محمود سلطان ... الذين اشعلوا ' الحروب الاهلية ' في شوارع القاهرة و الاسكندرية و المحلة -- اثناء ازمة ' الاعلان الدستوري ' -- وعقدوا آمالهم في اسقاط الشرعية علي ' رهان الدم ' -- -- يتاجرون الآن بدماء شهداء قطار ' البدرشين ' -- وشرعوا علي فضائيات مبارك , في توظيف محنة الاسر المكلومة سياسيا لتعويض ما خسروه في معركة ' الاعلام الدستوري ' و ' الدستور ' من بعده !
لم يتحدث احد عن الاصول الطبقية للضحايا -- فهذا ليس مهما -- المهم ' السلعة ' وقيمتها السياسية -- وحين يتم ' تسليع ' من السلعة الانسان المصري -- ودم المواطن المصري -- فاعلم ان ثمة ما يشبه ' المسخ ' قد اصاب النخبة ' المتمدينة ' -- وانها باتت ' كائنات ' لا علاقة لها : لا بالانسان ولا بالانسانية -- وانما تنتمي من حيث الاصل و الجينات و الوراثية الي فصيل آخر اقرب شبهة ب ' الحمار الوحشي ' .
حين تتمني النخبة الاعلامية التي تخدم في بيوت ' شفيق ' وفضائيات الاموال المصرية المنهوبة و المهربة -- حين تتمني الاطاحة ب ' مرسي ' حتي لو كان علي جثث فقراء المصريين -- فابحث عن نوع ' العلف ' الذي يقدم ل ' البهائم ' في ' زرابي ' عرابي تطبيع العلاقة بين ' الفلول ' و ' الثوار ' --
غالبية الفضائيات التي نظمت بكائيات علي ضحايا قطار ' البدرشين ' -- واقامت سرادقات العزاء الليلية بحضور نجوم مثقفي وصحفيي واعلاميي مبارك -- كلها مملوكة لرجال اعمال انتفخت جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية من اموال البنوك المنهوبة -- و المهربة التي اعيد ضخها مجددا في صورة صحف وفضائيات , لاجهاض الثورة -- لم يفكر واحد منهم في بناء مدرسة او مستشفي ولا حتي ' سبيل ' ولم يعبد طريقا ولم يصلح ' مزلقانا ' او محطة مياه او صرف صحي , في قرية او نجع من الناطق التي يطحنها , علي مدار اليوم , الفقر و المرض و الجوع -- وباتت مصدرا لتقديم الضحايا اليومية علي الطرق وعلي قضبان السكك الحديدية -- فضلا عن الآلاف من فلذات اكبادها ضحايا فيروس ' سي ' .
تجار الدم لا يستحون -- وهم يستخدمون الانسان المصري ' سلعة ' في سوق المزايدات السياسية -- ويحولون دمه المستباح و النازف علي الطرق وفي المستشفيات -- للتغرير بشركات الاعلانات الكبري -- ولتترجم الدماء التي لا بواكي لها الي شيكات واوراق بنكنوت تكتظ بها الحسابات البنكية لامراء ' الحروب الاهلية ' و ' تجار الدم ' علي العشوائيات الفضائية .
اتحداهم جميعا : ماذا قدمتم للانسان المصري الفقير و المعدم؟! -- ماذا فعلتم للقري و الاحياء المسحوقة و المهمشة ؟!
اتحدي اصحاب الكروش المنتفخة من اموال المصريين ان يقدموا للراي العام ' جردة ' لعطائهم الخيري -- ولو تطوير مزلقان واحد يحقن الدماء التي باتت في عيون باشاوات صُنعوا في حضانات مبارك رخيصة -- بل سلعة ' لُقطة ' في ' شوادر ' تصفية الحسابات مع التيار الاسلامي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق