أصغر رئيس في العالم يعلن الحرب على أعظم قوة فيه و الخبراء يعتبرونها مساومات لتحقيق مكاسب سياسية


' جيم جونغ اون ' زعيم كوريا الشمالية مواليد 1984 , رغم صغر عمره , حيث لم يبلغ بعد ال30 عاما , فاجا العالم باكمله باعلان دولته النووية , و الحرب علي الولايات المتحدة الامريكية , الدولة الاكبر في العالم , و المعروف عن جيشها بانه الجيش الاول علي الكرة الارضية من حيث العتاد و التجهيزات و التدريبات.


هذه الحقائق لم تمنع الزعيم الكوري الشمالي من اعلان الحرب بل التهديد بتوجيه ضربة نووية في غضون يومين الي قلب الولايات المتحدة الامريكية , التهديد الذي يعد الاول من نوعه للجيش الامريكي الضخم.

وجاءت سيرة الزعيم الصغير بموقع ' ويكيبيديا ' بانه المارشال ' كيم جونغ اون ' ويعرف باسماء اخري مثل ' كيم جُنغ يون ' وهو الابن الثالث و الاصغر لزعيم كوريا الشمالية السابق كيم جونغ ال من زوجته كو يونغ , وبعد اعلان وفاة و الده كيم جونغ ال في 19 ديسمبر 2011 , تم اعلان خبر توريث رئاسة كوريا الشمالية لكيم جونغ اون بمسمي ' الوريث العظيم ' , كما جاء علي شاشة التليفزيون الرسمي الكوري الشمالي , يشغل مرتبة دايجانج في الجيش الشعبي الكوري وهي رتبة عسكرية تعني فريق اول.

منذ اواخر عام 2010 , كان يُنظر الي جونغ اون علي انه الوريث المفترض لزعامة الامة , وهو الآن الزعيم الحالي لدولة كوريا الشمالية , وقيل انه درس علوم الحاسب الآلي في كوريا سرا.

لم يعرف تاريخ الولادة الحقيقي لكيم جونغ اون الزعيم الكوري الشمالي وابن الزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونغ ال , فقد قيل انه ولد عام 1983 , وقيل انه ولد السنة التي بعدها , ودرس بمدرسة ' بيرني ' الدولية في سويسرا حتي عام 1998 تحت اسم مستعار , واكد زملاؤه السابقون انه حضر الي نفس المدرسة معتقدا انه ابن الزعيم الكوري الشمالي.

وكان من المتوقع ان كيم جونغ اون سيصبح زعيما للبلاد بعد و الده , بعد ان كان اخيه الاكبر غير الشقيق كين جونغ نام , هو صاحب الحظ الاوفر في الزعامة , ولكن سرعان ما سقط حظ اخيه بعد ان اوردت التقارير انه اُعتُقِل في اليابان عام 2001 عندما كان ينوي زيارة ديزني لاند في طوكيو بتهمة حمل جوازات سفر مزورة , وذكر كينجي فوجيموتو الطباخ الشخصي السابق لكيم جونغ تفاصيل تتعلق بكيم جونغ اون , حول من اقام معه علاقة جيدة , وبدءا من انه كان صاحب الحظ الاوفر في وراثة زعامة اباه , ادّعي فوجيموتو ايضا ان كيم جونغ اون كان مفضلا عند اباه اكثر من اخاه الاكبر كيم جونغ تشول , ويعلل ذلك بان شخصية جونغ تشول تميل الي الانوثة اكثر من اللازم , بينما جونغ اون ' مثل و الده تماما ' ويضيف فوجيموتو بان ' اذا كانت السلطة ستسلم الي احد , فليكن كيم جونغ اون لانه الافضل , فلديه صفات رائعة , انه سكِّير كبير ولا يعترف بالهزيمة ابدا ' .

ونشرت وكالة انباء كورية الجنوبية في 15 يناير 2009 تقريرا بان كيم جونغ ال عيّن كيم جونغ اون ليكون وريث حكمه , وفي 8 مارس 2009 , نشرت هيئة الاذاعة البريطانية تقريرا يقول بان هناك شائعات بان كيم جونغ اون ظهر علي ورقة الاقتراع لانتخابات الجمعية الشعبية العليا , الا ان التقرير يشير الي ان اسمه لم يظهر في قائمة المشرعين , ولكن تم ترقيته لاحقا الي مرتبة وسطي في لجنة الدفاع الوطني , وهي احد فروع جيش كوريا الشمالية , وتشير التقارير ايضا الي ان كيم جونغ اون يعاني من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم.


اكد اللواء عادل سليمان , مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية , ان كوريا الشمالية لا يمكن ان تقدم علي اشعال فتيل الحرب مع الولايات المتحدة الامريكية , حتي وان كانت قد صرحت بذلك رسميا.

 واوضح اللواء سليمان ان تصريحات كوريا الشمالية بشن حرب نووية علي امريكا مجرد ' مساومات ' , قد يكون الهدف منها تحقيق مكاسب سياسية وليس اكثر من ذلك.

واعتبر مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية , ان تصريحات كوريا الشمالية شن ' عمليات عسكرية ' علي الولايات المتحدة تشمل امكانية استخدام الاسلحة النووية ' المتطورة ' , مثل تصريحات ايران بغلق مضيق هرمز من قبل , وفي نهاية الامر لم تفعل.

ويري د.محمد مجاهد الزيات , مدير المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط , ان الواقع الدولي و الاقليمي لن يسمحا لكوريا الشمالية بشن حرب علي الولايات المتحدة , مشيرا الي ان الازمة بين الدولتين مجرد تصعيد سياسي لممارسة ضغوط اكثر علي كوريا الجنوبية , بهدف استمرارها في برنامجها النووي.

ولفت د.الزيات الي ان روسيا و الصين , القوتين المؤثرتين علي كوريا الجنوبية , سعيدين بهذا الموقف لاطماع تستهدف اعادة تغيير موازين القوي العالمية , لتكون متعددة الاقطاب بدلا من قطب واحد هو الولايات المتحدة.

ويعتقد د.الزيات , انه من المحتمل اثارة هذه القضية في ذلك التوقيت لفض انتباه الراي العام الامريكي و الاوروبي عن الازمة السورية , حيث تدعم الصين وروسيا نظام الرئيس بشار الاسد.

وكانت كوريا الشمالية قد صعدت من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية امس الاربعاء , باعلانها انها صدقت علي خطط لتوجيه ضربات نووية ' لا ترحم ' الي اهداف في الولايات المتحدة.

وكانت كوريا الشمالية قد هددت بتوجيه ' ضربة استباقية ' نووية للولايات المتحدة في الشهر الماضي , كما امرت الاسبوع الماضي بوضع قواتها الصاروخية الاستراتيجية علي اهبة الاستعداد.

وكانت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون , قد اعلنت يوم امس الاربعاء , انها قررت نصب منظومة متطورة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية من طراز ' THAD ' الي جزيرة غوام في الاسابيع القادمة.

وقالت ناطقة باسم البنتاجون بهذا الصدد ' ستبقي الولايات المتحدة متاهبة بوجه الاستفزازات الكورية الشمالية , وستبقي مستعدة للدفاع عن اراضيها وحلفائها ومصالحها الوطنية ' .

ليست هناك تعليقات :