العقيد طيار حسن مرعي يحرج نظام الأسد و يؤكد بداية تفكك الجيش السوري من الداخل



هي أول حالة ' انشقاق ' من نوعها , ' ضاعت ' السلطات السورية نفسها في تصنيفها في بادئ الأمر ---


و القصة بدأت ب ' فقدان اتصال ' بطائرة ' ميغ 21 ' أثناء طلعة تدريبية. تولي الإعلام السوري الرسمي ' تضخيم ' الموضوع , اعتقادا منه ربما أنّ الطائرة تعرّضت ل ' هجوم ' . لكن , ما هي إلا دقائق حتي ظهرت ' الحقيقة المرّة ' --- 


هبط الطيار ' اضطراريا ' في الأردن , حيث طلب ' اللجوء السياسي ' وحصل عليه في غضون ساعات قليلة. سارع الغرب , وفي مقدّمته واشنطن , للترحيب , فيما صنّفته بلاده علي أنه ' خائن لوطنه ستتخذ بحقه العقوبات ' !

فار من الخدمة و خائن لوطنه في أعين نظام الأسد --- 


خطف العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة الأضواء خلال الساعات الأخيرة , ليشكّل ' نقطة تحوّل ' في مسار الأزمة السورية , خصوصا أنّ الطيار شكّل أول حالة ' انشقاق وفرار ' من نوعها منذ بداية الأزمة , بل أنه أدخل الأردن في أتون ' الأزمة ' بعد أن كان الأخير ' ينأي بنفسه ' عن الأزمة. وفيما منح مجلس الوزراء الأردني العقيد الحمادة اللجوء السياسي ' بناء علي طلبه ' , كانت وزارة الدفاع السورية تعلنه ' فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب علي مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة ' . في المقابل , رحّبت واشنطن بهذا التطور , وقال السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد ان الولايات المتحدة تري ' دورا ثمينا ومهما ' للجيش السوري في مستقبل سوريا ديمقراطية .


و في سياق متصل , بدأت ' التسريبات ' عن التشكيلة الحكومية الجديدة في سوريا , والتي تسعي القيادة السورية علي ما يبدو لتكون حكومة ' وحدة وطنية ' عبر إدخال بعض وجوه ' معارضة الداخل ' إليها وبينهم قدري جميل الذي يُرجّح أن تتمّ تسميته نائبا لرئيس الحكومة , وكذلك علي حيدر كوزير لشؤون المصالحة الوطنية , علما أنّ بعض المعلومات أشارت إلي أنّ فيصل المقداد سيتولي حقيبة الخارجية بعد أن ينتقل الوزير الحالي وليد المعلم لملء منصب نائب الرئيس السوري , كما أنّ مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان قد تحصل علي حقيبة الاعلام وفقا لهذه التسريبات .


و في الانتظار , بقيت المواقف الدولية علي حالها , وسط بدء الاستعدادات لاجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا والذي لم يتقرّر بعد ما إذا كانت إيران ستُدعي إليه , باعتبار أنّ هذا الموضوع في ' مرحلة التباحث ' علي حدّ تعبير نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي , الذي انتقد روسيا لبيعها أسلحة لسوريا وقال انه ربما تكون هناك حاجة لفرض عقوبات من جانب الامم المتحدة لاجبار الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة علي تنفيذ خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي كوفي أنان .

ليست هناك تعليقات :