ذكرى ثورة 23 يوليو أول امتحان حقيقي للرئيس محمد مرسي في علاقته مع الجيش


تفصلنا أيام على احتفال مصر بذكري ثورة 23 يوليو المجيدة , و تتميز الاحتفالات هذه السنة بتولي رئيس غير عسكري السلطة منذ قيام الثورة قبل حوالي 70 سنة ,  و هو الأمر الذي يطرح العديد من الاشكالات : فهل سيزور مرسي قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مثلما فعل السادات و مبارك باعتباره قائدا للثورة أم سيستدعي الرئيس المنتخب عمق الخلافات التاريخية و الصراع الدموي بين ناصر و الجماعة و اعتقال قيادات الإخوان و الزج بهم في السجون و اعدامهم ؟


عن هذه الاشكالية يقول توحيد البنهاوي أمين التنظيم بالحزب الناصري أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو قائد ثورة يوليو و لا يمكن لأحد أن يتجاهلها لأنها في التقييم التاريخي لم تنته شرعيتها لأنها سجلت في التاريخ , بالإضافة إلي أن مبادئها هي نفسها المبادئ و المطالب التي قامت علي أساسها ثورة 25 يناير و هي العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية .


و عن زيارة الدكتور محمد مرسي رئيس مصر لقبر الرئيس الراحل عبد الناصر في ذكري الاحتفال بثورة يوليو قال البنهاوي إن مرسي رئيس للجمهورية فإذا شارك في الاحتفال أو لم يشارك لن ينقص شيء من الثورة أو يزيدها , و اضاف ' لكن لا نريده أن يقع في هذه الغلطة التاريخية و يجب عليه أن يعقد مصالحة بين مراحل التاريخ المصري بكل مراحله , و ليس في صالحه أن يتمسك بالخلافات التاريخية و الصراع القديم بين عبد الناصر و الجماعة ' .


أما المرشح الرئاسي السابق أبو العز الحريري فقد أكد أن زيارة مرسي لقبر عبد الناصر أو عدم قيامه بذلك أمر ليس ذو أهمية , لافتا إلي أن الإخوان المسلمين سيأخذون موقفا عمليا , و لن يتوقفوا علي الشكليات و تسيير أمورهم مع مختلف القوي و التيارات السياسية , خاصة في هذه المرحلة , و أكمل ' لا أعتقد أن مرسي سيذهب لزيارة قبر عبد الناصر لأن ذلك لم يعد ملزما لرئيس الجمهورية ' , و أكد أن شرعية ثورة يوليو لم تنته لأنها كانت قائمة علي الوطنية المستقلة و الانحياز للفقراء و العلم , و كل ذلك من أساسيات ثورة 25 يناير .


في اطار موازي أكد عبد الغفار شكر , وهو وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبي , أن منصب الدكتور محمد مرسي كرئيس للجمهورية يحتم عليه المشاركة في إجراءات بروتوكولية متعلقة بالمناسبات الوطنية كالاحتفال بذكري ثورة يوليو أو انتصارات أكتوبر , و قد جرت العادة علي زيارة قبر الرئيسين السابقين جمال عبد الناصر و أنور السادات باعتبارهما رمزي للثورة و 6 أكتوبر , و أضاف ' ان الأمر يعود لمرسي في زيارته لقبر عبد الناصر من عدمه فعبد الناصر رمز لثورة يوليو و لكن الأمر شخصي ' .


أما على الجانب الآخر فقد قال الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة إن أمر زيارة مرسي لقبر عبد الناصر يرجع إلي تقديره و حريته الشخصية , و لكنه تمني ألا يقوم مرسي بذلك , و أضاف ' لو كنت مكانه لم أذهب إلي قبر من عذبنا و وضعنا في السجون و المعتقلات فلماذا نذهب لزيارته ' .


و أكد الدكتور محمود عزت , و هو نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين , أنه يفضل عدم الرد علي أي تساؤلات تخص زيارة الدكتور محمد مرسي لقبر عبد الناصر من عدمه , مؤكدا أن ذلك يسأل عنه الرئيس و لا شأن للجماعة بذلك .


فيما شدد سيد نزيلي , وهو عضو مجلس شوري الجماعة , على أن الإخوان المسلمين لا يحملون أي أحقاد لأحد و لا لفترة تاريخية مضي عليها زمن , و لها ما لها و عليها ما عليها , و أكد أن الدكتور محمد مرسي شخص يحكم بالعدل و لا يحمل في نفسه أي أحقاد تجاه شخص معين , أو تيار بعينه , و لكن أمر زيارة قبر ناصر يرجع لقرار الرئيس الخاص به .

ليست هناك تعليقات :