تسود اسرائيل عاصفة سياسية وحال من الذهول بعد اعلان وزارة المالية , يوم أمس الأحد , ان العجز المالي الحقيقي لاسرائيل بلغ 39 مليار شيكل ' 10.6 مليار دولار ' , و هو ما يناقض تصريحات رئيس الحكومة , بنيامين نتانياهو التي اعلن فيها ان العجز لا يتجاوز الخمسة مليار دولار و بان الاقتصاد الاسرائيلي يشهد نموا غير مسبوق.
وتصدر الموضوع الصحف الاسرائيلية ونقاش الاحزاب المعارضة لرئيس الحكومة , بنيامين نتانياهو. وتحت عنوان ' فشل العجز ' حذرت صحيفة ' يديعوت احرونوت ' بمقال علي راس صفحتها الاولي من ان النتيجة الفورية لهذا العجز في الميزانية هو اتخاذ الحكومة القادمة قرارات قاسية بكل ما يتعلق بتقليص الميزانيات المخصصة للوزارات المختلفة , وهو ما يمس بشكل مباشر بالمواطنين و الشرائح الضعيفة. فقرارات كهذه ستؤدي الي رفع الاسعار و المزيد من الضربات الاقتصادية للمواطنين.
ووفق مصادر اقتصادية فقد نتج العجز الضخم جراء التباطؤ الاقتصادي وتدني مدخولات الدولة من الضرائب بواقع 18.5 مليار شيكل ' قيمة الدولار 3.7 شيكل ' عما كان مخططا له فيما تجاوزت المصروفات المخطط الاصلي ب 2.2 مليار شاقل.
وبحسب هذه المصادر فان وزارة المالية الاسرائيلية ستجد نفسها مجبرة علي اقتطاع ما لا يقل عن 20 مليار شيكل من موازنة العام القادم تتضمن تقليص الميزانية وزيادة الضرائب. واضافت انه وفي حال عدم تقليص ميزانية العام القادم وعدم رفع الضرائب ستزداد نسبة العجز ما سيؤثر سلبا علي تصنيف اسرائيل الائتماني اضافة الي هروب الاستثمارات و المستثمرين و الدخول في ازمة اقتصادية عميقة وخطيرة.
وكان نتانياهو ووزير ماليته , يوفال شطاينتس , قد تحدثا خلال السنة الاخيرة ان الحكومة الحالية , وبسياستها الحريصة علي المواطنين , ساهمت بشكل فعال في زيادة نمو الاقتصاد الاسرائيلي. وفور نشر المعطيات حاول نتانياهو التخفيف من خطورتها وانعكاساتها , واعلن ان العجز المعلن لن يؤثر علي الوضع الاقتصادي للمواطن الاسرائيلي , وقال : ' توقعنا ان لا يتجاوز العجر المالي نسبة 3.9 في المائة لكنه وصل لغاية 4.2 في المائة اي بفارق 3 اعشار الواحد بالمائة , ولا اعتقد انه سيكون لذلك تاثير بالغ الاهمية علي المواطن الاسرائيلي ' .
وجاء الرد الاولي علي تصريحات نتانياهو من زعيمة حزب العمل , شيلي يحيموفتش , بالتحذير من عودته الي رئاسة الحكومة القادمة , لما يلحقه من اضرار اقتصادية. ووصفت رده علي قيمة العجز بالقول : ' انه تماما كالعازف الذي وقف علي متن سفينة التايتانك لحظات قبل غرقها ليعزف ولم يوقف العزف بعد ذلك ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق