الوجه الآخر لشخصية رئيس الوزراء هشام قنديل الطيب البسيط الساكن في شارع المساحة


' سايس ' بشارع المساحة في الدقي , يلخص معرفته بالوزير السابق هشام قنديل علي مدار سنوات عمله قائلا : ' مش بيتكبر علي أي حد --- متواضع في تصرفاته و كلامه ' --- و آخر يذكر مواقف للوزير جعلته مختلفا عن أي مسئول غيره فيقول ' لما بيكون شايل شنط فيها خضار أو أي حاجة خاصة بيه ما يرضاش يخلي حد يشيلها عنه أبدا --- حتي لو كانت كثيرة ' .


حكايات الوزير مع سايس المنطقة لا تنتهي , فتلك سيارته الخاصة التي دائما تقف في الانتظار ' صفا ثانيا ' , لتكون محل حديث بين الوزير و ' حلمي عبد الله ' صاحب الجراج , فبعد تكليفه بتشكيل الحكومة كانت آخر كلماته لعبد الله بوجه بشوش : ' أنا بقيت رئيس وزراء مش هتشوفلي ركنة غير الصف الثاني ؟! ' و تكون إجابة عبد الله : ' مفيش مكان صف أول يا بيه --- بس أول ما يفضي مكان هحطها فيه يا دكتور ' .

حوارات بسيطة و حياة أبسط عاشها قنديل في شارع المساحة يعرفه الكثيرون هناك ' بالدكتور ' , فلقب الوزير أو رئيس الوزراء لا يزال جديدا و لم يعتده البعض ليبقي شارع المساحة دون أي تغيير يصحبه بتولي أحد سكانه رئاسة الوزراء , و هو موقف يستغربه البعض , فيقول عبد الله , صاحب الجراج , : ' زمان في عهد أحمد نظيف كان هيفتتح مبني في الشهر العقاري و فجأة لقينا عمال من الحي بينضفوا المكان و مراقبين في كل مكان و ناس بتدهن الشارع من أوله لآخره , و لما عرفنا أن رئيس الوزراء بقي من سكان المنطقة محصلش أي تغيير في المكان ' .

الكلمات ذاتها يؤكدها عبده , حارس العقار الذي تعيش فيه أسرة قنديل , و يعتبر أن صعوده إلي منصب رئيس الوزراء أمرا كان متوقعا نظرا لشخصيته الجادة المتواضعة , حتي إنه هو و زوجته يرفضان أن يساعدهما أحد في حمل مشترياتهم , حارس العقار اعتاد علي مناداة الوزير بكلمة ' يا دكتور ' , و لم يحاول تغييرها حتي بعد أن أصبح قنديل وزيرا ثم رئيسا للوزراء , مؤكدا أن شخص قنديل جعلته دائما مقربا في نظر من حوله و من يتعامل معه .

رجل الأمن الذي تم تعيينه حارسا خاصا للوزير منذ توليه حقيبة الري و الموارد المائية لم يلازم الوزير في أي من خروجاته , و كان ذلك بناء علي رغبة الوزير الذي أبي أن يلازمه أمن خاص في كل مكان , و اقتصرت مهامه علي البقاء في مدخل العمارة السكنية بشكل عام .

في الدور السابع و في الشقة المقابلة لشقة رئيس الوزراء يسكن دكتور عصام متولي , كبير مستشاري هيئة الأمم المتحدة في الطاقة و البيئة , يعرف الوزير منذ أن كان صغيرا و يذكر أنه دائما كان يخلط بينه و بين أخيه الأكبر طارق لوجه الشبه بينهما , و حين كبر قنديل و أصبح وزيرا دار بينهما حديث يتعلق برغبة الوزير في ري سيناء بمياه البحر و رغبته في الاعتماد علي مشروعات تحلية مياه البحر فطلب منه أن يقدم إليه مشروعا لري سيناء , و هو ما أكد متولي أنه أنهي المشروع لكنه لم يتقدم به إلي الوزير بعد , متولي يؤكد أن التزام قنديل و تدينه هما صفتان ورثهما عن أبيه , مشيرا إلي أنه لا علاقة له بالإخوان و أنه شخص ملتزم دينيا هاديء الطبع , مقل في كلامه و حديثه , لكن هدوءه ينقلب إلي حماسة إذا ما تحدث عن أي موضوع يتعلق بتخصصه و مجال عمله .

مواقف كثيرة جمعت بين الوزير و متولي طيلة فترة جيرته في العمارة منذ أن سكنها في عام 1966 ما بين صلوات جمعتهما معا في جامع موسي الذي يبتعد قليلا عن العمارة , و بين حوارات كانت تدار بينهما , لكن متولي يؤكد أنهما لم يعتادا تبادل الزيارات , ربما لطبيعة المكان التي فرضت علي كل ساكن عزلة سببها خصوصية يحرص عليها كل فرد من السكان , متولي يتذكر أحد المواقف الضاحكة فيقول ' في وقت المياه انقطعت عن العمارة و كان قنديل وقتها وزيرا للري و الموارد المائية , اتصلت بالشكاوي و قلت لهم دي عمارة وزير الري و المياه مقطوعة ' .

يؤكد متولي أن أسرة قنديل تتمتع بخصوصية مختلفة , فحبه لبناته الخمس هو و زوجته جعل زوجته الدكتورة جيهان تتقدم باستقالتها من وظيفتها , حيث كانت معيدة في كلية الطب من أجل التفرغ لتربية بناتها , و يشيد متولي ببنات الوزير مؤكدا أنهن جميعا محجبات و يذهبن للمدرسة دائما في صحبة والدتهن .

ليست هناك تعليقات :