حق الهارب من شرف الخدمة العسكرية علينا !


عمرو خفاجي ... لا اعرف فيما كان يفكر الذين اقترحوا او وافقوا علي حق المتهرب من الخدمة العسكرية في الترشح لانتخابات مجلس النواب , اي يحق لهذا المتهرب الهارب من شرف الجندية -- النيابة عن الشعب و التمتع بحصانته -- ويحق لهذا المتهرب الهارب من شرف الجندية ان يشرع لنا ويراقب رئيس جمهوريتنا ويستجوب حكومتنا ويناقش موازنتنا العامة -- بل يوافق او يعترض علي ميزانية الجيش الذي هرب من خدمته!.

صحيح ان الذين ناقشوا الاقتراح , قالوا انه يجب ان يكون قد نفذ العقوبة وان يكون قد مر عشر سنوات علي تنفيذها , ويكون قد رد اليه اعتباره , وصحيح ايضا ان منع المواطنين من مباشرة حقوقهم السياسية امر بالغ السوء , وينبغي ان يكون في اضيق نطاق , لان المنع او الحظر , يفقد المواطن جزءا من مواطنته , وكنت اتمني دائما ان يعالج المشرع هذا الامر , وصحيح كذلك ان كثيرين فقدوا جزءا من مواطنتهم بسبب معارضتهم للنظام السياسي السابق باحكام لا تخص الشرف او النزاهة في حقيقتها -- كل هذا صحيح ولكن المتهرب الهارب من شرف الجندية لا علاقة له بكل هذه الاسباب.

واذا كان منع مواطن من مباشرة حقوقه السياسية هو اعتداء علي مواطنته , فان السماح للمتهرب الهارب من شرف الجندية بمباشرة حقوق سياسية هو اعتداء سافر علي مواطنتنا نحن , فهذا المتهرب الهارب من شرف الجندية ليس فقط اخل بالشرف العسكري , بل اخل بالوطنية ذاتها حينما طلبه الوطن ورفض هو بل هرب وتهرب من ندائه , فلماذا نسمح له بعد دفع ثمن بخس ' جنيهات معدودة ' ان يعود ويقود التشريع في البلاد ' التي تهرب من الدفاع عنها ' , ويقرر مصالح العباد ' الذين تخلي عنهم ' , ولماذا علينا ان نصدقه انه يعمل من اجلنا وفي صالح ابنائنا , بالرغم من اننا نعلم جميعا , مواطنين ومشرعين , انه رفض الدفاع عنا يوم طلبنا منه ذلك؟؟

الخدمة العسكرية خدمة وطنية الزامية , الهرب منها جريمة كبري , حتي لو كان القانون رحيما بمرتكبيها , في العقوبة المالية , لاننا شعب من الفقراء وطيب القلب فعلا , لذا كان علي المشرع الجديد , الذي يفترض فيه الثورية ' نظريا علي الاقل ' التشدد في حظر الترشح لمثل هؤلاء المتهربين الهاربين من شرف الجندية , ومنعهم من الوصول الي برلمان سيحمل اسم ' برلمان الثورة ' وسيسن القوانين التي ستبني مصر الجديدة وتعكس فلسفة ثورة ٢٥ يناير , فهل يحق للمشرعين منح المتهرب الهارب من شرف الجندية هذا الشرف؟

مازلت الفرصة متاحة امام مجلس الشوري ' التشريعي الافتراضي ' ان يؤكد لنا انه يحترمنا , وانه يقدس خدمة الوطن , ويقدر الشرف العسكري , وانه يحمينا من كل متهرب هارب من شرف الجندية -- اما ان يمر هذا التعديل فذلك يعني ويعني ويعني -- -- -- .

ليست هناك تعليقات :