رائحة براءة مبارك تفوح من سيجار الديب


محمود معوض ... الكارثة القومية الحقيقية و هي ام الكوارث التي تهدد الدولة ان الدم المصري اصبح سلعة رائجة ووسيلة ناجعة يراق عمدا علي خشبات ' المزلقانات ' لتهيئة المناخ لخلع النظام القائم بعد استنفاد كل وسائل استباحة ' الرئيس الذي سقط في حبائلها الاغنياء و الاغبياء و الحقراء -- و الامر الخطير ان اراقة الدماء اصبحت شعارا علنيا لما يسمونها ' الثورة الثانية ' التي اختارت ' التدمير ' وسيلة شرعية ل ' التغيير ' وهي تستعد للاحتفال بمرور عامين علي قيام الثورة بمشاركة الثوار ' الاغرار ' و الاطفال ' الخُدَّج ' وقيادة السياسي المخبول محمد ابو حامد. باختصار دم الشعب المصري لم يعد خطا احمر في زمن الرئيس مرسي. ورغم الحرية التي جلبها الرئيس لشعبه الا انها _ وللاسف * ساهمت والي حد كبير في فقدان الناس الاحساس و الشعور بالامن و الذي وصفه في دقة بالغة الخبير العالمي في الامن بجامعة هارفارد جوزيف ناي الذي قال : ان انعدام الامن في اي بلد معناه انه بلد يعيش بدون اكسيجين , وانك لا تري الامن عادة الا اذا بدات في افتقاده , ولكن بعد ان يحدث هذا فليس هناك اي شيء تفكر فيه سواه , وانعدام الامن يقضي علي كل جهود مكافحة الفساد وعلي كل اوجه التقدم و اعادة البناء .


لكن المسئولية في النهاية تمسك * اول ما تمسك * برقبة رئيس الدولة لانه اختار او وافق علي اختيار قيادات سيادية تعمل معه لكنها لا تؤمن بمبادئه , وتبين ان لها مصلحة في الفوضي الناجزة التي اسقطت وتسقط يوما بعد يوم ضحايا ابرياء كلهم من الفقراء و المهمشين و الجنود و العساكر. واذا جاز للرئيس ان يعفو او يصفح او يتسامح او حتي يقبل الاهانة و الدوس علي كرامته الرئاسية اما مباشرة او من خلال التصديق علي احكام القضاء بالبراءة للمتطاولين عليه الا انه لا يجوز للرئيس الذي يفترض فيه ان يكون اول من يعلم * ان يلتزم الصمت علي الجناة الحقيقيين الممولين للفوضي من اصحاب الحضانات الايديولوجية و الحقوقية التي تتلقي التمويل الخارجي و الذين يشكلون في السر ميليشيات تنشر الرعب و الفزع حتي من اجهزة الامن التي تحولت * في عهد مرسي_ الي اجهزة لحماية حقوق الانسان المطلوب حمايته ولو عن طريق وقف تنفيذ الاحكام الصادرة بحبسه .


و في النهاية لنكن صرحاء -- الدولة لم تعد دولة بالمعني العميق لهذه العبارة و الشعب لن يشعر بالصدمة اذا ما صدر حكم بالبراءة للرئيس السابق حسني مبارك و التي عبر عنها في مشهد استفزازي ' سيجار ' فريد الديب الذي ظهر وكان يتجاوز حجمه فهو سيجار الغطرسة و الغرور و الثقة الزائدة في البراءة فهو السيجار الملوث الذي يصدر الحكم بالبراءة وليس العفو عن مبارك -- . وعفوا كل ثورة ومصر بخير .

ليست هناك تعليقات :