الفايننشيال تايمز : التيارات السلفية أكبر مخاوف العلمانيين في دول الربيع العربي


نشرت صحيفة ' الفايننشيال تايمز ' تحقيقا مطولا عن المد السلفي في الشرق الاوسط و المساحة التي اتاحتها الانتفاضات العربية لظهور مثل هذه الحركات السلفية في المشهد السياسي .


و قد قارنت بين صورتين داخل المعارضة السورية بين صورة معاذ الخطيب , الاسلامي المعتدل الذي تحرص الحكومات الغربية علي التعامل معه كممثل للمعارضة السورية , وبين صورة الشيخ السلفي عدنان العرعور الذي رات الصحيفة ان خطابه مؤثر في العديد من المقاتلين ضد النظام في سوريا الي درجة اختياره عضوا في قيادة بعض مجالسهم العسكرية .


و قدمت الصحيفة في التقرير لنمو هذه الحركات السلفية وتشابهاتها او اختلافاتها في مختلف بلدان المنطقة من سوريا الي مصر وتونس وليبيا و المغرب وغيرها من البلدان , واصفة تلك النماذج المختلفة التي تتخذ طيفا واسعا من الاستجابات لتحقيق اهدافها بفرض تطبيق الشريعة الاسلامية , من استخدام القوة كما هي الحال لدي سلفيي جبهة النصرة في سوريا او الجماعة السلفية الليبية التي اتهمت بالهجوم علي القنصلية الاميركية في بنغازي وتدمير عدد من الاضرحة و المقامات الصوفية , الي الجماعة السلفية المصرية التي تحاول ان تستعير بعض تكتيكات الاخوان المسلمين في التركيز علي العمل الخيري و التركيز علي كسب اصوات الناخبين المصريين .


و تري ان ' العلمانيين العرب يرون في المد السلفي اكبر تهديد لعملية بناء الديمقراطية في المنطقة , لاسيما في اضرارها بالحقوق المدنية للمراة ' . كما تري في تصاعد مدهم عامل ضغط علي الاسلاميين المعتدلين كالاخوان المسلمين لاتخاذ خط اكثر تشددا .


كما تتوقف عند الانتقادات التي تعرض لها نائب سلفي في مصر بعد اجراءه عملية تجميلية لانفه او لنائب سلفي آخر حاول غواية فتاة شابة مقابل اعطائها وظيفة , فضلا عن الانتقادات المتزايدة للسلفيين واتهامهم من بعض المعارضين السوريين بتشويه صورة انتفاضتهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد .


و تخلص الي الاستشهاد براي راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس الذي يري انه لا ينبغي الغاء التيار السلفي حتي لو كانت وجهات نظره الدينية خاطئة التوجه , وتستشهد ايضا براي عمر عاشور الباحث جامعة اكسيتر الذي يري ان ' اي محاولة لمنعهم او قمعهم ستؤدي الي ضرر كبير علي المدي الطويل لانهم سيتحولون الي العنف , وستري مزيد من التجذر لاحساس انهم ضحايا. وفي الوقت نفسه فان اي تساهل مع محاولتهم الاعتداء علي حقوق المراة و الاقليات ستؤدي ايضا الي ضرر كبير علي المدي الطويل ' .

ليست هناك تعليقات :