أكد الكاتب و السيناريست بلال فضل أن الفترة التي تعيشها مصر حاليا من اضطراب سياسي و ثقافي و اجتماعي , أشبه الى حد كبير بفترة الصراع التي عاشتها الدولة التركية الحديثة , كما شبه الصراع الحالي بين القوي السياسية و الثورية في مصر من جانب , و المجلس العسكري من جانب آخر , بالصراع الذي عاشته ' تركيا ' لسنوات طويلة لحين بدأت تؤول الأمور إلي الاستقرار في أوائل العقد المنصرم , بتولي الرئيس أحمد نجدت سيزر الحكم سنة 2000 .
و شدد فضل , خلال ظهوره في برنامج ' آخر النهار ' مع الإعلامي الكبير محمود سعد , على أن فكرة الدولة التي تحدد مسارات ' كل من يعيش علي أرضها ' و لكل فصيل سياسي و اجتماعي انتهت مع قيام ثورة 25 يناير .
و حول أداء الرئيس محمد مرسي في الأسبوعين الماضيين منذ توليه مقاليد السلطة , قال فضل ' كنت أعتقد أن الرئيس مرسي سيكون له خطة مستقبلية و لكن الأيام الماضية أكدت أنه يتخذ قرارات متأخرة , و هذا في حد ذاته يشكِل خطر في ظل الأحداث المتوالية التي تعيشها مصر في هذه الفترة الانتقالية ' .
و عن الإعلام , قال ' الإعلام في أي دولة إذا كان متربصا بالرئيس , فإنه سيكون قادرا علي تدميره ' , و اعتبر فضل أن الإعلام حاليا يمارس دورا حقيقيا في تخريب عقول المشاهدين المصريين عن طريق ما يبثه من معلومات و أخبار كثيرا ما تكون مغلوطة .
و وجه فضل تحذيرا للرئيس من الاستهانة بمطالبات العاملين الذين يطالبون بتثبيتهم في المؤسسات و الشركات التي يعملون بها , و أضاف ' إذا لم يستطع مرسي تعديل عقود العمل من خلال مشروع النهضة فلن يشفع له وقتها نسبة معدل النمو الاقتصادي الذي قد يحققه في البلاد بعد انتهاء فترته الرئاسية , و هو الأمر الذي قد يعود عليه بالسلب فيما بعد في الانتخابات الرئاسية القادمة ' .
و شدد فضل على أن الأوضاع و الفساد في مصر لم يكن يمثل عشر رداءة الأوضاع و الفساد في تركيا , و رغم ذلك استطاع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان تحسين الأوضاع عبر الاستعانة بالشعب ضد العسكر و السلطة القضائية التابعة للعسكر .
و ختم الكاتب الصحفي كلامه بالتأكيد أن ' هناك دور كبير للساسة و القادة في تحريك الشعب و تفعيل دورهم للاستفادة منهم بشكل إيجابي ' , و أكمل ' الدكتور مرسي يقع علي عاتقه مسئولية تاريخية , و هي تحويل دور القوي الثورية الملتهبة في الاستفادة بهم إيجابيا و إشراكهم في عملية بناء و تطوير الدولة الجديدة ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق