أجرئ قرارت الرئيس محمد مرسي تقليل سيارات الموكب الرئاسي و عدم الانتقال للقصر الجمهوري يعرض حياته للخطر

صورة لموكب الرئيس محمد مرسي

من بين القرارات الأولى الجريئة التي اتخذها الرئيس محمد مرسي كان تخفيف الإجراءات الأمنية المصاحبة له , و تقليل عدد سيارات موكبه الرئاسي , و عدم إغلاق الشوارع أثناء مروره , قبل أن يتمسك بالإقامة في منزله الايجار بالتجمع الخامس , رافضا الانتقال إلي قصر الاتحادية , خوفا من كراهية الشعب و استفزاز مشاعره .


و قد شكل القراران معضلة كبرى لقوات الحرس الجمهوري , حيث بات وجوده وسط المواطنين أمرا حتميا , و محاصرة سيارته من أجل مصافحته أو تقديم شكوي أو مظلمة مشهدا أساسيا في أولي جولاته , في ظل تأمين خاص لكنه مرتبك في أغلب الأحبان , و هو الأمر الذي ظهر جليا في ميدان التحرير , و أظهر الرئيس متميزا عن أسلافه بشكل كبير للغاية .


حيث لم يكن من السائد أن ترى سيارات لنقل أو بيع الخضار بجوار موكب الرئيس أمام المحكمة الدستورية يوم أمس , و للمرة الأولي تجد سيارة الرئيس محاطة بتاكسي أجرة و عربة تحمل أقفاصا و خضراوات , في حين يحاصر سيارة ' التشويش على الاتصالات ' التي تسبق الموكب طابور سيارات عالق في زحام المواطنين , بينما تقف عناصر القناصة فوق الأسطح العالية عاجزة عن أداء عملها , في ظل الارتباك الذي يسيطر علي المشهد , و يهرول أحد أفراد الحرس الخاص تائها في ' حيص بيص ' لا يدري كيف يؤمن رئيسا , اعتاد في السابق أن يبتعد عنه المارة عشرات الأمتار ' خوفا ' و تفسح له الطرق قبل مروره بساعات في تعطيل متعمد لأشغال المواطنين , لكن يبدو أنهم أمام مهمة مستحيلة لم يعرفوها من قبل و سيجبرون على التعود عليها .

و في هذا الاطار يؤكد اللواء حسام سويلم , الخبير الاستراتيجي و مدير مركز الدراسات للقوات المسلحة , أن ' الرئيس مرسي ' سعي لكسب شعبية , لكنه يحققها , دون أن يدري , علي حساب أمنه الشخصي , موضحا أن مسئولية تأمين الرئيس تتوزع علي عدة جهات , هي كل من الحرس الجمهوري , و الحراسات الخاصة التابعة لرئاسة الجمهورية , و وزارة الداخلية .

و أكمل '  عملية التأمين تشمل إقامته في بيته و مقر عمله و تحركاته الداخلية و الخارجية , لكن عندما يتدخل الرئيس و يطلب من قوات تأمينه تخفيف الحواجز بينه و بين المواطنين , فإنه بذلك يأخذ قرارا يتحمل وحده مسئوليته , لكن رغبته في إعطاء الانطباع بأنه أحد أفراد الشعب و لا يوجد ما يميزه عنهم , حتي لو أصبح رئيسا , قد تعرض حياته للخطر , و بالتالي فمن المتوقع تشديد الحراسة عليه لاحقا , و تأمين موكبه بالقدر المناسب من أجل الحفاظ علي حياته ' .

ليست هناك تعليقات :