مهمة العريفي في مواجهة الاحتلال الأمريكي لدول الخليج كمال الهلباوي


حسنا فعل الشيخ العريفي بخطبته الشهيرة , اذ استطاع ان يدخل قلوب المصريين من اوسع الابواب , وفتح له الاعلام مجالا فسيحا في الوقت الذي يعاني فيه الاعلام من بعض المتشددين في مصر من المشايخ. كثير من مؤسسات الدولة فتحت له الابواب , ومنها الازهر الشريف , امتنانا وعرفانا له ولجراته ودقته , حيث جمع في خطبته التي القاها في منطقة نجد الرياض , عن فضل مصر , تاريخ الانبياء الذين عاشوا في مصر و الصحابة و العلماء الذين اثروا الحياة بفتوحاتهم وبجهادهم وعلمهم , ثم الذين دفنوا فيها او غادروها الي مضاجعهم , اذ لا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا باي ارض تموت.

بذل العريفي جهدا كبيرا في تجميع محاضرة جميلة , تغني عن قراءة كتب كثيرة في وقت الوجبات السريعة , وتخاطب تلك الخطبة عواطف المصريين ومشاعرهم , فضلا عن عقولهم وتستحثهم الي تجديد تاريخهم في الحضارة العريقة التي بنوها , وما كانوا عليه من كرم , عندما كان الخليج يعيش حالة من المشقة في المعيشة , فجزاه الله تعالي خيرا عن صراحته ووضوحه وتجميعه لتاريخ طويل من الاحداث و الوقائع و الحضارة في خطبة واحدة , كانت اساسا لخطب وكلمات كثيرة من اهمها خطبته بجامع عمرو بن العاص , اذ تجمع له اعداد كبيرة , ذكرتني باولئك الشجعان الذين كانوا يتجمعون لسماع خطبة الشيخ محمد الغزالي , رحمه الله تعالي , ثم يتعرض بعضهم للاعتقال علي ايدي حماة النظام البائد او الضرب و المطاردة في الشوارع احيانا. ولكن المصلين اليوم يستمتعون بامن وسلام الا من البلطجية ان وجدوا. هذا الموقف يدلنا علي طبيعة الشعب المصري الذي يميز بين الخطب التي تعطيه الامل في المستقبل وتذكره بحاضره المجيد , وليست خطب العنف و السب و القذف و التكفير و التمزيق و التفريق للصف الواحد.

اري ان هناك مهمتين اساسيتين امام الشيخ العريفي لعله يضع ذلك في حسبانه . اولي تلك المهام , وفي ضوء شعبيته الكبيرة التي تؤهله لخوض اي انتخابات في مصر حيث لا توجد انتخابات في الخليج الا برلمانية في الكويت فقط , ان يستخدم تلك الشعبية و المحبة في الحث علي مواجهة الامريكان الذين يحتلون بقواعدهم العسكرية وجنودهم , خصوصا المارينز , ارض الخليج جميعا , او علي الاقل ان يضغط لتجميع العلماء علي موقف واحد تجاه تلك القضية , الموقف صعب و المنزلق خطير , مما حدا بضاحي خلفان , نيابة عن المعنيين بالامر و الامن في الخليج , ان يصرح بان امن الخليج من الامن القومي الامريكي.

متي سيخرج الامريكان من بلادنا؟ وهل هناك خطة زمنية لذلك؟ وما سر بقائهم حتي بعد موت صدام حسين؟ هذه هي المهمة الاولي. اما المهمة الثانية فهي السعي لتجميع صفوف الامة الممزقة و الخروج من الفتنة القائمة بين السنة و الشيعة , ودفع حصار ايران الظالم و الاسهام في منع الحرب المتوقعة عليها من اسرائيل و الامريكان , التي لا قدر الله ستدمر الاخضر و اليابس ان وقعت , ولن يستفيد منها الا الاعداء , وفي ذلك تفصيل كثير لا يتسع له هذا المقام. ويعرف الشيخ العريفي و العلماء بان الفتنة اذا اقبلت لم يعرفها الا العلماء و الحكماء , فاذا ادبرت عرفها حتي الجهلاء , ويعرف كذلك الشيخ العريفي ان القاعد في الفتن خير من الماشي او الساعي. وهاتان المهمتان في نظري اهم من مجرد الحديث عن التاريخ و الحضارة القديمة , اي تاريخ.

والله الموفق

ليست هناك تعليقات :