' لم يكن من السهل التعرُّف علي هويتهما , وما اذا كانا شابين ام فتاتين بعد ان اخفي القناع الاسود ملامحهما و لكن احساسهما بالظلم و رفض الديكتاتورية و حكم الاخوان المسلمين و رغبتهما في تقديم اي شيء للوطن , كانت من اهم اسباب انضمامهما الي مجموعة ' البلاك بلوك ' في الاسكندرية -- انهما اصغر عضوتين بمجموعة ' بلاك بلوك ' .
فمن يري ملامحهما الصغيرة لا يصدق عمرهما الحقيقي , و لا ان احداهما من الاعضاء المؤسسين لحركة ' البلاك بلوك ' بالاسكندرية .
تقول الفتاة الاولي : ' كنت مستاءة من الظلم الشديد من قِبل السلطة الحاكمة و تعامُلها العنيف تجاه المتظاهرين السلميين , و لم يكن باستطاعتي تقديم اي شيء , و لكن بمجرد ان عرضت علي صديقتي فكرة الانضمام الي هذه الجروب , لاقت الفكرة قبولا لديّ و بدات في متابعتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي ' الفيس بوك ' , و ارسلت اليهم رسائل للانضمام , و بعد عدة مقابلات وافق قائد المجموعة علي انضمامي اليهم و تسليمي كل ادوات الفريق من اقنعة و ملابس مدون عليها شعار الحركة ' .
و تضيف بحماسة شديدة : ' بالرغم من خوف والدتي من انضمامي الي هذه الجروب و تصديقها لما يتردد من اتهامات باطلة لمجموعتنا , فانها عندما شاهدتني في تظاهرات 25 يناير لاحياء ذكري الثورة , و انا اقدِّم الاسعافات الاولية للمصابين اطمانت و تاكدت اننا نعمل لمساعدة الآخرين , و لسنا مجرد بلطجية كما يردد البعض ' .
و تستكمل : ' انا باكره مرسي و الاخوان المسلمين , و ارفض ان اكون ضمن اي حزب سياسي او حركة , لانهم بيستغلونا , علشان كده قررت اني اشارك في السياسة من خلال ' بلاك بلوك ' بعد ما اقتنعت بفكرهم و اسلوبهم , و حبيت العمل معاهم , و حسيت اني بادافع عن الحق و عن ولاد بلدي اللي ماتوا في الثورة و احداث بورسعيد و الاتحادية و السويس , و شجعتني فكرة ان وجهي ملثّم , حتي لا يعلم احد انني فتاة و اتمكن من التعامل , مثل الشباب و اقوم بنفس مهامهم في الدافع و تقدُّم مسيرات الغضب ' .
و تابعت : ' انا اشتركت علشان انا مصرية باحب بلدي و عايزة ادافع عنها , ورافضة الظلم و مش باخرّب حاجة و لا احنا بلطجية , بل بالعكس بنساعد و نقدم خدمات للمواطنين ' , لافتة الي انها لا تفكر في الزواج , و ما يشغل تفكيرها ليس كما يشغل صديقاتها لانها وهبت حياتها للسياسة و البلد و الاستقرار .
و تستطرد حديثها : ' انا اخترت طريق الحرية و الدفاع عن الوطن حتي لا يعيش اولادي واخواتي الصغيرين في فقر وجوع , ويشوفوا الذل و القهر من خلال جماعة تحكم بالديكتاتورية ' .
فيما تقول الفتاة الثانية , انه بالرغم من رفض والديها الشديد لهذا الجروب , فانها تحدّتهم و انضمت الي اقتناعها الشديد بافكارهم و رسالتهم , لافتة الي انها تعلّمت الكثير الذي يجعلها تُسابق مَن في عمرها من ' سرعة البديهة و التفكير الدائم و السريع و اتباع التعليمات و احترام الراي , و بالاخص راي قائد الفريق ' .
و تشير الي ان الرهبة من المشاركة و الخوف من المواجهة اختفت في اول مواجهة , و عند بدء الاشتباكات , لافتة الي انها تعاند اكثر و تصر علي وجودها في هذه الجروب كلما تستمع الي تصريحات الاسلاميين حول تكفير من يعارضهم .
و تضيف ان ' اسلحتهم في الاشتباكات للدفاع عن انفسهم هي الالعاب النارية و المولوتوف و الطوب , و ليست الرصاص او الآلي او الخرطوش ' , لافتة الي انهم قبضوا علي البلطجية خلال تظاهرات ال 25 يناير الماضية و قاموا بتسليمهم الي قوات الامن .
' نحن لا نخاف من الموت , لاننا اصحاب حق , فالحرية و العدالة الاجتماعية من حقوقنا المسلوبة , وارواحنا ليست اغلي ممن ضحوا بانفسهم لاسقاط النظام السابق ' , هكذا كانت جملة النهاية لفتيات ' بلاك بلوك ' بعدما القين اللوم علي الاهالي التي ما زالت تخشي الانظمة الحكومية وتتهاون في حقها وتعيش تحت حكم الديكتاتورية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق