هل حديث الغرب عن سلاح بشار الأسد النووي تمهيد لتدخل عسكري في سوريا ؟
مجددا عادت الاتهامات الغربية و الامريكية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بامتلاك اسلحة نووية وبيولوجية , ما رآه مراقبون تمهيدا لتدخل عسكري دولي لازاحة النظام الحالي في دمشق.
التصريحات الصادرة من العاصمة الامريكية واشنطن تشير الي ان الموقف الامريكي بدا يتجاوز مرحلة توجيه الاتهامات الي تحركات علي الارض , وهو ما كشفت عنه تصريحات وزير الدفاع تشاك هاجل امام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الاسبوع الماضي , التي اكد فيها ان بلاده ستعزز وجودها العسكري في الاردن لتدريب جيش المملكة , مع احتمالات التدخل لتامين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا.
ووفقا لما صدر عن البيت الابيض فان هاجل بحث خلال زيارته الاخيرة لاسرائيل ملفي التسلح النووي الايراني و الكيماوي السوري و الفوضي التي تشهدها سوريا واثرها علي اسرائيل , حيث تخشي تل ابيب وصول الاسلحة الكيماوية السورية الي حزب الله في لبنان و التنظيمات الاسلامية المتشددة.
اللافت ان كلا من وزير الدفاع الامريكي ورئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي , رفضا الرد او التعليق بالنفي او الايجاب علي سؤال وجه لكليهما في مجلس الشيوخ , عما اذا كان قد تم استخدام اسلحة كيماوية في النزاع الدائر في سوريا , فيما لا يعد الحديث عن امتلاك نظام الاسد اسلحة نووية بيولوجية جديدا , ففي 6 سبتمبر 2007 وجهت اسرائيل ضربة جوية ضد منطقة ' دير الزور ' في سوريا , وهو القصف الذي وقع بعد اشهر من التوتر بين اسرائيل وسوريا حول المناورات و التعزيزات العسكرية المتبادلة علي جانبي هضبة الجولان , ووقتها خرجت كل التصريحات الغربية لتؤكد ان تل ابيب اتجهت لتدمير مفاعل نووي كان يجري جمعه بصورة سرية في سوريا بمساعدة كوريا الشمالية , وهو ما رد عليه الاسد وقتها بقوله : ان الطائرات الاسرائيلية اصابت مبني عسكريا ' غير مستخدم ' .
ووفقا لتحقيق استقصائي اجراه الصحفي البريطاني ' سيمون هيرش ' في شان الغارة الاسرائيلية علي موقع ' دير الزور ' , فان تقريرا اوليا عن التعاون النووي السوري الكوري الشمالي صدر بتاريخ 12 سبتمبر 2007 ونشر في صحيفة ' التايمز ' البريطانية , توقف عند اربع نقاط هي ان المجمع الاستخباري الاسرائيلي علم ان ثمة علاقة بين كوريا الشمالية وانشاء موقع في منطقة زراعية في شرق سوريا قبل ثلاثة ايام من القصف , حيث رصد المجمع وصول سفينة كورية شمالية تحمل اسم ' الحامد ' الي ميناء طرطوس السوري , علي البحر المتوسط , ورجحت الصور الفضائية بقوة ان المبني قيد البناء كان مصمما ليحوي مفاعلا نوويا حين الانتهاء منه
.
ووفقا لتحقيق ' سيمون هيرش ' كان الدليل الاساسي علي ان سوريا كانت تبني مفاعلا خرج الي العلن حين نشر ' دايفيد اولبرايت ' , من معهد الامن الدولي صورة قمر اصطناعي للهدف , وذلك قبل اربعة اسابيع من القصف , واظهرت مبني مربعا ومحطة لضخ المياه وخلص اولبرايت , وهو فيزيائي عمل مفتشا علي اسلحة الدمار الشامل في العراق , الي ان هذا المبني , كما شوهد من الفضاء , يتمتع تقريبا بالطول و العرض نفسه لمفاعل يونج بيون , المفاعل النووي الرئيسي لكوريا الشمالية , ووقتها قال اولبرايت : ' ان المبني الطويل الظاهر في الصورة يمكن ان يحتضن مفاعلا قيد البناء , وقد يكون المقصود من المضخة الموجودة علي طول النهر , مد المفاعل بمياه باردة ' .
وجاءت شهادة ' جفري لويس ' , الذي يقود برنامج الحد من الانتشار النووي في مركز ابحاث في واشنطن , لتضع حدا فاصلا في هذا الجدل , الذي قال انه حتي لو كان طول وعرض المبني الذي قصف في احداث 2007 مطابقا للموقع الكوري , فان ارتفاعه لم يكن كافيا بكل بساطة لاحتواء مفاعل بحجم يونج بيون , و المكان غير كافٍ لوضع وصلات التحكم , وهي خطوة اساسية لتشغيل المفاعل.
استحالة مطابقة مواصفات امتلاك سوريا مفاعلا نوويا يؤيدها ايضا كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق , الدكتور يسري ابوشادي , و الذي يؤكد ان ' اسرائيل ضربت مبني مهجورا لا يصلح ان يكون مفاعلا نوويا , ولكن الدعاية المخابراتية الامريكية روجت لفكرة وجود مفاعل نووي ينتج القنابل الذرية , حتي يسهل الاختراق الاسرائيلي للاراضي السورية ' .
ابوشادي يؤكد ايضا ان هناك اكثر من 70 سببا لاستحالة تطابق المفاعل الذي قصف مع طبيعة المفاعل النووي الكوري , موضحا : علي راس الاسباب ان المبني كان يقل ب10 امتار عن مبني المفاعل الكوري , فضلا عن ان المكان الذي قصف مهجورا ولا توجد فيه مبانٍ , في حين ان المفاعل الكوري يحيطه اكثر من 50 مبني , كما ان امكانيات سوريا لا تمكنها من امتلاك اسلحة نووية ولكن يمكنها امتلاك اسلحة كيميائية , فهي من ضمن الدول غير الموقعة علي امتلاك الاسلحة الكيميائية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق