في السادس عشر من اكتوبر الماضي , و قبل ان تتداعي الامور علي هذا النحو المؤسف الذي راينا معه فلولا في اردية الثوار , وثوارا علي خط واحد من الفلول كتبت تحت عنوان ' اسبوع الشهداء المزيفين ' ما يلي :
عندما يمتزج التغريد بالنعيق علي تويتر ويوتيوب , دون ان يسارع المغردون بابراء ذمتهم من الناعقين , واعلان ان مسارهم شديد التباين و القطيعة مع مسار اولئك الذين قامت ضدهم الثورة , فان الحق هنا يكون الضحية , و العدل يصلب علي مشانق الصراخ العشوائي , ودماء الشهداء تتحول الي الوان مائية فوق لافتات التناحر الحزبي.
واكرر ايضا : ' اعلم ان جماعة الاخوان وحزب الحرية و العدالة يتحملان القسم الاكبر من المسئولية عن حشر مصر في هذه اللحظة البائسة , وادرك ان من حق قوي المعارضة المنتسبة للثورة ان تنازع وتصارع من اجل الانتصار , غير انه سيكون انتصارا بمذاق الهزيمة الحضارية و الاخلاقية لو شاركت فيه قوي الثورة المضادة , التي لاتزال تصارع لهدم المعبد فوق رءوس الجميع , مدعومة بسند من الخارج لا تخطئه عين مراقب محايد.
ان بيان المرشح الهارب بعد هزيمته يتحدث وكانه رفيق درب للقوي الشعبية و الثورية , متماهيا مع ما صدر من بيانات وتصريحات صدرت عن رموز هذه القوي , وكانه يريد ان يقول ' انا وابن عمي علي الاخوان ' وهذا سيكون انقلابا كارثيا في خارطة العلاقات السياسية لو صمتت قوي الثورة المناهضة للاخوان علي هذه المماحكات السقيمة.
وفي ذلك الوقت كان الصمت مدهشا ممن يعنيهم حديث المرشح الخاسر , كون ' هذا الخطاب او هذه الدعوة للتحالف في حاجة الي رد فوري وواضح من رموز ثورية كالدكتور محمد البرادعي و المرشح السابق حمدين صباحي , وكثير من الائتلافات و الحركات الثورية , التي تتبادل القصف العنيف مع جماعة الاخوان , وهو القصف الذي ادي وسيؤدي الي مزيد من النزيف داخل جسد الثورة , علي نحو راينا معه رموز موقعة الجمل العائدين من السجن يتحدثون وكانهم وكلاء الوطنية المصرية , ومفجرو ثورة 25 يناير ' .
ومبكرا جدا بحت الاصوات تقول ' ان اخطر ما يمكن ان تصاب به المعارضة المصرية الحقيقية ان تسمح بعلاقات تجاور و التقاء مع معارضات اخري فاسدة ومزيفة , لمجرد ان الخصم واحد , لان المهزوم في هذه الحرب غير المقدسة لن يكون النظام الحالي ولا الاخوان ولا الاسلام السياسي , بل ستكون مصر كلها هي المهزومة , وستكون ثورة يناير هي وقود الحرب واشلاءها ودماءها , لينفتح مشهد النهاية علي عودة النظام القديم بكامل عداده وعدته ' .
وحذرت مما هو قادم بالقول :
' ان القوي الشريكة في صناعة الثورة تتصارع وتتطاحن الآن لمصلحة القوي المعادية للثورة , وهنا لا مفر من ان نظل نذكر بان شهداء رائعين سقطوا في الميادين من اجل تحرير مصر من هذه الوجوه الكئيبة التي تعود الي صدارة المشهد الآن وتعرض خدماتها ومساعداتها مثل تجار المعارك العبثية ' .
وبالطبع لم يتوقف احد عن هذا الانزلاق الثوري في وحل استدعاء الثورة المضادة بحجة مواجهة التغول الاخواني , بل ان قائمة الشهداء الفالصو اتسعت واستطالت وازيح الستار لنتابع مشاهد مغرقة في عبثيتها يؤدي فيها اعداء الثورة الواضحون ادوار البطولة المطلقة في النضال المزيف , ليكون بحق عاما للشهداء الفالصو .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق