أوهام اعلامية عن ثورة ثانية يوم 25 يناير


فراج اسماعيل ... الحديث عن يوم مشهود في الذكري الثانية ل 25 يناير مجرد ' شو ' اعلامي لا علاقة له بالناس في الشارع التي تتازم من حياتها اليومية , و هي ازمة غير طارئة تعاني منها منذ سنوات بعيدة , ولا تجد لها الحكومات المتعاقبة حلولا جذرية .


لم الاحظ احدا علي مقهي او علي الرصيف او علي عربة الفول التي تقدم طعاما سريعا للذاهبين الي اعمالهم او شئونهم مهتما بما يروج له الاعلام. الحالة مستقرة بصفة عامة امنيا وسياسيا , الا اذا جلست بعض الوقت امام برنامج توك شو سياسي لقناة مصرية خاصة , فحينها تتصور ان القيامة ستقوم او قامت فعلا.


انك تتحرك آمنا في اي جزء من الليل او النهار , لا بلطجية او لصوص يعترضونك في الطريق يخطفونك او يخطفون ابناءك. اردت ان اخوض التجربة بنفسي لاثبت انه رعب اعلامي مصطنع تعودنا عليه في الماضي عندما كان يتم تخويف الناس من ' امنا الغولة ' التي تقف امام الباب وفي الطرقات , فيما لا وجود لها الا في حواديت قبل النوم التي تحكيها الجدات للاطفال!


عبّر ابني عن رغبته في السفر للاقصر في اقصي الصعيد , وكنا مشغولين عن الذهاب الي هناك حيث الاهل و الجذور , فقررت ان يسافر بمفرده رغم ان الاعلام يروج لخطف الاطفال ممن هم في مثل سنه.


سافر وسال ووصل سالما وعاد سالما و الحمد لله مكتسبا ثقة في نفسه واكسبني ايضا ثقة في بلدي.


ازمة الجنيه تهم فقط من يهتم بالتعامل بالدولار. الناس حتي الآن لا تشعر انه خسر بعض قيمته بشكل متسارع خلال الايام الماضية , ما زالوا يتداولون الجنيه علي انه جنيه ويشترون طعامهم كالمعتاد.


ثم انها معركة مستمرة بين الجنيه و الدولار منذ اوائل عهد مبارك الذي استلم الحكم و الجنيه حينها يساوي باسعار البنك المركزي دولارا وثلث الدولار , رغم الازمة الاقتصادية الطاحنة وحرب اكتوبر وحجم الانفاق العسكري لازالة آثار هزيمة 1967.
ليس صحيحا ان السعر الحالي للجنيه مقابل الدولار الذي يصل لحوالي 6 جنيهات ونصفا , يزيد قليلا او يقل , هو الاكبر في التاريخ , فانا شخصيا استبدلت الدولار باسعار تتجاوز السبعة جنيهات ونصفا خلال احدي مراحل عهد مبارك!


تقديري ان ازمة الجنيه الحالية ستكون ازمة صحية لصالح الاقتصاد بشكل عام , فكثير من الواردات الترفية تستهلكه , و الاقتصاد الريعي الذي يغلب علي مصر لا يتاثر بارتفاع او انخفاض قيمة الجنيه بشكل كبير , وهناك ضروريات كالقمح كنا نزرعها فيعوضنا اكتفاؤنا الذاتي منها عن آثار صراع العملات , وسنعود اليها حتما حين نجد ان ايدينا فقط هي التي تنقذنا من ازماتنا.


المحصلة اننا امام وطن كبير مزدحم بسكانه ومشاكله , لكنه يتعافي بسرعة مدهشة , وناسه راضية بما يقسمه الله لهم , فسائق التاكسي يعمل علي سيارة استاجرها من صاحبها ياخذ منه 125 جنيهَا يوميا , ومع ذلك يقبل السائق يده قائلا : مستورة و الحمد لله , فغالبا يتبقي له مما يكسبه عشرون جنيها في آخر اليوم.

ليست هناك تعليقات :