لست عضوا باي حزب و الحمد لله, واستغرب من مواقف حزب الوسط الاخيرة, غرابتها تكمن في اننا في زمن ' خيبتها نخبتها ' -- ولو هناك جائزة اوسكار افضل حزب, لاستحقها الوسط -- ليس بسبب برامجه او انتشاره -- بل لانه الحزب الذي وضع مصر امامه, ومنع عينيه ان تنظرا اي شيء آخر -- الحزب الذي وقف الي جوار خصوم الامس. من اجل مصر .
و الفتن جميلة -- آه جميلة -- جميلة جدا -- امام الفتن اشعر احيانا اني جالس امام فيلم اجنبي متصاعد الاحداث, وفي نهايته تظهر لي الحقائق, وينتصر البطل, وينهزم الشر -- الفتن الاخيرة, تجعلني اتعجب من الوسط, من اول ابو العلا ماضي ومحمد محسوب وحتي اصغر عضو, اما عصام سلطان, فحكايته حكاية -- و الحكاية ان هؤلاء رجال قدموا مصر علي الحزب, وقدموا ما راوه حقا وعدلا علي الحزب نفسه -- .
الحكاية بدات بخصومة شديدة -- تراشقات متبادلة بين الاخوان ايام كانت محظورة, وبين حزب الوسط ايام كان تحت التاسيس -- ثم اشتعلت الحكاية في الانتخابات -- لدرجة اتهامات بالاعتداء علي مقر لحزب الوسط -- ثم الجلسة الاولي الشهيرة لمجلس الشعب -- و المعركة بين سلطان و الاخوان, علي رئاسة المجلس -- و التي كانت اشبه باثبات موقف -- .
و حتي هذه النقطة -- فالحبال متقطعة -- و الوسط ضد الحرية و العدالة -- وماضي وسلطان ضد الاخوان -- . ثم بدات معارك الانتخابات الرياسية -- وقصة الدستور -- . و الصراعات تحت عناوين النائب العام, و الزند, و الفريق شفيق -- معارك ما زالت قائمة -- المفاجاة ان قيادات الوسط رموا كل الخلافات وراء ظهورهم -- ولم يروا الا مصر --
دهشتي ان مصر لا يزال بها رجال يقدمون العدل علي الخصومة -- ان عصام سلطان نسي كل الهجوم الذي تعرض له -- و وقف جوار رئيس اختاره , و قاتل الي جانبه , بغض النظر عن خلافات جماعة الرئيس السابقة مع الوسط .
الحكاية هي درس سياسي يجب ان يتعلم منه جميع الفرقاء , فالثورة التي وحدت الجموع -- مريضة و توشك علي الوفاة بسبب الاستقطاب العنيف , و الذي سببه الاساسي هو الحسد و الصراع علي الشهرة -- وعدم وضع مصر اولا -- فالبعض شعارهم ' ليس مهما ان تبقي مصر , فالمهم الا يبقي مرسي ' .
الدرس المهم ان حزب الحرية و العدالة مقصر في تقدير الرجال الحقيقيين , و ان علي الاخوان مراعاة الله في اصدقائهم -- و الا تضايقهم كلمة ' مراعاة الله ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق