محمود سلطان ... لا احد حتي الآن يعرف سر قوة نفوذ توفيق عكاشة ؟! -- اثناء حكم ' المجلس العسكري ' لم اكن اصدق تواتر الاخبار التي كانت تصلنا في و تؤكد ان جهات سيادية بالدولة , كانت توصي قياداتها بمشاهدة توفيق عكاشة ' وحده لا شريك ' !
اذ لا يمكن بحال ان تصبح البرامج السياسية الكاريكاتورية ' مادة تثقيفية ' لقيادات سلطوية رفيعة المستوي -- غير اني بدات اصدق مثل هذه الاخبار -- فعكاشة ظل يوزع الاتهامات علي الجميع بمن فيهم ارفع منصب امني بالجيش واتهمه صراحة علي الهواء انه ' كادر ' بجماعة الاخوان المسلمين -- وبلعها آنذاك المجلس العسكري , ما فُسِّر في حينه بانها محاولة لحرق الفريق الاول عبد الفتاح السيسي , بعد ان تردد بقوة ترشحه لخلافة المشير طنطاوي.
يوم امس الاول 20/1/2013 , وفي حوار له كشف ' عكاشة ' عن علاقته الودودة و ' الاخوية ' مع المشير , و التي بلغت حد الدردشة مع الاخير بشان مستقبله في المؤسسة العسكرية , وتحريض عكاشة له ضد الرئيس المنتخب , وتخويفه من الاقالة التي قال عكاشة انه عرف بها من خلال اختراقه لقنوات صناعة القرارات السيادية الكبري , ثم يتبادل معه المشير المزاح قائلا له ' لا تبالغ يا توفيق ' .!!
توفيق عكاشة -- ظاهرة فعلا تحتاج الي دراسة , باعتباره كان ولا يزال احد اهم تجليات ' تهييف ' ادوات الصراع السياسي في مصر حاليا -- و الذي كان باسم يوسف و الراقصة سما المصري , ابرز روافده واكثرها ' ابتذالا ' علي المستوي الاعلامي.
يستقي عكاشة اهميته ليس فقط مما يُعتقد بقدرته علي صنع اتجاهات الراي العام في المناطق الريفية و الشعبية -- وانما كمربع لتسوية الخلافات العالقة بين السلطة وبين مؤسسة العدالة حاليا -- منذ اقالة النائب العام السابق وحتي الآن -- ولعل قرار نيابة شرق القاهرة بوقف تنفيذ حكم محكمة جنح مستانف مدينة نصر , الصادر لصالح الزميلة و الاعلامية رضا الكرداوي بحبس طليقها توفيق عكاشة 6 اشهر مع النفاذ بتهمة السب و القذف -- بدعوي انه ' مجنون ' -- يعكس قوة ' عكاشة ' الحقيقية كاداة في اي صراع سياسي تكون السلطة المنتخبة طرفا فيها.
عكاشة بات شخصية ' مقدسة ' وله حصانة لا يتمتع بها رجال السلطات العامة في مصر -- وبات فوق القانون واكبر من سلطة النائب العام ذاته -- غير ان المشكلة التي من المفترض ان يفتح ملفها لاحقا -- ربما تتعلق بسلامة قواه العقلية -- وما اذا ' الجنون ' الذي استندت اليه النيابة التي افرجت عنه بسببه -- يعفيه من عقوبة الحبس في قضية سب وقذف مطلقته -- فيما يسمح له بالظهور اليومي علي الناس بالفضائيات ليلقي عليهم دروسه الكاريكاتورية و المجنونة.!!
وصدق من قال : المجانين في نعيم!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق