أساسيات ادارة البلدان و قيادة الأمم معتز بالله عبد الفتاح


مع تشكيل حكومي جديد , ومع وضع سياسي ملتهب , ومع وضع اقتصادي صعب , ومع تعليق سابق من احد المسئولين عن استفادته من هذا المقال حين نشرته من قبل , فوجدت انه قد يكون من المفيد ان اضعه مرة اخري امام المسئولين عن شئون هذا البلد , لعله يفيد شخصا ما في مكان ما , فيفيدنا جميعا بالتبعية.

الي كل مسئول في مصر , ارجو منك ان تفكر بمنطق ' ابجد هوز ' الوارد في هذا العمود بالاجابة عن هذه الاسئلة السبعة :

الف : ما وضع مؤسستي الآن؟ بعبارة اخري تقييم الموقف الحالي من ناحية اهداف المؤسسة , عائدها وتكلفتها , وصافي المكسب و الخسارة المادية و الخدمية للمساهمين فيها ' shareholders ' و المستفيدين منها ' stakeholders ' .

باء : ما الوضع الذي ينبغي ان تكون عليه مؤسستي بعد فترة معينة من الزمن قد تكون شهورا او سنوات؟ وهذا يعني عائدا اكبر وخدمات افضل للمساهمين وللمستفيدين من مؤسستي.

جيم : كيف السبيل للانتقال من الوضع ' الف ' الي الوضع ' باء ' ؟ ما المطلوب تغييره ماديا واداريا وثقافيا داخل مؤسستي كي يمكن لهذا الانتقال ان يحدث؟

دال : ما المعوقات و التحديات التي تقف ضد هذا الانتقال؟ وكيف لنا ان نتغلب عليها؟

هاء : هل انا املك الخبرة و الاستعداد لخوض عملية الانتقال هذه؟ بعبارة اخري , هل انا وفريق عملي المحيطون بي من الكفاءة و الامانة بحيث يمكن لنا ان نحقق هذا الانتقال؟

واو : بفرض ان هناك اجابات مقنعة عن كل هذه الاسئلة السابقة , كيف يمكن لي ان اتاكد اننا نسير علي الطريق الصحيح؟ ما مؤشرات نجاحنا؟ ما الجهة الخارجية و المحايدة و النزيهة التي ستقوم بتقييم عملنا , وتقويم ادائنا؟


زاي : هل اثناء انجازنا لمهامنا , قمنا بتدريب واعداد اجيال شابة اصغر سنا لتحمل المسئولية من خلفنا؟ هل هناك صف ثانٍ قادر علي ان يقف علي اكتافنا برضانا كي تستمر مسيرة العطاء؟

اتصور ان بعض المسئولين عن المناصب و المؤسسات في مصر , قد لا يجدون في الاجابة عن مثل هذه الاسئلة اي فائدة . لانهم بحساباتهم , يسيرون علي الطريق الصحيح اما بالسليقة او بمنطق هذا ما وجدنا عليه السابقون علينا.

و لكن الاصلاح الحقيقي يقتضي اجندة اصلاح مكتوبة وملموسة ويتم مناقشتها بين القيادات و العاملين في كل مؤسسة. هذه الاجندة المتفق عليها هي التي تحول المؤسسة من ' تجمع ' للافراد الي ' مجتمع ' من الشركاء , ونقطة البداية عادة هي القيادة. المؤسسات الناجحة ' مثل بعض المستشفيات و البنوك و المشروعات القومية المدارة باستقلال عن الدولة ' في مصر هي ناجحة لانها تبنت قيما ساعدت القائمين بها علي الانتماء لمؤسساتهم ولمهنتهم ولتخصصهم .

لا اعتقد ان عاقلا سيستيقظ كل صباح ليقول : ' ما الذي عليّ ان افعله اليوم لخدمة اهل بلدي وحبايبي و المجتمع و الناس؟ ' الطبيعي و المنطقي ان كلا منا في مؤسسته يكون ولاؤه وانتماؤه لمهنته وتخصصه ينجح بها ويساهم في نجاحها .

وقيادة المؤسسة عليها ان تجيب عن اسئلة ابجد هوز علي النحو الضامن لنجاحها وتطورها , ان المسئولين عن مؤسساتنا التنفيذية , واحزابنا السياسية ومؤسساتنا المدنية و الدينية واجهزتنا الاعلامية سيكون عليهم ان يجيبوا عن اسئلة ' ابجد هوز ' لله و الوطن و الحياة الكريمة لهم ولمن وثقوا فيهم فاولوهم مناصبهم .

ليست هناك تعليقات :