هل التعبير السلمي خطأ أم أن العنف هو الملعون ؟


عبد الرحمان يوسف ... في الاربعين يعيش الانسان ماساته الخاصة , فهو في برزخ بين الشيخوخة و الشباب , طعم الشباب ما زال في فمه , ولكن وَهَنا خفيا يتسرب الي كل حركاته و سكناته .


حين يختلط الخاص بالعام تزداد الآلام , وتصبح طموحات الانسان في الحياة العامة مصدر الم وشقاء مهما حقق من الطموحات الخاصة , او يمسي ويصبح حاملا همين -- .هم الوطن , وهم نفسه وابنائه واحبابه.


نحن جيل قليل الحظ فقد سقط من نظرنا كثير ممن كنا نعتبرهم اساتذتنا , ونخشي ان ياتي يوم قريب يلعننا فيه كثير ممن نعتبرهم تلاميذنا!


نحن الجيل الذي بشر بالتغيير السلمي , ويري الحلم اليوم مهددا , ويري الاحداث علي الارض توشك ان تتحول الي عنف لا يبقي ولا يذر.


كان حلما جميلا , ظننا انه قد تحقق , وظننا ان الايام قد انصفتنا , وانها حين انصفتنا فقد انصفت آباءنا واجدادنا الذين عاشوا وماتوا دون ان يروا هذا الشعب العظيم بهذه الحيوية.


هل اخطانا حين آمنا بالتغيير السلمي؟


هل كان واجبا علينا ان نستنسخ عشرات التجارب الفاشلة للاجيال السابقة التي حاولت التغيير بالعنف فلم تجن الا الشوك؟ ولم يجن الوطن الا مزيدا من الشحذ لآلة الاستبداد ومزيدا من التمكين للانظمة العسكرية؟


نحن في مفترق طرق , ولا بد لهذا البلد من نذير عريان , يصرخ باعلي صوته في عجائز هذا الوطن ان افيقوا , واحترموا انفسكم , وغلوا ايديكم عن الجيل الجديد , وارخوا قبضتكم عن رقبة الحلم المختنقة باصابعكم المجرمة.


المشكلة ان قتل الحلم سيسجل باسم جيلنا نحن , فبعد عدة سنوات سيرحل هؤلاء العجزة , ويتركون لنا احقادهم في تلاميذنا وابنائنا , ويصبح المطلوب منا _مرة اخري_ ان نقنع جيلا كاملا بجدوي العمل السلمي , وبترك العنف.


انها دائرة جهنمية واحدة , ما زال الجميع فيها لقرن كامل , سؤال وحيد لا اجابة عليه كيف يمكن ان نصنع التغيير؟


اجابتي -- . بالعمل السلمي , ولا اجابة اخري , ولعن الله كل من اقنع شباب مصر او دفعهم بشكل خفي الي فخ العنف , سواء كان هذا الملعون لابسا عمامة او برنيطة او بيريه!


عاشت مصر للمصريين وبالمصريين -- .

ليست هناك تعليقات :