كما اشار وزير الداخلية الي ان مجلس وزراء الداخلية العرب اصبح احد اهم الآليات التي تدعم الامن بمفهومة الشامل , في اطار تحكمه سيادة القانون واحترام حقوق الانسان , وتزداد اهميته باضطراد علي نحو متميز من التخطيط و الجهد الدائب , وانطلاقا من استراتيجية امنية تتوافق مع المتغيرات الاقليمية و الدولية , وتحرص علي صقل مهارات وخبرات رجال الشرطة العرب.
وطالب وزير الداخلية بمزيد من التعاون الذي يتجاوز النصوص و المعاهدات و الاتفاقيات حتي تكتسب الاجهزة الامنية العربية القدرة علي مواجهة التحديات المتصاعدة لاستقرار الامة العربية , سواء علي مستوي مخاطر الارهاب او الجرائم المنظمة.
وعلي هامش فعاليات المؤتمر , التقي وزير الداخلية امس , وزير داخلية المملكة العربية السعودية سمو الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز , الذي اعرب عن ترحيبه بزيارة الوفد المصري للمملكة , وتناول اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر و السعودية وسبل تعزيزها , خاصة في المجالات الامنية , من خلال تبادل الزيارات و الخبرات , كما ناقش الوزيران سبل التنسيق بين البلدين لدفع وتعزيز منظومة الامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة , وعلي راسها قضايا الارهاب و الاتجار في المخدرات و الاتجار في البشر , وتهريب الاسلحة و الافراد , و القرصنة , وامن المعلومات وتطوير الدفاع المدني.
وفي ذات السياق , فان اعمال الدورة يحضرها وزراء الداخلية في 22 دول عربية , ووفود امنية رفيعة , وممثلون عن الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي واتحاد المغرب العربي وجامعة نايف العربية للعلوم الامنية و الاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
ويتضمن جدول اعمال الدورة عددا من الموضوعات المهمة , منها مشروع خطة مرحلية سابعة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات و المؤثرات العقلية , ومشروع خطة مرحلية سادسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب , ومشروع خطة مرحلية ثالثة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية , ومشروع استراتيجية عربية للامن الفكري.
وجاءت نص كلمة اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر علي النحو التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي --
الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية --
اصحاب السمو و المعالي -- وزراء الداخلية
السيد الدكتور امين عام المجلس
السادة الحضور
اود في مستهل كلمتي -- ان اتوجه بالشكر و التقدير -- للمملكة العربية السعودية الشقيقة -- قيادة وحكومة وشعبا -- علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة -- وفيض الرعاية التي اولاها خادم الحرمين الشريفين -- الملك عبد الله بن عبد العزيز -- لانعقاد دورة المجلس علي ارض المملكة المباركة.
> وعرفانا منا بالفضل لاهلة -- لابد ان نتذكر في هذا اليوم -- من كان دوما معتزا بعروبته -- حريصا علي وحدة الصف العربي -- المغفور له صاحب السمو الملكي -- الامير نايف بن عبد العزيز -- الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب -- وندعو الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته.
اصحاب السمو و المعالي
ندرك جميعا ان جهود عملنا الامني المشترك -- تهدف الي تحقيق الاستقرار لاوطاننا -- ولا تنفصل تلك الجهود عن اطار اشمل واوسع -- نمضي نحوه من خلال ارادات سياسية واقتصادية -- كي تنسج كيانا عربيا -- قادرا علي فرض مصالحه المشتركة -- وخصوصية هويته العربية.
ومن هذا المنطلق اصبح مجلسنا احد اهم الآليات التي تدعم الامن بمفهومه الشامل في اطار تحكمه سيادة القانون واحترام حقوق الانسان وتزداد اهميته باضطراد علي نحو متميز من التخطيط و الجهد الدائب , وانطلاقا من استراتيجية امنية تتوافق مع المتغيرات الاقليمية و الدولية وتحرص علي صقل مهارات وخبرات رجال الشرطة العرب.
ولعل الموضوعات المطروحة علي جدول الاعمال لجديرة بان تُعمق لدينا مشاعر الثقة و التفاؤل بالمستقبل , وتاكيد قدرتنا علي مُغالبة الصعاب وتحقيق اهداف ومصالح امتنا العربية , و التصدي لما يُحيط بها من مخاطر واطماع و المواجهة الحاسمة لآفات الارهاب وتهريب السلاح و المخدرات و الاتجار في البشر وكافة صور الجرائم المنظمة العابرة للحدود , وهو ما يؤكد علي حتمية التعاون و التضامن وتنسيق العمل الامني المُشترك لمواجهة تلك التحديات.
واننا لنُثني في هذا المجال علي ما تقوم به الامانة العامة للمجلس من جهود مُضنية افرزت العديد من الاستراتيجيات و الاتفاقيات و الخطط في العديد من المجالات , معتمدة علي النهج العلمي واستثمار التكنولوجيا الحديثة كاساس للعمل الامني العربي , وتوجيه مزيد من الاهتمام لدعم الاجهزة المتخصصة و المعنية بمواجهة الجرائم الخطرة و المستحدثة فنيا وبشريا.
وبالرغم من ذلك لن نكتسب قدرة مواجهة التحديات المتصاعدة لاستقرار اوطاننا , سواء علي مستوي مخاطر الارهاب او الجرائم المنظمة , الا بمزيد من التعاون الذي يتجاوز النصوص و المعاهدات و الاتفاقيات.
ومن هذا المنطلق فانني اغتنم الفرصة لاُثني علي اقتراح الفريق العربي المعني بمكافحة الارهاب , الذي اوصي بوضع تصور اولي لاستراتيجية عربية لمكافحة ظاهرة انتشار السلاح , فضلا عن مُقترح بروتوكول عربي للحد من تلك الظاهرة.
اصحاب السمو و المعالي --
السادة الحضور --
نعتقد ان اجتماعنا هذا له من الدلالة السياسية ما يتوازي مع الفاعلية الامنية , رفضا لاي مزايدة او محاولة تسعي لاختراق الكيان العربي تحت ستار الدفاع عن قضية او اُخري , فنحن الاقدر علي الدفاع عن قضايانا وحماية مصالحنا.
ونؤكدُ هنا -- ان مصر تُولي اهتماما بالغا بامن واستقرار الوطن العربي -- كما تحرصُ دوما علي الاضطلاع بمسئولياتِها تجاه القضايا العربية -- وتُرحب بتنميةِ التعاون العربي في مواجهةِ التهديدات الامنيةِ المُستجدة في اطارٍ من التضامنِ و التعاون العربي المُشترك -- تطلعا لمزيدٍ من الاستقرارٍ و التنميةِ و الرخاء.
وما من شك -- ان العمل الامني يرتبط ارتباطا وثيقا ومُباشرا بالجهود الرامية لتوفير المناخ الملائم للاستثمار , كما ان اهم ما يُميز الاستراتيجية الامنية الشاملة انها تضع في اولوياتها -- خلق بيئة آمنة جاذبة للاستثمار -- مُشجعة علي ارتياد آفاقه -- وتوظيف الاجواء الصحية الآمنة لخدمة الاقتصاد الوطني.
كما انه ما من شكٍ ايضا -- ان الله العلي القدير -- قد انعم علي اُمتنا العربية بالموارد و الطاقات -- التي تُمكنه من رِفعة شانهِ بين سِائر الاُمم.
لذلك -- فانه مع تنامي فعاليات وانشطة الامانة العامة للمجلس علي مُستوي التعاون الامني العربي -- يجب ان تسعي لتحقيق هدف رئيسي -- نري ان يضعهُ المجلس الموقر في بؤرة اهتماماته خلال المرحلة المُقبلة -- الا وهو بحث سُبل المواءمة بين الامن و التنمية -- واقصد تحديدا -- الامن وتشجيع الاستثمار -- باعتبارهما وجهين لعملةٍ واحدة.
وقد يكون ذلك من خلال تبني الامانة العامة لدراسة عقد محفل عربي يُشارك فيه الخبراء العرب في الامن و الاقتصاد -- لدعم مُقومات الاستثمار في المنطقة العربية.
اصحاب السمو و المعالي --
السادة الحضور --
ان حصاد انجازنا من خلال اعمال مجلسنا هذا -- يؤكد اصرارنا علي المُضي قٌدما نحو تحقيق الاهداف بخُطي ثابتة -- ويؤكد ايضا -- اننا نحرص علي تحقيق الامن و العدل و الآمال في اطار سيادة القانون -- لننعم بالرخاء.
وسوف يتواصل تعاوننا دفاعا عن مصالح اوطاننا واُمتنا العربية -- وبرصيد من الثقة مما حققناه -- نستمد مزيدا من العزم في مواجهة المخاطر.
واخيرا نود ان نُعرب عن بالغ الشكر و التقدير لسمو الفريق الشيخ يوسف بن زايد آل نهيان , نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الامارات العربية الشقيقة , علي ما بذله من جهد خلال رئاسته للدورة السابقة.
كما نتوجه بالتحية الي صاحب السمو الملكي , الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز , وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة , داعين الله ان يوفق سيادته في رئاسته لدورة المجلس الجديدة.
ولا نغفل توجيه الشكر للسيد الدكتور محمد بن علي كومان , امين عام المجلس , علي الجهد الوافر للامانة العامة ومكاتبها المتخصصة وجهازها العلمي جامعة نايف العربية للعلوم الامنية , في مُتابعة تنفيذ الاستراتيجيات و الخطط و التوصيات و القرارات , و الاعداد الجيد لعقد دورتنا الحالية.
وفقنا الله لما فيه رفعة شان اوطاننا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق