محمد جمال عرفة ... و انا في طريقي للانصراف عقب مواجهة تليفزيونية مع الناطق الصحفي باسم جبهة الانقاذ الزميل خالد داوود باحدي الفضائيات العربية , دخل علينا حمدين صباحي ' زعيم التيار الشعبي ' من باب القناة و حوله كوكبة من الحراس و معاونيه , و هو يسير بينهم ب ' خيلاء ' و ' غرور ' لا تخطئه العين , و تصافحنا سريعا و انصرفت .
حمدين صباحي ' الصحفي ' هو اخ و زميل عزيز -- اما حمدين صباحي ' السياسي ' فلا اعرفه و لم اعد اعرفه , و اشفقت عليه كثيرا بعدما اصابه الغرور منذ سقوطه في الانتخابات الرئاسية وحصده المركز الثالث . لانه منذ ذلك الحين وهو يتحرك ويتصرف كانه رئيس مصر الفعلي , وكان الرئيس مرسي سرق منه المنصب ولا يستحقه , وانه ' صباحي ' اولي منه بالمنصب , وان الشعب المصري اخطا عندما اختار مرسي و رفض صباحي !
ولذلك لم استغرب عندما سمعت صباحي يقول * في حوار مع جريدة ' الوطن ' القطرية في عددها الصادر امس الاول الثلاثاء _ ان سياسات الرئيس محمد مرسي جعلته ' يزهد في منصب الرئاسة ' , و يتراجع عن فكرة الترشح لها مجددا , قائلا : ' سياسات مرسي سدت نفسي ' !
فهو لا يزال يعتبر نفسه الرئيس او الاحق بالرئاسة و خليفة عبد الناصر , الذي يقلده في حركاته و حواراته , و يتصور نفسه امتدادا له , و انه هو الذي سيوفر للمصريين السمن و العسل , و انه ما لم يكن هو علي كرسي الرئاسة فلن ينصلح حال مصر .
اما ما استغربته بحق , فهو قوله : ' ان الانتخابات التشريعية القادمة سوف تعيد التوازن للحياة السياسية في مصر , وان جماعة الاخوان و التيارات الاسلامية ستعرف بعدها حجمها الحقيقي ' حسب وصفه . لان ما قاله يدل علي نفس الغرور و الانعزال عن الشعب , و الاكتفاء بحوارات الصحف و الفضائيات ولقاءات النخبة التي لا تشكل سوي 10 في المائة من الشعب , وادعوه لقراءة تقارير وتوقعات الصحف الاجنبية ' المتحاملة اصلا علي الاخوان ' , التي تؤكد ان الاخوان و الاسلاميين سيستمرون في حصد اصوات المصريين في البرلمان القادم حتي ولو خسروا بعض المقاعد . نتيجة الحملات الاعلامية و التشويه الظالم لهم , و السبب فشل المعارضة وتشتتها!
بل اتمني ان ياتي سريعا يوم الانتخابات لاعرف الحجم الحقيقي لجبهة الانقاذ في الشارع , ولو اني لاحظت انهم بدءوا من الآن وعلي راسهم صباحي يلعبون لعبة الدستور نفسها , بطلب ضمانات تعجيزية , مثل حكومة جديدة مستقلة تدير الانتخابات , حتي اذا ما خسروا يستمرون في تحريض الشارع علي الفوضي بدعاوي انه تم تزوير الانتخابات مثلما قالوا ان الاستفتاء علي الدستور تم تزويره !
شخصيا -- احمل حمدين صباحي و البرادعي وعمرو موسي وانصارهم مسئولية اي شهيد قد يسقط في الذكري الثالثة لثورة 25 يناير . لانهم المحرضون علي العنف في هذا اليوم بدعواتهم لحشد مسيرات ومظاهرات , وهم يعلمون جيدا ان فلول النظام السابق و البلطجية الماجورين من جهات مشبوهة في الداخل و الخارج يستغلون ذلك في نشر الفوضي و الهجوم علي مراكز شرطة ومؤسسات حكومية بدعاوي الثورة الثانية!!
لا يمكن ان نعفيهم من المسئولية وهم يرون شريط التحريض و المؤامرة بدا مبكرا عبر هجمات منظمة مجهولة وصلت اقسام الشرطة في شبرا الخيمة و الاسكندرية ومرسي مطروح , وغيرها من حوادث القطارات الغريبة , بخلاف القاء مولوتوف علي منزل رئيس الوزراء!.
هناك فارق بين معارضة وطنية تنصح وتتقرب من شركائها في الثورة الذين اختارهم الشعب في هذه المرحلة ليديروا الدفة بعدما مد لهم الرئيس يده 7 مرات حتي الآن , وبين معارضة لا يهمها سوي مصالحها , وان تقصي الرئيس المنتخب وتجلس مكانه علي الكرسي ' وخلاص ' !.
الشعب لن يغفر لانصار صباحي و اليسار الذين يظهرون حاليا علي ' فيس بوك ' وهم يحملون زجاجات المولوتوف و السنج و المطاوي و السواطير , مهددين بالفوضي و القصاص , وستكون الذكري الثالثة اختبارا اخيرا لهم -- لو سقطوا فيه واستمروا في العنف فسوف يرد الشعب الصاع لهم صاعين في الانتخابات ويومها سنعرف الحجم الحقيقي لهم !
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق