حسام فتحي ... ' ونظرا للاوضاع الامنية غير المستقرة في جمهورية مصر العربية , وحيث ان ' قناة السويس ' تعد ممرا ملاحيا دوليا يؤثر بشكل حيوي ومباشر في الاقتصاد العالمي , وتتوقف علي سلامة وسلاسة الملاحة فيه حركة التجارة الدولية عموما , وحركة النفط بين الدول المنتجة في الخليج و الجنوب , و الدول المستهلكة في اوروبا و الولايات المتحدة , وتجنبا لوقوع ازمات اقتصادية دولية في حالة اغلاق قناة السويس , وما سيتبع ذلك من شح في كميات النفط , وارتفاع جنوني لاسعار المشتقات البترولية في اوروبا وامريكا --
لكل ما سبق اجتمع مجلس الامن بطلب من الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة , ونظر في التقارير المقدمة من هاتين الجهتين واصدر القرار التالي رقم 2013/25 :
يتم وضع قناة السويس تحت الاشراف الامني الكامل لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة , ويسند اليها * بالتنسيق مع الحكومة المصرية * مهمة سلامة وتامين عبور السفن للقناة , ويتم دفع تكلفة هذه المهمة من عوائد رسوم العبور بالتعاون مع مصر , وذلك لحين استقرار الاوضاع في المنطقة ' .
ماذا سيكون رد فعل مصر لو كان ما سبق حقيقة؟
-- وماذا نتوقع من نظرة العالم الينا لو تم بالفعل ' تدويل ' مسالة تامين عبور السفن للقناة خصوصا بعد وقوع 3 احداث مهمة :
_1_ اطلاق الرصاص علي بدن سفينة الحاويات اليونانية وعلي الرغم من عدم وجود اية اصابات بشرية , او حتي اضرار مادية للسفينة فقد تم رفع تقرير بالحادث , واخطار ادارة القناة به.
_2_ اعلان النائب البورسعيدي السابق محمد مصطفي شردي انه سيتقدم بشكوي للمطالبة بالتحقيق فيما حدث في بورسعيد من جرائم قتل وترويع الي الاتحاد الاوروبي , و البرلمان الدولي , ومحكمة العدل الدولية وتاكيده انه سيدعو الي ' تحقيق ' دولي يكشف حقيقة ما حدث.
ورغم ' مغالاة ' النائب ' الوفدي ' في مسالة ' التدويل ' الا انني اعتقد ان ردود الفعل عليها لا يمكن ان تكون في صالح مصر.
_3_ الاعلان ' المتاخر ' لحالة الطوارئ وحظر التجول واقتصاره فقط علي مدن القناة , وبالرغم من قطع شرايين الاتصال في قلب القاهرة , واغلاق كوبري قصر النيل , ومنع المرور علي كوبري ' 6 اكتوبر ' و الصدامات المتواصلة في شوارع وسط البلد , وما يحدث في دمياط و الاسكندرية من تطورات -- فلماذا كانت حالة الطوارئ و الحظر من نصيب محافظات القناة فقط؟
<< يا سادة لقد بلغ ' القرف ' بالناس مبلغا غير مسبوق , ولا يستثني في ذلك حكومة او معارضة , جبهة انقاذ او جماعة , اختلطت لديهم الامور وسط حالة من التسيب وضعف القرار , وتاخير ردود الفعل , وغياب التوقع , وعدم المعرفة بادارة الازمات , و التعامل مع المشكلات , وعلي عقلاء هذا البلد التحرك فعلا و الجلوس الي اولي الامر و الوصول لحل حاسم وحازم , وهو بالطبع لن يرضي جميع الاطراف -- لكنه ' قد ' ينقذ مصر قبل الضياع , بدلا من الجلوس امام المكروفونات -- واحتراف الصراخ و العويل!! يقول الامام محمد الغزالي رحمه الله : ' نحن لا نلوم الآخرين علي انتهاز الفرص لخدمة ما يعتقدون ولكن نلوم انفسنا اذا تركنا فراغا امتدّ فيه غيرنا , -- ومن ترك باب داره مفتوحا لا يلومن اللصوص اذا سرقوا مدخراته ' . رحم الله الامام الغزالي -- ورحم الدعاة المعتدلين جميعا -- ورحمنا اجمعين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق