فيتو عسكري على وزير الداخلية و أبو النجا تلتحق بالفلول في مزبلة التاريخ


في إطار متابعة تشكيل مجلس الوزراء المصري الجديد , أكدت صحيفة الواشنطن بوست رفض استمرار فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي الاستمرار في العمل بالحكومة الجديدة , و أشارت إلي أنها كانت المحرك الرئيسي وراء حملة القمع المصرية ضد المنظمات المؤيدة للديمقراطية التي تمولها الولايات المتحدة .

كما اشارت الصحيفة الى تصريحات الوزيرة للصحفيين التي أكدت فيها أنها قررت منذ أشهر الاستقالة من الحكومة بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو , و التي جاءت بالرئيس محمد مرسي إلي السلطة , فيما أكدت أن أبو النجا كانت إحدي أبرز المسئولين الناجين من عهد مبارك , و قامت بتنسيق المساعدات الخارجية لمصر لمدة 11 عاما , لكنها أصبحت في الآونة الأخيرة مصدر إزعاج كبير للولايات المتحدة .

و في اطار موازي أكد شادي حامد , و هو مدير الأبحاث بمركز ' بروكنجز ' الدوحة , أنه ' ليس هناك شك أن الجميع في واشنطن يتنفسون الآن الصعداء ' , و تابع ' العلاقات معها ' أبو النجا ' لم تكن ناجحة , و إذا كانت قد بقيت في هذا المنصب كان سيصعب جدا الاستمرار في توزيع المعونات الأمريكية في مصر بشكل مؤثر ' .

و أشارت الصحيفة الى أن وزيرة التعاون الدولي , قادت حملة ضد جماعات المجتمع المدني علي مدار العام الماضي , بلغت أوجها بالتهم الموجهة إلي 43 موظفا بالمنظمات غير الحكومية ذات التمويل الأجنبي , بما في ذلك مديري فرعي المعهد الوطني الديمقراطي و المعهد الجمهوري الدولي بمصر , ما أثار أزمة دبلوماسية بين واشنطن و القاهرة , و لاسيما أنه عرض للخطر ما تبلغ قيمته 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر .

و قد اعتبرت أن حملتها الحادة ضد النشطاء المؤيدين للديمقراطية ذات التمويل الأجنبي ينظر إليها علي أنها دليل علي أن العديد من أعضاء الحرس القديم ظلوا يتحصنون في السلطة , و مصممين علي إبطاء وتيرة التغيير .

و أكدت أن أبو النجا اكتسبت شهرتها كفاعلة سياسية قوية أفلتت من موجة الغضب الكاسحة ضد فلول النظام السابق , كما نجت من عدة عمليات لتطهير لمجلس الوزراء , و بنت أيضا علاقة قوية مع الجنرالات في مصر علي مر السنين .

و أشارت الصحيفة الى أن الرئيس محمد مرسي عين هشام قنديل وزير الري و الموارد المائية الذي وصفته بأنه تكنوقراطي غير معروف , رئيسا لمجلس الوزراء الجديد , و أكدت أن الجنرالات لا يزال لديهم نفوذ كبير في عملية التشكيل , و خاصة فيما يتعلق بالحقائب الوزارية الأساسية التي تؤثر علي الأمن القومي .

و ختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد أن وزير الداخلية الجديد سيحتاج أيضا إلي ' ختم الموافقة ' من الجيش و أجهزة الاستخبارات , غير أن ' الأمر لن يصل إلي درجة أن يفرض الجنرالات اختيارهم , و لكن سيكون لديهم حق الفيتو .

ليست هناك تعليقات :