عماد الدين أديب ... ادت الثورة و ما بعدها و هي تسعي الي اسقاط النظام الي زلزلة اركان الدولة دون قصد !
الشرطة فقدت ثقتها , القضاء في خلاف سياسي , الجيش يشعر بجرح في كرامته الوطنية , الاستثمار المباشر خائف ومتردد , الاعلام في علاقة توتر وشد وجذب مع جميع القوي السياسية.
وكما يقول اهل الشام وهم يصفون وضعا سياسيا متازما ' ان المسالة فرطت ' اي انفرط عقدها واصبح يتعين علي القوي المسئولة ان تقوم بلملمة شظايا الانقسام.
انفرط العقد و المطلوب لملمة الامور ولكن يبقي السؤال : من الذي يتعين عليه ان يقوم باعادة ترتيب قواعد البيت الداخلي وكيف؟
وكان مصر بحاجة الي مهندس صياغة او اعادة بناء ما تهدم من سلطان الدولة واجهزتها , وكان مصر بحاجة الي مشروع وطني عملي لتجميع الشظايا واعادة تكوين الحالة الوطنية بين الحكم و المعارضة.
المعارضة غاضبة , و الحكم متشكك فيها , و الحكماء يمتنعون عن التدخل , و الراي العام شديد القلق من حالة الانقسام العامودي التي اصابت المجتمع.
لا بد للجميع ان يعرف ان التسوية الوطنية تستدعي من كل طرف ان يتنازل عن جزء من كبريائه وعناده ومصالحه من اجل الهدف الاسمي و الاعظم وهو مصلحة الوطن العليا وانقاذ البلاد و العباد من الدخول في متاهة الانقسام المستمر!
ويقول اهل الفكر الصوفي اذا اردت ان تتسامي فوق اي مشكلة خلّص نفسك من الغضب و الرغبة في الانتقام.
ومعني صفة السمو هو علو النفس البشرية علي تفاصيل ازمة او مشكلة حتي لو كان صاحبها هو صاحب الحق او الطرف الذي وقع عليه الضرر المباشر.
هل لدينا في مصر نخبة قادرة علي التسامي و التسوية و التفاوض الجدي من اجل الصالح العام وبهدف الخروج من ازمة خانقة من الممكن ان تلتهم الاخضر و اليابس؟!
هل هذا ممكن بالفعل ؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق