المواجهة المرتقبة بين محمد مرسي رئيس مصر و المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري



بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بمصر , و التي فاز بها محمد مرسي , أصبحت العلاقة بين المجلس العسكري و أنصار الرئيس الفائز علي المحك , و تواجه أربعة مفاصل خلافية لا خروج منها إلا عبر مفاوضات جادة و حلول آمنة تؤدي إلي تسليم السلطة فعليا للرئيس المنتخب أو استمرار الاحتجاجات بالبلاد بدون أفق زمني واضح .


و تتمثل هذه الخلافات في الإعلان الدستوري المكمل الذي قلص صلاحيات رئيس الجمهورية , و أضاف صلاحيات شبه مطلقة للمجلس العسكري , و موقف مجلس الشعب بعد قرار المحكمة الدستورية بحله , و الجمعية التأسيسية للدستور التي سينظر القضاء بها الثلاثاء المقبل , و إعطاء حق الضبطية القضائية لأفراد الشرطة العسكرية و المخابرات الحربية , حيث تتردد أقاويل من بعض أعضاء حزب الحرية و العدالة بتأدية الرئيس الجديد لليمين بميدان التحرير أو أمام أعضاء مجلس الشعب .


و جانبها اعتبرت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح , نجاح مرسي بأنه يوجه رسالة مهمة للمجلس العسكري بأن دوره قد تراجع و عليه العودة إلي ثكناته , مشيرة إلي أن جميع القوي الثورية ستستكمل تظاهراتها ضده حتي يرجع عن حكم البلاد و يترك السلطة كاملة للرئيس المنتخب و الحكومة الجديدة .


و قاطعت عبد الفتاح الانتخابات الرئاسية , كونها تري أن مرسي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي سعت للاستحواذ علي السلطة منذ عام و نصف , أما المرشح الخاسر شفيق فكان يمثل النظام البائد بالنسبة لها .


و قد وصفت عبد الفتاح نجاح مرشح الحرية و العدالة بأنه ' انتصار للثورة في مواجهة مرشح المجلس العسكري و النظام السابق ' .

و شددت عبد الفتاح علي أهمية توحد جماعة الإخوان المسلمين و جميع القوي السياسية لاستكمال الثورة و إرساء مبدأ المشاركة لا المغالبة , حتي لا تتحول تلك القوي إلي معارضة لها .


و طالبت الناشطة السياسية بضرورة تشكيل مجلس استشاري للحكومة القادمة , و ألا تكون الأغلبية فيها لحزب الحرية و العدالة , و أن يكون رئيسها من المستقلين , مشيرة إلي أن القوي الوطنية ' ستقوم بمراقبة أداء الرئيس الجديد , فإذا نقض العهد فإن من أسقط ' الرئيس السابق حسني ' مبارك و شفيق يستطيع إسقاط غيرهم ' .

أما من جهته فقد وصف القيادي بجماعة الإخوان المسلمين , حمدي حسن , فوز مرسي بالرئاسة بأنه ' يوم تاريخي تم فيه إعلاء إرادة الشعب , حيث لم يحدث طوال تاريخ مصر بان اختار الشعب رئيسه ' .


و أضاف حسن , أن نجاح مرسي ' سيعيد تجميع الصفوف لكل القوي السياسية و الشعب المصري لبناء الجمهورية الثانية , خاصة و أن النظام البائد ترك تركة مؤذية و ثقيلة ' .


و شدد حسن علي أن الاحتجاجات ستستمر ضد المجلس العسكري إلي حين إيجاد مخرج للإعلان الدستوري المكمل و الضبطية القضائية و حكم حل مجلس الشعب , لافتا إلي أن النضال ' أصبح علي رأسه رئيس منتخب يمكنه دفع الثورة إلي الأمام بعد أن تراجعت ' .


أما أحمد ماهر , منسق حركة شباب 6 ابريل , فوصف إسقاط شفيق ب ' النجاح للثورة , ' مشيرا إلي أن المشوار لا زال طويلا للجبهة الوطنية لاستكمال باقي أهداف الثورة للوصول إلي مرحلة بناء و تطوير الدولة , و الوقوف علي التشكيل الرئاسي لمرسي .


و طالب ماهر القوي الوطنية ب ' التوحد من أجل انتزاع باقي السلطات من المجلس العسكري , و إلغاء الإعلان الدستوري المكمل حتي يتمكن الرئيس الجديد من العمل بسلطات كاملة غير منقوصة ' .

و قد اتفق الناشط القبطي جون ميلاد مع من سبقه في أن الرئيس القادم سيعمل دون صلاحيات حيث انتزع المجلس العسكري جميع سلطاته في مقابل توسيع صلاحياته هو , واصفا الانتخابات الرئاسية بأنها ' شيء عبثي يشبه تماما انتخابات مجلس الشعب التي تمت دون وجود دستور أو رئيس ' .


و طالب ميلاد الرئيس الفائز المدعوم من جماعته أن يبرهن للجميع بأنه مرشح الثورة , و ذلك بأن لا يحلف اليمين لتولي الرئاسة إلا بعد الحصول علي صلاحياته كاملة , و اما إذا استمرت العملية كما هي , فان الإخوان المسلمين سيثبتون أنهم بالفعل لا يختلفون عن النظام القديم , و أنهما وجهان لعملة واحدة .


أما أحمد خبري , عضو المكتب السياسي لحزب ' المصريين الأحرار ' ,  فقد قال أن مرسي نجح في انتخابات حرة و نزيهة , و نتمني أن يكون رئيسا لكل المصريين و ليس لجماعة الاخوان المسلمين وحدها .

و أكد علي ضرورة أن يبعث مرسي برسائل مطمئنة لمن انتخب شفيق , فهم يمثلون نسبة كبيرة تصل إلي ما يقرب من نصف المشاركين بالانتخابات , و أكمل ' ا
ن الشعب و الدستور هما الضمانة الحقيقية لمدنية الدولة , إذ أن نصف من صوتوا لمرسي ' فعلوا ذلك كرها في شفيق , ' مشيرا إلي أن الرئيس الفائز ' أمامه فرصة مهمة لإعادة صياغة الجمعية التأسيسية للدستور لتعبر عن كافة أطياف الشعب المصري , و لتحقيق الديمقراطية و المحافظة علي المواطنة ' .

و رأي ميلاد أن الإعلان الدستوري المكمل ' لا ينتقص من صلاحيات الرئيس , و التي هي محددة في الإعلان الصادر الذي صدر شهر مارس 2011 في المادة 65 , و أشار إلي أن الإعلان المكمل أعطي فقط صلاحيات واسعة للمجلس العسكري لمعالجة الفراغ في حال الحكم ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور .


و نوه إلي إمكانية إيجاد مسار تفاوضي بين الرئيس الفائز و القوي المدنية و العسكرية حول المخاوف و الهواجس التي تنتاب كل طرف في هذا الاتجاه , إذ أن علي الرئيس الجديد أن ' يتبني موقف المصالحة و التفاوض ' .

و قال إن حزب ' المصريين الأحرار ' سيكون له دورا في المعارضة , إذ لم تقوم جماعة الإخوان المسلمين بالوفاء بوعودها , مضيفا أن ما بدر منهم علي مدار عام و نصف ' لا ينبئ بأن القادم سيكون أفضل بسبب مبدأ الاستئثار بالسلطة , و ان من لم يكن معهم فهو عدو لهم ' .


أما ثروت باسيلي , عضو المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس , فقد قال إن موقف الأقباط من الرئيس الفائز مرسي ' ستحدده الأيام القادمة و ليس الماضية , إذ ننتظر مصر مدنية لا تغير من طبعها , بحيث يحصل جميع الأطياف علي حريتهم غير منقوصة ' .


غير أنه عبر كذلك عن مخاوفه من إقامة دولة دينية بوصول مرشح إسلامي للحكم , ' لتصبح مصر أشبه بإيران أو أفغانستان ' , مشيرا إلي أنه إذا ثبت صحة تلك التخوفات سيؤدي ذلك إلي إثارة القلائل , و اما إذا ثبت أنها مجرد أوهام فسوف تنتهي , و لن يكون هناك مشاكل تذكر ' .

ليست هناك تعليقات :