رفض رئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح انتقادات توجّه له بانه يقف في ' منتصف الطريق ' من الازمات التي تشهدها مصر , مؤكدا انه لا يتاخر عن اعلان مواقفه سواء كانت تاييدا لحكم الرئيس محمد مرسي او انتقادا له. وقال في مقابلة مع صحيفة ' الحياة ' ان هناك ' مبالغة شديدة ' في المخاوف من ان مصر بات يحكمها ' آية الله المرشد ' , في اشارة الي مرشد جماعة ' الاخوان المسلمين ' . وقال ابو الفتوح , المرشح الرئاسي السابق و القيادي السابق ايضا في جماعة ' الاخوان ' , ان ' الاخطاء ' التي ترتكبها الحكومة المصرية حاليا ' لا تستدعي ما يسمّي بثورة جديدة ' في الذكري الثانية لثورة يناير التي اطاحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك.
وفي ما ياتي نص المقابلة :
◄◄ هل وقوفكم في منتصف الطريق كان نقطة الضعف الاساسية في رصيدكم في الشارع السياسي المصري؟
لا يوجد في المواقف السياسية ما يسمي بمنتصف الطريق. لنا مواقف ثابتة منذ حملة الانتخابات الرئاسية من رفضنا للحكم العسكري , واصرارنا علي تسليم الحكم للمدنيين باقصي سرعة , وقناعتنا ان الانتخابات هي المسار الاساس في التعبير عن اتجاهات الشعب المصري واختياراته , ومطالبنا بالقضاء علي الفساد , ومحاكمة كل رموزه من النظام السابق , واصرارنا علي محاكمة كل من تلوثت يده بدماء المصريين ايا كان موقعه ومكانته. واستمرت هذه المواقف بناء علي انحيازات معلنة في برنامج حزب ' مصر القوية ' حيث رفضنا قرض صندوق النقد الدولي , ورفضنا التشكيل الحكومي , وايدنا بوضوح الغاء الرئيس للاعلان الدستوري الصادر عن المجلس العسكري , ورفضنا الاعلان الدستوري الصادر عن رئيس الجمهورية مع اتفاقنا جزئيا في قضية ابعاد النائب العام السابق , واخيرا رفضنا مسودة الدستور قبل طرحها للاستفتاء بناء علي اسباب موضوعية معلنة. اذن نحن لا نقف في منتصف الطريق بالنسبة الي مواقف الآخرين , ولكنا نقف في ما نراه صوابا وما نراه الانسب للمصالح العليا للشعب المصري.
اما الادعاء بان مواقفنا تلك قد اثّرت علي رصيدنا في الشارع فلا دليل عليه , بل ازعم ان رصيد مواقفنا الثابتة تلك سيتزايد باذن الله.
◄◄ هناك من يقول انكم قد وصلتم الي طريق مسدود في علاقاتكم بالاخوان المسلمين وكافة اطراف اللعبة السياسية في مصر؟ ما ردكم؟
علي العكس , نحن لدينا اتصالات مع كل القوي السياسية المصرية سواء تلك التي نتفق معها جزئيا في مواقف او تلك التي نختلف معها في مواقف اخري. كان لنا تواصل في الازمة الاخيرة مع مؤسسة الرئاسة مباشرة , ومع جبهة الانقاذ في ذات الوقت حرصا علي حقن دماء المصريين , وحرصا كذلك علي اعلاء سيادة القانون.
◄◄ كيف تري المستقبل السياسي لمصر : هل ستكون تحت حكم آية الله المرشد , ام ان هناك مخرجا من هذه الازمة السياسية التي بات فيها الاخوان يسيطرون علي مقاليد البلاد؟
علي رغم كل الظروف البالغة الصعوبة التي تعرضت لها مصر طوال الفترة الانتقالية بدءا من حكم المجلس العسكري وانتهاء بحكم الرئيس محمد مرسي , الا انني متفائل ان الغد سيكون افضل , وان مصر لن تعود الي الوراء ابدا وان الصراعات الحالية ستحصر في النهاية في الخلاف السياسي الذي يسعي الي تحسين احوال المواطن المصري بالاساس.
اما بالنسبة الي خطر حكم مصر من خلال ما اسميته ب ' آية الله المرشد ' فاظنه مبالغة شديدة لان مصر لا يستطيع كائنا من كان ان يحكمها بهذه الطريقة ولان المذهب السني لا قداسة فيه لاحد عالما كان او سياسيا __ رئيسا كان او زعيما.
اما بالنسبة الي المخرج من الازمة الحالية فهو البعد عن منهج التخوين و التكفير بين القوي السياسية المختلفة , وان يبتعد من في السلطة عن الطريقة الانفرادية في ادارة البلاد . لان مصر ومشاكلها الحالية اكبر من ان تحكم من فصيل واحد مهما كان حجمه وقدرته.
◄◄ هناك من يعتقد ان الاسلام السياسي يمثّل الخطر الاكبر علي مصر و العالم العربي وان الجماعة قد خدعت الشعب المصري نتيجة لتدين الناس بالفطرة؟ ماذا ترون في ذلك؟
اداء بعض الجماعات الاسلامية حاليا به اخطاء بالغة , ومثالب كبيرة , لكننا لا نستطيع ان نصف هذا الاداء السيء بانه يمثّل الخطر الاكبر علي مصر و العالم العربي . لان الخطر الاكبر علي مصر و العالم العربي هو العدو الاستراتيجي الذي تم زرعه في هذه المنطقة منذ اربعينيات القرن الماضي . لانه من يحمل اكبر ترسانة للاسلحة النووية و التقليدية في المنطقة وهو من يحتل الارض ويمارس القتل و الاعتداء اليومي علي اخواننا الفلسطينيين , وكذلك فان الخطر الاكبر هو من الرغبة الاميركية في الهيمنة الاقتصادية و العسكرية علي موارد الامة ومقدراتها.
اداء بعض الجماعات الاسلامية قابل للتوجيه و التصويب او المواجهة من الشعوب لانها في النهاية جزء اصيل من هذه الشعوب , وليست ورما خبيثا يعيش بينها!
◄◄ هناك مخاوف عدة تحيط بالثورة في مصر مع حلول الذكري الثانية لها. هل هناك احتمالات لوقوع ثورة علي الثورة او ثورة جديدة اذا راي المواطنون ان الاخوان وحكومتهم قد فشلوا في مواجهة التحديات؟
لا اظن ان الاخطاء الحالية مهما كان تقييمنا لها تستدعي ما يسمّي بثورة جديدة __ فشل الحكومة الحالية يستدعي من المعارضة التواصل مع عموم الشعب المصري بكل قوة و الضغط علي السلطة حتي يتم تصويب المسار او ان يتم التغيير من خلال مسار ديموقراطي لا نريد له ان يتراجع مرة اخري.
◄◄ هناك غموض حول مواقفكم السياسية , وبخاصة ان هناك من يعتقد انكم لم تعودوا طرفا فاعلا في المعادلة السياسية في مصر؟
اظن ان الاجابة عن السؤال الاول كافية لتوضيح موقفنا او تفنيد الادعاء باننا لسنا طرفا فاعلا في المعادلة السياسية المصرية.
◄◄ ما موقفكم من اتفاقية كامب ديفيد و السلام مع اسرائيل؟
اتفاقية كامب ديفيد ظالمة لمصر . فاي بلد في العالم يرضي بان تُفرض قيود علي حركة جيشه وقواته الامنية داخل ارضه بهذه الطريقة التي فرضتها هذه الاتفاقية الظالمة التي تحرص علي امن اسرائيل , ولا تحافظ علي امن مصر؟!
اما بالنسبة الي السلام مع اسرائيل فلا محل للنقاش حوله من الاساس في ظل التوسع الاستيطاني الصهيوني , وفي ظل الاستيلاء علي القدس وعلي المقدسات الاسلامية , وفي ظل حصار غزة , وفي ظل الترسانة النووية الاسرائيلية التي تمثّل الخطر الاكبر علي امن مصر القومي وعلي امن المنطقة كلها.
◄◄ هل تخشي ان تكون مصر مقبلة علي نفق مظلم وشتاء طويل؟
انا شخصيا متفائل بالمستقبل علي رغم الازمة الحالية __ . مصر مرت بازمات اشد صعوبة من قبل وقامت منها في حال اقوي ووضع افضل. مصر لن تتوقف ابدا علي فصيل واحد , ولن تعدم البدائل. الشباب المصري بحيويتهم واصرارهم ودابهم هم اكبر باعث علي الامل , وعلي ايديهم ستجد مصر كثيرا من البدائل لاصلاح كل ما فات ولمواجهة كل العقبات.
◄◄ هل توافقون مع من يقول بان مصر مقبلة علي افلاس اقتصادي وسياسي؟
لا اتفق مع هذه الفرضية , ولن تصل مصر الي مرحلة الافلاس الاقتصادي __ . موارد مصر الطبيعية كبيرة ولكنها لا تُستغل بالشكل الامثل , وموارد مصر البشرية ثروة هائلة . لذا فستخرج مصر من كبوتها قريبا جدا باذن الله.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق