اثارت مبادرة الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور , للحوار الوطني , ردود افعال غاضبة , من قبل العديد من التيارات المدنية و الاسلامية علي حد سواء , مقابل ترحيب فاتر من قبل قيادات بجماعة الاخوان , ورفض سريع من المتظاهرين بميدان التحرير.
وبعد ساعات من الدعوة للحوار , اتهم عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط , الدكتور محمد البرادعي بتبني ' دعوة للقتل ' يوم بعد غد الجمعة , وليس الحوار , قائلا في كلمة علي موقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك ' حين تتملص من تلبية الدعوة غير المشروطة للحوار , وبحضور القوي السياسية دون اقصاء , ثم تطلق انت دعوة جديدة اقصائية لعددٍ من القوي المختلفة معك , بل وتستبدلها باستدعاء مريب لاجهزة الدولة التنفيذية التي طلقت السياسة بالثلاثة , واصبح انتماؤها فقط للشعب ' الداخلية و الدفاع ' , ثم تلوح من بعيد بورقة العنف , مع استمرار امتناعك عن ادانته , او نفي ما بينك وبين القائمين عليه تدبيرا وتمويلا وتنفيذا , فان حقيقة دعوتك و الحال كذلك , تعد صورة طبق الاصل من دعوة احمد شفيق للحوار بالبونبون بمجلس الوزراء , وعلي بعد امتار منها كانت تجري عملية سحق وسحل وقتل لنا بميدان التحرير يوم 2 فبراير 2011م بواسطة خيول وجمال وبلطجية الحزب الوطني المتواطئة آنذاك مع الاجهزة التنفيذية لدولة مبارك وعمر سليمان , واضاف سلطان ' هذه دعوة للقتل يوم الجمعة القادم ياسيدي وليست للحوار ' .
بينما تساءل الدكتور يسري حماد القيادي بحزب ' الوطن ' السلفي , عن مبرر دعوة البرادعي , كلا من وزارتا الداخلية و الدفاع للحوار الوطني , قائلا : ' نرحب باي دعوة للحوار لكننا لا نفهم سبب دعوة البرادعي للحوار مع الرئيس بحضور وزيري الدفاع و الداخلية , فما الهدف من اقحام العسكريين في الاجتماع؟ , واضاف ' حماد ' الدعوة يجب ان توجه للرئاسة و الاحزاب فقط , اما السلطة التفيذية ' الداخلية و الدفاع ' فيمثلهما ويتراسهما الدكتور محمد مرسي.
ولم يستبعد ' حماد ' قبول الحوار مع جبهة الانقاذ بشكل عام , قائلا ' حزب الوطن يعظم قيمة الحوار و النقاش حول الازمة الحالية , للوصول الي توافق يمكننا من العبور بمصر من هذه الازمة , ولا شيء صعب في المجال السياسي طالما كان في مصلحة البلاد ' .
وفي رد فعل سريع من المتظاهرين بميدان التحرير , اعلن القائمون علي منصة الميدان عن رفضهم لمبادرة البرادعي , مؤكدين ان جبهة الانقاذ لا تمثلهم , ولا تفاوض مع النظام الحالي الا بعد اسقاطه , وقال متظاهرون ' ان الساسة المتفاوضين مع الرئاسة باسم الثورة , لا يعبرون الا عن توجهاتهم ومصالحهم الحزبية فقط ' .
وفي المقابل , اعتبر البرلماني السابق محمد ابو حامد , مبادرة البرادعي بمثابة ' تراجع امام تهديدات الاسلاميين ' , قائلا ' جبهة الانقاذ لا تمثل الشارع الغاضب ولا تمثل سوي نفسها , و التراجع امام التهديدات لن يؤدي الا لتمادي في البلطجة ' .
واضاف ابو حامد موجها رسالته الي الدكتور محمد البرادعي قائلا ' الي البرادعي لا تعطي طوق نجاة سياسي لهذا النظام الفاسد بجلوسك معه , وتعلموا من تجربة التاريخ فهم لا كلمة ولا ذمة لهم فلم تاخذ منهم شيئ ' , مضيفا ' لا تخيب امال الشباب فيك , اذا تحاورت مع قتلة فانت تعطي شرعية للقتل و البلطجة ' .
وجاء ذلك عبر رسالة ابو حامد علي موقع التواصل الاجتماعي ' تويتر ' , ردا علي دعوة الدكتور محمد البرادعي المنسق العام لجبهة الانقاذ الوطني , حول حوار وطني جاد , نبذا للعنف , وقال ابو حامد في رسالة اخري للشعب المصري ' الي الشعب المصري لا تفاوض مع الارهاب فالتفاوض معه يعطيه شرعية ويقويه ' .
وكان البرادعي قد دعا الي وقف العنف , معتبرا ذلك اولوية قصوي , مع البدء في حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الانقاذ وفي مقدمتها تشكيل حكومة انقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور.
واضاف البرادعي في رسالة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر ' نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع و الداخلية و الحزب الحاكم و التيار السلفي وجبهة الانقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق