أعلنت قيادات إخوانية سابقة ما وصفته ب ' خريطة نجاح ' الدكتور محمد مرسي , أول رئيس إخواني للجمهورية , بحسب المؤشرات النهائية , و دعته إلي تحقيق اصطفاف وطني حقيقي , و أن يكون رئيسا لكل المصريين .
أبرز النصائح كانت حل جماعة الإخوان المسلمين , أو توفيق أوضاعها القانونية , و تشكيل حكومة وطنية حقيقية , و عدم فرض قيود علي حرية الفن و الإبداع , و إعادة محاكمة رموز النظام السابق , و الإفراج عن المسجونين السياسيين قبل الثورة .
و قد قال الدكتور كمال الهلباوي , المتحدث السابق باسم الإخوان المسلمين في الخارج , إن علي مرسي توسيع دائرة الحرية و إلغاء أي نوع من أنواع التمييز بين المواطنين علي أساس الدين و العرق و اللون و الجنس , بالاضافة الى استعادة الأمن و الاستقرار , و ضبط المرور في الشارع المصري , و هي الأمور التي تأتي علي رأس أولويات الرئيس الجديد .
و شدد الهلباوي , و الذي أعلن استقالته علي الهواء مباشرة عقب تقديم الجماعة لمرشح رئاسي , على أن مرسي قدم مجموعة من التعهدات نشرت في الصحف قبل الانتخابات , و إذا طبق بشكل حقيقي هذه التعهدات فسيجمع مصر حوله , و يكون رئيسا من الطراز الأول , كما في الديمقراطيات المستقرة في أوروبا , علي رأسها تحسين رغيف العيش , و حل مشكلة القمامة المتكدسة في الشوارع , و أيضا لابد أن يلتزم بتعهده بتكوين مؤسسة للرئاسة من نواب و مستشارين و مساعدين تشمل جميع القوي الوطنية و الشباب و المرأة و التيار السلفي و الأقباط , و تشكيل حكومة ائتلافية موسعة من القوي الوطنية الحقيقية و الكفاءات بالتوافق مع البرلمان , و لا يمثل حزب الحرية و العدالة فيها الأغلبية .
و قد حدد الهلباوي أول ثلاثة قرارات لمرسي و هي أن يتخذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن المعتقلين السياسيين الموجودين في السجون حتي اليوم , و جميع من سجنوا بعد الثورة من أصحاب الرأي و المتظاهرين , ما لم يرتكبوا جرائم جنائية , بما يكفي أن يؤكد مرسي للثورة و للشعب أن متطلبات الثورة قائمة .
إضافة إلي إلغاء قانون الضبطية القضائية من المخابرات العسكرية و الشرطة العسكرية , لتوفير كل الأجواء الصالحة للثورة و الاعتصام السلمي , بالإضافة إلي الوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية و الإسرائيلية , و مصارحة الشعب بآلياتها و خطواتها .
أما عبد الستار المليجي , و هو عضو مجلس شوري الجماعة السابق , فقد شدد علي أن نتائج الانتخابات لم تعلن بشكل رسمي , لكن علي الجميع أن يتمني أن يحقق مرسي الفوز أولا .
و أكد أن علي مرسي أن يلم شمل المجتمع , و يلغي فكرة الاستحواذ الإخواني بتشكيل وزارة تجمع الأطياف و تكون استرضاء للجميع , و تجد كل قوة سياسية وطنية ممثلا لها داخل الوزارة , خاصة أن كل القطاعات الوطنية فيها من القادرين علي إدارة الدولة .
و قد وجه المليجي مرسي إلي ضرورة علاج الجروح الغائرة و الشروخ العميقة التي حدثت في العلاقة بين الجيش و الشعب , علي مدي سنة و نصف السنة من وجود القوات المسلحة بالشارع المصري , علي أن يلتزم العسكري بما يحدد له من أدوار في الجمهورية الجديدة , و ألا يعتمد علي قوة السلاح .
و اشار الى ضرورة أن يفرغ مرسي السجون من المسجونين سياسيا , بإصدار قرار واضح بالإفراج عنهم جميعا , ما لم يكونوا متهمين في قضايا جنائية .
و حل و وقف جميع الجماعات و الكيانات الخارجة علي القانون , يجب أن يكون أول قرارات محمد مرسي , بما فيها جماعة الإخوان المسلمين , و علي الجماعة إما أن توفق أوضاعها وفقا للقوانين المنظمة للعمل الأهلي و الاجتماعي في مصر أو وقف نشاطها نهائيا , و تحديد جهة الإفتاء في مصر , و هي الأزهر الشريف و دار الإفتاء المصرية .
و قد حذر المليجي مرسي من أن يأتي برئيس وزراء من الإخوان المسلمين , لأنه سيفجر الموقف تماما , و يعود بالجميع إلي نقطة ما قبل الصفر , و ليس الصفر فحسب .
و من جهته دعا ثروت الخرباوي , القيادي السابق بالجماعة , إلي ضرورة أن يستقيل مرسي من جماعة الإخوان المسلمين , و يترك عضويته بها , حتي لا تتعدي ولاءاته , و يكون ولاؤه الأول و الأخير لمصر , معددا عدة قرارات يجب علي مرسي أن يتخذها إذا أراد أن يكون رئيسا لكل المصريين .
و من بينها اتخاذ موقف قوي في وجه المجلس العسكري الذي نزع صلاحيات رئيس الجمهورية في الإعلان الدستوري الأخير , بأن يصدر قرارا يسترد فيه حقه الدستوري في إصدار تشريعات و قوانين , وفقا للحقوق الدستورية الأصيلة لرئيس الجمهورية في حالة عدم وجود مجلس تشريعي .
إضافة إلي ضرورة إقالة النائب العام من منصبه , و تكليف شخصية قضائية نزيهة محسوبة علي الجماعة الوطنية , كي تعيد التحقيق في الجرائم المنسوبة إلي أعمدة النظام السابق و رموزه .
و أشار الي أن على مرسي أن يتخذ قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين , لأنها لم توفق أوضاعها القانونية , حتي لا تكون هناك مشكلة في تعدد الولاءات , و لأن الولاء الأعلي يجب أن يكون لمصر و ليس لجماعة أو حزب , و بما أن محمد مرسي يحمل كما يقول مشروعا إسلاميا و يجعل من الإسلام مرجعية له , يجب أن يطبق العدل علي الجميع حتي و لو كان هذا العدل سيهدد مصالح جماعته , لأن الجماعة عليها إما أن تشهر نفسها طبقا للقانون أو يصدر مرسي قرارا بحلها لعدم توفيق أوضاعها .
الأمر الآخر الذي يجب أن يصدره هو تكليف رئيس وزراء محسوب علي الجماعة الوطنية و محسوب علي الثورة و لا يكون منتميا للإخوان يقوم بتشكيل وزارة لا يكون للإخوان أي وجود فيها , فإذا لم يفعل هذا كله , يجب علي مرسي أن يقدم استقالته من منصب الرئيس , لأن استمراره سيسبب ضررا كبيرا لمصر , و ينعكس علي الحركة الإسلامية سلبا .
كما حذر الخرباوي من اتخاذ مجموعة من القرارات , أهمها تعيين نائب له من الإخوان و هو ما لا يجب أن يكون , أو إصدار أي قرارات تؤدي إلي الالتفاف علي الثورة كأن يمتنع عن إعادة محاكمة رموز النظام السابق أو يمتنع عن تكريم أسر الشهداء و المصابين و وضعهم في المكانة المناسبة لهم , أو أن يتراجع عن هدف الثورة الرئيسي بدعم الحرية و العدالة الاجتماعية و لقمة العيش , بأن يظل الفارق الاجتماعي و المادي واسعا بين الطبقات و يظل الظلم سائدا في مصر , و تظل الحرية بعيدة عن المصريين .
و شدد الخرباوي علي ضرورة ألا يصدر مرسي أي قرارات تضع أي رقابة علي الآداب و الفنون , و يجب ألا يصدر أي قرار بإنشاء ما يسمي بلجنة أهل الحل و العقد , التي اقترحها خيرت الشاطر قبل الانتخابات , و التي تتكون من علماء دين تكون لهم المرجعية العليا في الدولة , و كذلك ألا يصدر أي قرار يسبب ضررا للسياحة أو الاستثمار بوضع قيود علي حرية التجارة أو يفرض ضرائب علي المستثمرين , أو أن يجعل السياحة قاصرة علي العلاجية أو التاريخية .
أما معاذ عبد الكريم , و هو أحد شباب جماعة الإخوان المفصولين , فقد أكد أنه علي مرسي أن يفي بتعهداته من إدارة الدولة بشكل تشاركي و تمثيل جزء كبير من القوي الوطنية في صورة فريق رئاسي للاستفادة بخبراتهم و كذلك للعمل بشكل مجتمعي متوازن , مع التركيز علي أهل الكفاءة في وضعهم في المناصب التنفيذية دون البحث عن أهل الثقة من داخل الجماعة و تمكين الكفاءة أيا ما كانت من وضع قوانين صارمة , لتمنع أي مقصر و متهاون في أداء عمله في المناصب القيادية .
و قد شدد عبد الكريم علي ضرورة الاستقواء بالشعب ضد كل من يقف أمام الدكتور مرسي لمنع تحقيق تطور حقيقي و نهضة حقيقية عن طريق انتقاص صلاحياته و تكبيله بشكل سياسي و حصار مؤسسة الرئاسة , و تكون الآلية أن يخرج الدكتور مرسي كل شهر للجماهير بخطاب يشرح فيه طبيعة الموقف و تفاصيل ما يجري , و يعرض ما طلبه الشعب من الرئيس , و كما سنعطي له الفرصة يجب أن يحاسب فإذا أخذ فرصته بشكل كامل يجب أن يحاسب بشكل كامل , و ليس العقاب و الإثابة و التكريم .
و جدد عبد الكريم التحذير لمرسي من أن يخلط ما بين الرئاسة و الجماعة , و ألا ينسي أنه رئيس لكل المصريين , و عليه مسئولية تجاه كل المصريين .
بدوره أكد عبد الله الكريوني , عضو مجلس نقابة الأطباء العامة , الذي صنف نفسه علي أنه ' إخواني غير راضٍ عن طريقة إدارة الجماعة للفترة الانتقالية ' , أن ' علي الجماعة أن تدرك أن مرسي نجح بأصوات المصريين و كممثل الثورة , و لابد أن تتسم قراراته بالثورية و ألا يتكئ علي الكتلة التصويتية الإخوانية , و أن يكون ولاؤه للثورة و الثوار , و أن يدرك أن رئاسته للجمهورية هي مشروع وطني جامع , و ليس مشروعا إخوانيا , و لابد أن يحقق أولويات و أهداف الثورة و أن تكون معاركه من أجل تحقيق معارك الثورة الحقيقة , و هي الحرية و العدالة الاجتماعية ' .
و قد نوه الكريوني الذي سبق و أعلن دعمه لعبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة , الى أنه لابد أن يطمئن مرسي كل القوي الوطنية بأنه لن يصدر ما يضيق علي الحريات أو علي الإبداع و الفن , و هو ما تعهد به قبل الانتخابات , و يجب أن يكرر هذه التطمينات خاصة بعد نجاحه .
و رتب الكريوني أول ما يجب فعله علي مرسي بأن يتوافق علي نواب و حكومة تمثل الثورة و تحقق التوافق الوطني , و ألا تكون حكومة لها خلفيات أيدلوجية , أغلبها تكنوقراط , بعيدا عن الصراعات و التجاذبات التي قد تنتج عن الاختلافات الحزبية , مشددا علي ضرورة تغيير قيادات الشرطة العليا , و إعادة هيكلتها , لتحقيق الأمن و الخدمات الجنائية فقط , بعيدا عن التدخل في المصالح الرسمية كالجوازات و الكهرباء .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق