أثار بيان المجلس العسكري الذي ألقاه أمس , عبر شاشات التليفزيونات المصرية الرسمية , و حمل تهديدا للشعب الذي أسماه البيان بمثير الفوضى , و برر إصدار الإعلان الدستوري المكمل بأن الظروف الحالية هي السبب , حالة من الاستهجان و الشجب و حتى السخرية من قِبل بعض رموز القوي السياسية , و وصفوه بأنه ' إنشائي ' , و طالبوا بعدم استخدام لغة التهديد مع الشعب المصري .
و في هذا الاطار أكد الدكتور وحيد عبد المجيد عضو مجلس الشعب أن البيان منسوخ , و اضاف ' لم يقل شيئا و كان من الأولي أن يتحدث عن شيء إيجابي أو ليصمت و لا داعي للغة التهديد ' .
و شدد على أن إقدام العسكري علي إصدار إعلان دستوري مكمل يعني عدم احترامه لدولة القانون و الدستور التي يطالبنا باحترامها , لأن الإعلان بالأساس مخالف للقانون لعدم الاستفتاء عليه من الشعب .
و وجه الدكتور جمال حشمت , عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية و العدالة , رسالة إلي المجلس العسكري , قال فيها ' أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم ' , و أكد أنه لم يكن دوما علي الحياد في تأييد عمد و شيوخ القري للفريق أحمد شفيق و كذلك أفراد الداخلية في تسويد بطاقات الاقتراع .
و وصف لغة البيان بالاستعلاء و أنه نسخة مكررة من بيانات الرئيس المخلوع حسني مبارك , و أضاف أن ' العسكري ' هو من أهان القضاء في غض الطرف عن قضية هروب الأمريكيين دون المحاسبة , فضلا عن تلويح رئيس الوزراء بحل البرلمان قبل صدور حكم قضائي .
من جهته , أكد ممدوح إسماعيل , نائب رئيس حزب الأصالة , في بيان له , أن بيان العسكري تضمن إدانة له , فهو يطالب باحترام القضاء و لم يحترمه عندما دفع الدستورية لحل البرلمان في الحيثيات علي غير اختصاص , و يطالب باحترام الإرادة الشعبية , و هو لم يحترمها عندما حل مجلس الشعب و هو ليس من حقه , و يحذر من الفوضي و هو الذي صنعها بضياع استحقاقات الثورة , و يعلن أنه يقف علي مسافة واحدة من كل القوي , و قد انحاز بشكل واضح لقوي محددة ليس لها وجود شعبي , ضد قوي لها شرعية و شعبية , و يعلن أن الإعلان الدستوري المكمل كان ضرورة و كأنه يعلن أننا في حالة حرب مع حزب الحرية و العدالة و مرشح مصر الفائز الدكتور محمد مرسي , مطالبا بمحاكمته سياسيا و من ورطه في هذه الأفعال .
و قال محمد حسان حماد , المتحدث الإعلامي للجماعة الإسلامية , أن القوي الإسلامية و الوطنية لن تخشي ما سماه تهديدات المجلس العسكري , و سوف تمضي قدما لتحقيق مطالب الثورة و مصلحة البلاد , لافتا إلي أن لهجة البيان تشبه كثيرا لهجة النظام العسكري في ستينات القرن الماضي , و أضاف أن العسكري هو الذي أوجد الحالة الضرورية للإعلان الدستوري المكمل بمحاولته سلب السلطة من الشعب .
و أما يونس مخيون , عضو الهيئة العليا لحزب النور , فقد أكد أن البيان يدل علي مدي تفكير العسكري بأنه يتعامل مع الشعب و القوي السياسية علي أنهم أفراد كتيبة عسكرية عليهم السمع و الطاعة , و هو بذلك لم يستوعب الدرس .
و قال الدكتور عمرو الشوبكي , أستاذ العلوم السياسية , إن بيان العسكري لم يضف جديدا , واصفا إياه بأنه ' باهت و غير مفيد , و يصلح للتوجيه المعنوي داخل القوات المسلحة ' , و أضاف ' البيان يؤكد علي مجموعة من البديهيات , و لكن المشكلة أن هناك أطرافا ربما لا تحترم نتائج الانتخابات , كما لم تحترم حكم المحكمة الدستورية العليا , و هذا هو ما يتوقعه من الإخوان حال إعلان فوز أحمد شفيق ' .
و حول تأكيد بيان العسكري علي أن الإعلان الدستوري المكمل هو ضرورة وطنية , قال الشوبكي ' هذا اجتهاده , و لكن في الحقيقة الإعلان المكمل جاء ليحمي القوات المسلحة من التدخلات السياسية خلال المرحلة القادمة ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق