فيه ناس يسيطر علي تفكيرهم العصبية و التعصب و العصاب ' اي الخوف المرضي من الآخرين ' , ويتصرفون بلا اي اعتبار لنتائج افعالهم.
بالامس , وبعد مشاهدة العديد من الفيديوهات لمجموعة من الاسلاميين ' مع ملاحظة ان وصف الانسان نفسه بانه اسلامي لا يعني انه يلتزم بخلق الاسلام بالضرورة ' , ومجموعة من الليبراليين ' مع ملاحظة ان وصف الانسان نفسه بانه ليبرالي لا يعني انه يتحلي بروح التسامح مع مخالفيه بالضرورة ' , وكيف يسبون ويتوعدون ويضربون خصومهم , اقترح ان نكون منظمين :
نجعل ايام السبت و الاثنين و الاربعاء تكون ' لليبراليين ' يتظاهرون في الاتحادية و المقطم و المنيل.
ونجعل ايام الاحد و الثلاثاء و الخميس تكون ' للاسلاميين ' يتظاهرون امام المحاكم ومدينة الانتاج الاعلامي و الصحف.
وناخذ الجمعة اجازة كي نستعد لمظاهرات الاسبوع التالي , ونقلبه ' سوق عكاظ اعلامي ومهرجان ' في البلاغة و الهجاء طول الاسبوع.
ولضمان العدالة , يستمر هذا الجدول في السنوات الفردية : 2013 , 2015 , 2017 ويتم تغيير الايام في السنوات الزوجية : 2014 , 2016 , 2018.
ولضمان السلمية , يقتصر التظاهر علي الشتائم و الطوب و المولوتوف و الخرطوش ونحدد انواعا معينة من المسدسات و البنادق و المدافع , واي حد يخرج عن هذا الكلام يكون خرج عن السلمية.
ويخرج عليك من يقول : كيف تساوي بين ما حدث في الاتحادية مع ما حدث في المقطم؟ وكيف تساوي ما حدث امام المحكمة الدستورية وما حدث امام مدينة الانتاج الاعلامي بما حدث امام المجمع وفي ميدان التحرير؟ وكيف تساوي بين من اهان المواطن ' ا ' عن طريق السحل بمن اهان المواطن ' ب ' بالضرب بالشلوط؟ وكيف تساوي بين من اصاب المواطن ' ج ' بالخرطوش مع من اصاب المواطن ' د ' بالطوب؟
وكل واحد يذهب لمشاهدة الفيديو وقراءة المقالات التي تدعم وجهة اهله وعشيرته هو فقط , واي فيديو معارض او مناقض لما يؤمن به فهو غالبا من وجهة نظره مفبرك ولا يمكن ان يكون حقيقيا.
عندي : العنف عنف , و الاهانة اهانة , و الحصار حصار. واي مصري لا يدين كل العنف وكل الاهانة وكل الحصار فليعلم انه يصب الزيت علي النار , ويخطو بنا خطوة نحو الحرب الاهلية الحقيقية.
وبالمناسبة هناك تصريح خرج من 4 ايام , يقول :
' من يعتدي علي مقر حزب الحرية و العدالة , فنحن له بالمرصاد ' .
وهناك تصريح خرج بالامس يقول :
' من يعتدي علي مقر حزب الوفد سنلقنه درسا لن ينساه ' ,
ولم يزل هناك بعض المُصنِفين ' اي الذين يصنفون الآخرين علي هواهم ' لا يرون ان اغلب المصريين يحاولون ان يكونوا مع المنصفين ' اي الذين لم يعمهم التوتر الناتج عن العصبية و التعصب و العصاب ' . ويظل المصنفون يتساءلون : كيف تساوي هذا بذاك؟ كلاهما بنفس المنطق يا عزيزي. ولو جعلك كرهك للاخوان تري ان الاعتداء علي مقراتهم مبرر ولو جعل كرهك للمعارضة ان تري الاعتداء علي مقراتهم مبررا , ارجوك اتركني وشاني , فانا لم اتعاط ولا انوي تعاطي حبوب العصاب و التعصب و العصبية. هناك كتّاب آخرون يتعاطون هذه النوعية من المخدرات و المنشطات وادمنوها , ان عارضوا عارضوا ب ' غل ' , وان دافعوا دافعوا ب ' استماتة ' . هذه ليست بضاعتي , ولا انوي المتاجرة فيها.
كل طرف له اخطاؤه , و الكل يتحمل جزءا من المسئولية , لكننا لا نجيد استيعاب الصورة الكاملة , نحن ' هتيفة ' نحب ان نلقي اللوم علي الآخرين وننام مرتاحي الضمير حتي لو كان المركب يغرق , ما دمنا امام انفسنا بلا خطا , ولكننا نعيش في الخطيئة : خطيئة تحميل الطرف الآخر المسئولية.
وتكون قمة العبقرية حين يقول لك احدهم ان في المناسبة الفلانية مات 7 , وفي الواقعة العلانية مات 2 , كيف تساوي هذه بتلك؟ وكاننا نعد ' برتقال ' . كل نفس لها احترامها. المبدا غلط. ولا بد من الادانة. اغلاق ميدان التحرير خطا. وحصار مدينة الانتاج الاعلامي خطا. وقطع كل طريق خطا. واي عنف مادي خطا , واي عنف لفظي خطا.
لا بد ان يظل الخطا خطا حتي لو فعله مقرب منا , ولا بد ان يظل الصواب صوابا حتي لو فعله بعيدون عنا.
قال رسول الله : ' اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار ' , قالوا يا رسول الله : هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال : ' انه كان حريصا علي قتل صاحبه ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق