن .
القناة الفضائية المصرية بدورها عرضت برنامجا تسجيليا عن الرئيس محمد مرسي تضمن مسيرته الوظيفية كأستاذ جامعي و عضو في جماعة الإخوان , كما تضمن لقاءات مع أفراد عائلته , و كان القاسم المشترك في برامج التوك شو استضافة أفراد من جماعة الإخوان و من حملة مرسي الرئاسية , و قد أصر صلاح عبد المقصود المتحدث الإعلامي لحملة مرسي ' ضيف الفضائية المصرية ' علي أن يسمي المذيع الفائز بالرئاسة محمد مرسي بلقب ' الرئيس ' لا ' الدكتور ' كما كان يسميه , و قد اهتمت الفضائيات المصرية و العربية و العالمية بأول خطاب للرئيس , و الذي ألقاه من مبني التليفزيون , و نقلت القنوات العالمية مثل ' CNN ' و ' BBC ' و ' SKY ' بالاضافة الى أكثر من 300 قناة أخرى الخطاب مصحوبا بترجمة فورية , و قدمت بعض القنوات تحليلا لمضمون الخطاب التصالحي الذي لم يركز علي أي تفاصيل سياسية , و إنما جاء عاطفيا في أغلبه , و قدم برنامج ' السادة المرشحون ' للصحفي إبراهيم عيسي , و الذي كان يهاجم بشدة مرسي من أجل دعم حظوظ شفيق الذي وصفه عيسى مرارا و تكرار عبر برنامجه على أنه مرشح الدولة المدنية متناسيا أنه عسكري , تحليلا لمضمون الخطاب الأول للرئيس , و وصفه بأنه خطاب لا يستخدم لغة السياسة , و إنما لغة عائلية عشائرية , و أشار إلي أن الرئيس يجب أن يستخدم كلمة ' المواطنون ' في حديثه للشعب تأكيدا لروح المواطنة , و هي بداية مبكرة لنقذ اعلامي غير مبرر للرئيس الجديد يقوده اعلام النفاق الذي تحركه أموال الفساد التي نهبت على مدار 30 سنة من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق