كشفت مصادر دبلوماسية ان خلافات حادة بدات تطفو علي السطح بين قيادات ' ابوظبي ' و ' دبي ' في دولة الامارات بسبب الانحياز الواضح من بعض المسؤولين في امارة دبي للفريق احمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر , الهارب حاليا بدبي , علي حساب العلاقات الاماراتية المصرية , و هو ما دفع القيادة الاماراتية الي التفكير في ابعاده من البلاد , وسط تردد انباء عن احتمال سفره قريبا الي لندن لاستكمال عمرته الطويلة , كما علقت المصادر مازحة .
و اوضحت المصادر ان التحول في موقف القيادة الاماراتية جاء في اعقاب زيارة مستشار الرئيس لشئون المصريين بالخارج عصام الحداد , و مدير المخابرات العامة طلعت شحاتة , مشيرة الي ان الجهات الرسمية في مصر و الامارات لم تعلن نتائج تلك الزيارة , و اكتفوا بالحديث عن مسالة المعتقلين , بعيدا عن اي حديث عن تفاصيل الزيارة , و هو ما جعل وسائل الاعلام تتحدث عن فشل تلك الزيارة .
و ذكرت المصادر ان زيارة الحداد و شحاتة , لم تكن متعلقة فقط ببحث ازمة المعتقلين المصريين , و انما بموقف الامارات من الاوضاع السياسية في مصر , لاسيما و ان بعض الاطراف الحاكمة في الدولة الخليجية , قد ترددت اسماءهم بقوة في الشارع السياسي المصري , بعد اتهامات بتورطهم في الازمات السياسية التي تعيشها البلاد , لاسيما في ظل هروب احمد شفيق الي الامارات , و عدد من ضباط امن الدولة السابقين .
و قالت المصادر بان رئيس جهاز المخابرات اطلع المسئولين في ابوظبي علي تسجيلات و اتصالات بين دبي و مثيري الشغب في القاهرة في الفترة الاخيرة فضلا عن التقارير التي تحدثت عن وجود مليارات الدولارات المهربة من مصر بالبنوك الاماراتية , وكان آخرها ما نشرته وسائل الاعلام حول مبلغ ال 7 مليارات دولار الذي تم الكشف عنها مؤخرا في رصيد اللواء عمر سليمان في بنوك دبي ' .
و بحسب المصادر , فلم تكن زيارة الوفد المصري , هي وحدها السبب في توتر العلاقات , فالاجنحة الحاكمة في الامارات رات ان صراع المسؤولين و رجال الاعمال في ' دبي ' قد انتقل الي امارة الشارقة و خاصة بعد اعتقال المصريين هناك .
و هي امارة معروف عنها التوجه الاسلامي علي العكس امارة دبي , و هو ما اثار حنق باقي حكام الامارات , الذين لا يريدون نموذج ' دبي ' في اماراتهم , فضلا عن رفضهم كذلك لفكرة تخطي مركزية هذه الامارات , و ادخالها في صراع سياسي مع دولة بحجم مصر .
و اشارت المصادر الي ان مخاوف الامارات تصاعدت ايضا بعد سعي طهران علي اثر هذه الازمة لتقارب سياسي صريح مع القاهرة , و الذي ظهر جليا في الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الي مصر اللواء قاسم سليمان رئيس الحرس الثوري الايراني و لقائه مسئولين مصريين رفيعي المستوي , فضلا عن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي , الاربعاء 9 يناير و لقائه مع الرئيس محمد مرسي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق