مواجهة حرب الاستنزاف بالتصلب أكبر خطر على الوطن



هاني صلاح الدين ... تتوالي الاحداث السياسية في مصر لتؤكد لنا جميعا , اننا مازلنا لم ننجح في سنة اولي ديمقراطية , بالرغم من مرور عامين علي ثورتنا العظيمة , التي كانت من اهم سماتها السلمية و الترفع عن المغانم الحزبية و الفئوية الضيقة .

و مانجحت هذه الثورة الا من خلال تبني كل الفصائل السياسية لها. لكن للاسف بعد دخول رفقاء الامس معترك الديمقراطية , وتنافسوا علي الصناديق الانتخابية , بدا الشقاق و الخلاف يدب بين مناضلي التحرير بمختلف اتجاهاتهم , وهذا الامر اذا استمر في حالة المنافسة الشريفة لكان علامة مضيئة , لان من حق كل فصيل ان يسعي للسلطة وينافس عليها , ولكن للاسف بعد ان فشلت بعض الفصائل السياسية في الوصول لما تهدف له , بسبب ضعف شعبيتها , وانقطاع جذورها بالشارع المصري , لجات لاساليب غير ديمقراطية وعلي راسها الانقلاب علي الشرعية , من خلال اشعال الشارع بالعنف وتهديد مؤسسات الدولة , وتوفير الغطاء للجماعات الارهابية المتطرفة مثل البلاك بلوك وغيرها , بل و الرفض المستمر للحوار الذي هو اهم الوسائل للالتقاء وتذويب الخلافات بين الاطراف المختلفة , ووضع شروط تعجيزية وفرض رؤية احادية من اجل اتمام الحوار , وبالطبع هذه لغة شاذة لم نسمع عنها في اي من الاجواء الديمقراطية للاسف.

وعلي الجانب الآخر علينا كاسلاميين ان نعترف بانه كان بامكاننا استيعاب الخلافات , من خلال بعض التنازلات التي لا تضر المبادئ و الاهداف التي ترتبط بمشروعنا الاسلامي العظيم , والا نستجيب لاي استنزاف حاول الطرف الثاني فرضه علينا , وعلي كل حال نحن بهذه المواقف المتصلبة نستنزف جميعا هذا الوطن , واصبحنا سببا لانكساره , لذا علينا الآن جميعا ان نبحث فورا عن مساحات توافق تخرجنا من متاهة الفرقة التي ستطيح بالجميع , وتزيد من نزيف الوطن , وعلينا ان نعتصم بحبل الله وحب مصر.

ليست هناك تعليقات :