محمود سلطان ... المحرضون علي العنف اليوم , يتحدثون عما يصفونه ب ' الثورة الثانية ' !! -- ولا ادري ما اذا كانوا علي وعيٍّ كامل بمعني وفحوي مثل هذه اللافتة.!
ربما يكون كلاما مدفوعا بالحماس وبالتوتر -- غير ان رفعه كلافتة من قبل المحسوبين علي النخبة السياسية التي تسمي ' مدنية ' -- ربما يعكس هشاشة الرؤية المدنية لحقيقة مآلات المستقبل حال احتكمنا الي الشارع مجددا ضد رئيس منتخب محسوب علي التيار الاسلامي .
ما لم يدركه بعض ' الموتورين ' ان الرئيس المنتخب بصفته و ليس بشخصه يظل هو الحصانة الوحيدة حتي الآن لمدنية الدولة من جهة و لتاصيل ثقافة التداول السلمي للسلطة من جهة اخري .
الرئيس , ينحدر من اصول ايديولوجية اسلامية , واذا كان يعتبر رئيسا لكل المصريين , فانه لا يجوز مطلقا ان يتغافل البعض عن حقيقة انه ايضا يمثل التيار الاسلامي في السلطة , وان المساس به وبالاحتكام الي القوة , يعتبر عملا مستفزا للاسلاميين , وما لا يعيه البعض ان حضور منطق ' القوة ' في التعاطي مع الرئيس ' الاسلامي ' يستفز ويستحضر بشكل مباشر التيار ' الاسلامي الثوري ' , ذات الخبرات القتالية الكبيرة في مواجهة الدولة واجهزتها الامنية العاتية , وليضع الشارع ' المتمرد ' علي الشرعية المنتخبة امام مواجهة غير متكافئة بالمرة مع تيار حركي منظم وحِرَفيّ , ومنضبط من خلال ' علاقات السلطة ' الصارمة و الحديدية داخله فضلا عن انه يستند الي خبرة وتراث ثلاثة عقود من المواجهات المسلحة مع جبروت سلطة عُرفت بوحشيتها ودمويتها.
الثورة الثانية اذن لن تكون لمصلحة اي تيار الا التيار ' الاسلامي الثوري ' و الذي سيعلن فور نجاح ثورته تاسيس ' الجمهورية الاسلامية ' وعلي القوي المدنية الاخري التي تآمرت علي الرئيس المدني المنتخب , ان تضرب راسها في اكبر جدار بميدان التحرير.
المثير للدهشة -- ان الاطراف الداعية الي ' الثورة الثانية ' لم تقرا جيدا عددا من الرسائل التي ابرقتها في الفترة الاخيرة , اعلي سلطات فقهية وحركية داخل التيار الاسلامي الثوري -- و التي هددت بشكل قاطع بانها في حالة اسقاط مرسي بالقوة , فانها ستعلن استيلاءها علي السلطة واعلان الدولة الاسلامية -- وستحظي و الحال كذلك بتاييد الراي العام المصري -- و التيارات الاسلامية كافة التي تستند الي قواعد اجتماعية ' مليونية ' ومنظمة وقادرة علي الحشد ومساندة الثورة الجديدة طالما رفعت شعار ' ' الثورة الاسلامية -- في مواجهة ' الانقلاب العلماني ' علي الرئيس الاسلامي ' المطاح به ' ' .
فهل يعلم ' المتآمرون ' اين سيكون مصيرهم حال تحقق ما يسعون اليه من اشعال ثورة ثانية ضد الرئيس ؟!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق