موقع أمريكي : مرسي يصارع القضاء منذ توليه السلطة و يعتقد أن هناك محاولة من القضاة لاسقاطه
قال موقع ' دايلي بيست ' الامريكي ، ان هناك مخاوف متزايدة في مصر من ان الحكومة تشن حربا ضد القضاء ، مشيرا الي ان معارضي الرئيس محمد مرسي يعربون عن قلقهم من ان الرئيس علي وشك ان يقوم بمذبحة جديدة ضد القضاة ، مثل تلك التي قام بها الرئيس جمال عبد الناصر من قبل في ستينيات القرن الماضي.
واشار الموقع الي ان الرئيس مرسي محاصر في صراع مرير مع القضاة منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي ، واتهم الرئيس وانصاره القضاء ب ' الثورة المضادة ' و التخطيط لاعادة النظام الاستبدادي السابق ، وانتقل حرب الكلام الي الشوارع ، مثلما حدث يوم الجمعة الماضية عندما نزل آلاف من الاسلاميين يطالبون بتطهير القضاء ، ونقل الموقع عن ناثان براون ، الخبير في القانون المصري بجامعة جورج تاون الامريكية ، قوله ان الرئاسة تعتقد ان القضاة سيخرجون للنيل منها ، وهي نبوءة تحقق ذاتها ، وعند هذه النقطة ، خرجت الامور عن نطاق السيطرة.
ورصد الموقع الامريكي التوتر بين الاخوان المسلمين و القضاء منذ ان اصبح مرسي ريئسا لمصر ، ورغم ان القضاء ظل رمزا للاستقلال اثناء الثورة ، الا ان العديد من القضاة بدا انهم يشعرون بالقلق من القوة المتزايدة للاسلاميين الذين حصلوا علي حوالي 70 في المائة من مجلس الشعب في الانتخابات التي اجريت العام الماضي ، وبعد قرار حل البرلمان ، دخلت البلاد في حالة من الفوضي ، وادي هذا الي اتهام من الاخوان المسلمين وآخرين بان القضاء ياوي بقايا خطيرة من النظام السابق.
وتقول مها عزام ، المتخصصة في الشان المصري في معهد شاتام هاوس البريطاني ، انها تعتقد ان بعض القضاة اشرار ، مضيفة ان القضاء في حاجة ماسة الي الاصلاح ، واشارت الي ان هناك امور مختلطة بالتاكيد ، فهناك قضاء نزيه ومستقل تماما ، الا ان العديد من القضاة كانوا في الحقيقة جزءا من النظام القديم ويقاومون محاولات الاصلاح ، وتري عزام ان العديد من القضاة لا يريدون ان يرون ظهور حكم قوي بقيادة الاسلاميين.
وعودة الي براون ، يقول الخبير الامريكي ان القضاء مارس درجة كبير من الاستقلال خلال عقود الاستبداد في مصر ، وفي عام 2005 ، اطلق بعض القضاة ما يسمي بانتفاضة القضاة التي وقفت في وجه تزوير الانتخابات ودعوا الي مزيد من استقلال القضاء ، ويري براون ان الطريقة التي عمل بها النظام القضائي في عهد مبارك ، كان لديه قدرا كبيرا من الاستقلال ، ومن ثم فانه يعتقد ان اعتبار القضاء باكمله من بقايا النظام السابق وانه يحاول اعادة النظام السابق ليس صحيحا.
ويتابع موقع دايلي بيست قائلا : ان المدافعين عن القضاء ، ومن بينهم اغلب المعارضة ، يعتبرونه حصنا حاسما ضد ما يسمونه احتكار مرسي المتنامي للسلطة ، وهم يؤكدون ان حملة الحكومة ضد القضاة هدفها سياسي اكثر منها رغبة في الاصلاح ، ويقول زايد عبد التواب ، نائب مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الانسان ان قانون التقاعد يفشل في التمييز بين القضاة الشرفاء وحلفاء النظام القديم ، فكلا الجماعتين تعرضتا للهجوم في نفس الوقت.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق