فجاة سادت حالة من الهرج داخل ' ميدان الثورة ' , وسط هتاف ' وقّف -- وقّف -- اقف احسنلك ' , و هنا كان المتظاهرون يصرخون في وجه سائقي السيارات و الاتوبيسات , بالا يمرون من الميدان -- و الا سيحدث مالا يحمد عقباه .
صبية لا تتعدي اعمارهم ال 13 عاما , تظهر علي وجوههم ملامح ' طفولة الشوارع ' , يرتدون ملابس مهلهلة , و كانهم يرتدونها منذ اسابيع -- هؤلاء هم المتحكمون في مصير التحرير حاليا .
و عندما حاول احد سائقي اتوبيسات النقل العام ان يمر من وسط هؤلاء الصبية , استوقفوه بالقوة , بعدما القوا زجاجات المولوتوف الحارقة امام الاتوبيس , و هددوه بالحرق , اذا تحرك خطوة واحدة , لكن السائق استجاب و توقف , و اضطر الركاب للنزول , في مشهد يدلل علي مدي سيطرة ' لغة الذراع ' .
خلال 10 دقائق , اغلقت جميع مداخل التحرير , و تكدست السيارات , و نزل اصحابها و كانهم ' يتوسلون ' لهؤلاء الصبية , ان يتركوهم يعبرون من داخل الميدان , و كان الرد حاسم : ' ارجع يعني ارجع -- مفيش حد هيعدي ' -- و هنا استجاب السائقون للاوامر , و عادوا من حيث اتوا .
المؤسف اكثر منذ ذلك , ان يمارس هؤلاء الصبية فرض الاتاوات علي سائقي الدراجات البخارية , حيث يستوقونها ' رغما عن صاحبها ' , و ياخذون منها نحو لتر من البنزين , لاستخدامه في زجاجات المولوتوف الحارقة .
و وسط هذه المواقف المؤسفة , نزلت سيدة في العقد الثالث من العمر , من سيارتها , وصرخت باعلي صوتها , وهي تبكي , وتقول لهؤلاء الصبية : ' حرام عليكوا سيبوني اعدي -- ابني تعبان ' , لكن صدرت الاوامر لها بان تعود من حيث اتت , ' مفيش حد هيعدي -- وانتي مش احسن من غيرك ' , لكنها ردت بعبارة واحدة , و الدموع علي وجهها , وقالت : ' منكم لله ' .
شاهد الصور :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق