اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان سوريا ' لن تخرج من محنتها الا بتحويل طاقتها الي حراك وطني شامل , هذا الحراك الوطني هو البلسم الوحيد لجروحنا العميقة , وهو الوحيد القادر علي استرجاع سوريا , وكل مواطن مسؤول وقادر علي تقديم شيء مهما كان وضيعا , فالفكرة دفاع و الموقف دفاع و المحافظة علي ممتلكات الشعب دفاع ' , مشيرا الي ان ' من رحم الالم يجب ان يولد الامل , ومن عنق المعاناة يجب ان تجترح الحلول ' , مشيرا الي ان ' الفوضي تعم ارض سوريا فالامن و الامان غابا عن ازقتها ' .
و راي الاسد خلال كلمة حول آخر المستجدات في سوريا و المنطقة من جامعة دمشق ان ' السلبية وانتظار الحل هو سير نحو الهاوية , ولان الكثيرين سقطوا في فخ الذين صور لهم علي انه صراع بين سلطة ومعارضة , وعلينا جميعا اليوم توجيه البوصلة الحقيقية للصراع , وهو صراع بين الوطن واعدائهم وبين الشعب و المجرمين ' .
واكد ان من يدعي الثورة ' اسقط القناع السلمي ورفع السلاح وحاولوا احتلال مدن لينقضوا علي مدن اخري , وكانوا كلما يضربون ينتفض الشعب السوري ' , مؤكدا ان ' الثورة بحاجة الي مفكرين وقادة واين هم المفكرون و القادة في هذه الثورة , وهي تبني بتعميم النور لا بقطع الكهرباء ' , وقال : ' بالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار , انهم حفنة من المجرمين , وكلما كان الجيش و الشعب يدا بيد في مواجهة اجرامهم كانوا ينكفؤون ' .
وراي ان ' المسلحين بعد فشلهم نقلوا الي الصفوف الخلفية للسرقة و الترويع ونحن نقاتل هؤلاء وكثيرا منهم غير سوريين , وسموه جهادا وهو ابعد ما يكون عن الجهاد , ونحن نقاتل هؤلاء الذين يحملون فكر القاعد , وكلنا نعرف من رعي هؤلاء في افغانستان برعاية غربية وتمويل عربي ' , مشيرا الي ان ' هذا الارهاب انفلت وحاول الغرب التخلص منه في اكثر من محاولة في العراق وافغانستان وغيرها ولم يستطيع , وعندما بدات الاحداث في العالم العربي ارسلوا هؤلاء الارهابيين الي سوريا ليتخلصوا من عدويين النظام السوري وهؤلاء الارهابيين , وليس من الصعب دحرهم عندما نتوحد علي ذلك ' .
وقال : ' علينا ان نتوحد جميعا لمواجهة الارهاب , ولكن للازمة ابعادا اخري غير الداخلية , فهناك اطرافا خارجية يريدون تدمير سوريا منهم من يمد المجموعات الارهابية بالسلاح , ومنهم من يبحث عن تاريخ لهم بتاريخ لا يملكوه , ولكن سوريا اقوي واصلب ويعدهم بانه لن ينسي ' , مشيرا الي ان ' دول جارة جارت علي سوريا وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه ' , مؤكدا ان ' سوريا وشعبها لن ينسيا ما يفعله الدول المجاورة راهنا ' , مشيرا الي ان ' هناك الكثير من الدول ترفض التدخل في شؤون الدول انطلاقا من مبادئها ومصالحها وعلي راسهم روسيا و الصين وايران , وهؤلاء الدول لن ينالوا من سوريا الا كل العرفان بالجميل و التقدير ' , مؤكدا انه ' في ظل كل ذلك لا يمكن لنا الحديث عن الحل الا بالحديث عن كل هذه العوامل , واي اجراء لا يغير بكل هذه العوامل لن يسمي تغييرا جذريا , وان كان الازمة ببدايتها بين معارضة وموالاة فان الحل يكون ببناء الوطن وليس بتدميره ' , معتبرا ان ' الحديث عن معارضة خارجية او داخلية لا نتحدث عن مكان وجود المعارضة بل عن تمويل وعقل هذه المعارضة , ونحن امام حالة حرب بكل ما للكلمة من معني , وهذه الحروب اشد فتكا وخطرا من الحروب التقليدية , وتستهدف سوريا بحفنة من السوريين وكثير من الاغراب وللاسف ببعض منا ' , وراي ان ' البعض يعتقد ان الاصلاح سيحل المشكلة , ولكن هذا جزء من المشكلة , ولا اصلاح من دون امان , ومن يقول ان سوريا اختارت الحل الامني فهو شخص لا يريد ان يسمع او يري ' .
وعن الحوار سال ' مع من نتحاور مع اصحاب فكر المتطرف , ام نحاور دمي صنعها الغرب وكتب لها ادوارها , وعندها نحاور من صنعها ونحاور السيد لا العبد ' , مشددا علي ان ' الحوار يجب ان يكون شاملا وعلي كافة الصعد , ونحن نشجع علي المبادرات الوطنية ' , وقال : ' سنحاور كل من القي السلاح , وكل وطني غيور , وعليه وانطلاقا من ثوابتنا فان الحل السياسي في سوريا سيكون علي الشكل التالي ' :
وقف التمويل و التلسيح لكل المجموعات المسلحة بالتوازي مع وقف العمليات العسكرية , مما يعيد النازحين الي بيوتهم وبعدها تتوقف العمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد
2 اقامة اتصالات مع كافة اطياف الشعب السوري للتواصل معهم وايجاد حل للازمة الراهنة.
3 تدعو الحكومة الراهنة لحوار وطني يضع ميثاقا يتمسك بسيادة سوريا ينبذ الارهاب و العنف
4 يتفق علي قانون جديد للاحزاب و الادارة المحلية , ويعرض الميثاق الوطني علي الاستفتاء الشعبي , وتشكل حكومة وطنية تنفذ الاستفتاء الشعبي , وبعدها تقوم الحكومة الموسعة بتطبيق الاستفتاء واقرار قانون انتخابي جديد ويدعي بعدها للانتخابات.
5 بعد الانتخابات يتم تشكيل حكومة جديدة و الدعوة للحوار واطلاق سراح جميع المعتقلين جراء الاحداث الاخيرة.
واكد الاسد انه بالنسبة الي مكافحة الارهاب ' لن نتوقف ما دام هناك ارهابي واحد , وكل ما تقدمنا بمكافحة الارهاب كان هناك امكانية لتطبيق هذه الرؤية ' , مشيرا الي ان الرؤية التي طرحها موجهة الي كل من يريد الحوار وليست موجهة الي كل من لا يريد ان يحاور , مشددا علي ان ' اي مبادرة تطرح يجب ان تستند الي الرؤية السورية , وهي رؤية مساعدة للرؤية السورية ولكن لا تحل مكانها كي لا نضيع وقت احد , وفي موضوع العمل السياسي نحن لسنا بحاجة الي مساعدة , ومن يريد مساعدة سوريا عليه وقف ادخال المسلحين و السلاح و الارهاب الي سوريا , فبلد عمرها الاف السنين تعرف كيف تدير امورها ' , وراي ان ' اي مبادرة خارجية مساعدة لا يمكن ان نقبل تفسيرها او تاويلها الا بما يخدم المصلحة السورية , ونحن ايدنا مبادرة جنيف التي تحفظنا علي بند منها وهو بند المرحلة الانتقالية الذي كان غامضا ' , مؤكدا ان ' اي مبادرة قبلنا بها فهي تنطلق من مفهوم السيادة وارادة الشعب , واي اشياء نقبل بها في الداخل و الخارج يجب ان تكون نابعة من ارادة الشعب , ولن يمر شيء من الداخل او الخارج الا عبر استفتاء شعبي وهو ما يشكل ضمانة لتوافق الشعبي ' .
وشدد الاسد علي ان ' سوريا تقبل النصيحة ولا تقبل الاملاء , تقبل المساعدة ولا تقبل الاستبداد , وكل ما سمعتموه في الماضي لا يهم خاصة اذا كانت مصطلحات ربيعية فهي فقاعات صابون ستختفي مع الوقت , واي موضوع يخرج عن السيادة السورية هو اضغاث احلام ولا يمكن ان نعمل باي مبادرة الا من خلال المصلحة السورية ' , كما اكد ان ' الوطن يعلو ولا احد يعلي عليه , فالسوري ينبض تسامحا وعفوا نعم ولكن الوطنية تسري في عروقه ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق