نشرت مساء أمس الثلاثاء شائعات كثيرة ألقت بظلالها على ما يجري في ميدان التحرير من تنديد بالمجلس العسكري في مليونية ' مواجهة الانقلاب العسكري ' , و اعتبر الكثيرون أن المجلس العسكري وراء اطلاق تلك الشائعات لغاية في نفسه بالاضافة الى شغل بال الرأي العام بعيدا عن الميدان .
و قد بدأت الشائعات بعد المؤتمر الصحفي , الذي عقدته حملة أحمد شفيق مباشرة , لتؤكد فيه تقدمه علي محمد مرسي , نافية صحة ما أعلنته حملته عن فوزه قبل أيام , و تصاعدت نيران تلك الشائعات , منتصف الليل أمس , بعد إعلان العليا للانتخابات عن التحقيق مع 3 موظفين بتهمة تسويد البطاقات بالمطابع الأميرية .
الشائعة الأولي بدأت تتسرب في الثامنة من مساء أمس , حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك و تويتر , خبر صدور أمر بضبط و إحضار عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين , في مقدمتهم خيرت الشاطر و محمد البلتاجي , بتهمة تزوير الانتخابات , و دفع رشاوي مالية لثلاثة موظفين في المطابع الأميرية , مقابل تسويد البطاقات لصالح مرسي .
و في الوقت الذي بدأت فيه الشائعة تتسرب إلي المنازل و المقاهي , كان أعضاء الجماعة محتشدين في ميدان التحرير , لرفض الإعلان الدستوري المكمل , و حل البرلمان , و هو ما جعل الشاطر يظهر علي عدة فضائيات تباعا لينفي الشائعة , مؤكدا أن الغرض منها إرباك الشارع , و إعاقة نقل السلطة .
أما الشائعة الثانية و التي جعلت البعض يستشعر أن هناك انقلابا عسكريا وشيكا , و هي أن العسكري يعقد اجتماعا عاجلا , لدراسة إعادة انتشار الجيش في المحافظات تحسبا لحدث جلل , و هو ما فسره البعض أن يكون هذا الحدث إعلان فوز شفيق بالرئاسة , بل إن البعض الآخر قام بتطوير الإشاعة , بأن فرقا من الجيش الثالث بدأت بالفعل التحرك و الانتشار في مدن القناة .
و هو ما تواكب مع تداول المواطنين , نقلا عن مصادر تابعة للداخلية , تراوحت بين قيادة كبيرة بالمباحث العامة و بين ضباط برتبة أقل , بأن هناك تعليمات لشركات الصرافة , و فروع البنوك الكبري بعدم ممارسة عملها الأربعاء , تحسبا لاضطرابات قد تحدث , و تداول المواطنون خبر صدور تعليمات للموظفين بالمؤسسات الحيوية بعدم الذهاب إلي مقرات أعمالهم في صباح اليوم التالي .
و الشائعة الرابعة , تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة , و كان بطلها رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني , و قالت إنه تغيب عن الظهور في لقاء تلفزيوني , بسبب اجتماع سري مع الفريق سامي عنان , و بعض قيادات المجلس العسكري , و هو نفاه نائب رئيس حزب الحرية و العدالة الدكتور عصام العريان , الذي شدد علي نفي الاجتماع المزعوم .
الدكتور محمد البلتاجي , القيادي الإخواني , ألقي بمسؤولية إطلاق مثل هذه الشائعات علي الأجهزة المعلوماتية و الأجهزة الأمنية , حيث قال ' إن هذه الأجهزة تحلم أن تضعه في جملة مفيدة تشوه بها صورته , تمهيدا للتخلص منه ' , و أكد أن ترويج شائعة علاقته بطباعة الاستمارات الانتخابية المسودة في المطابع الأميرية ' نكتة جديدة ' .
أما المهندس خيرت الشاطر , نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين , فقد أعلن أن مصر ' تتعرض لحملة من الشائعات , الغرض منها إعادة إنتاج نظام مبارك , من خلال إرباك المشهد السياسي , و إساءة فهمه لدي الناس الذين يبتهجون لانتخابهم أول رئيس في مصر , و لإثنائهم عن رفض حل البرلمان المنتخب ' .
و شدد الشاطر , خلال مداخله هاتفية مع برنامج ' آخر النهار ' مساء أمس , على أن مصر تعرضت لحملة شائعات , بداية من الانتخابات الرئاسية , بالتزامن مع استدعاء البعض من قبل النياب العامة ' , نافيا استدعاءه شخصيا إلي النيابة العامة للتحقيق معه , و قال ' أنا ضد أي عمل غير أخلاقي , و الذي أعتبره محرما دينيا و اخلاقيا و ثوريا --- هناك العديد من الوسائط الإعلامية نقلت عن النائب العام نفيه استدعاء الشاطر أو محمد البلتاجي للتحقيق في أية قضايا ' .
و قد أكد الشاطر أن حملة محمد مرسي ' لها 13 ألف مندوب في 13 ألف لجنة انتخابية في جميع أنحاء الجمهورية , و جميعهم تسلموا محاضر فرز اللجان من القضاة , و تم تجميعها في الحملة المركزية لمرسي ' .
و وصف الشاطر قرار حل البرلمان ب ' غير السليم قانونيا ' , مشيرا إلي أن البرلمان ' سيتخذ قراره بناء علي الوضع القانوني السليم ' .
و أشار الي أن الإعلان الدستوري الصادر في مارس الماضي , لم يحتوي علي تحديد أية جهة لحل البرلمان , و المحكمة الدستورية العليا هي جهة يستطلع رأيها في ذلك , بينما لم يحدد الإعلان الدستوري جهة اتخاذ القرار بعد تحويل رأي الدستورية العليا .
و ذكر الشاطر , في نهاية مكالمته الهاتفية مع الاعلامي محمود سعد , أن الإعلان الدستوري الأول الذي استفتي عليه الشعب في 19 مارس 2012 , كان يعبر عن جزء من خارطة الطريق , و الذي تم علي أساسه انتخاب مجلسي الشعب و الشوري و اجراء انتخابات الرئاسة , و هذا الإعلان بمثابة إطار مرجعي لخارطة الطريق .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق