منذ انتهاء الثورة المصرية بعد مغادرة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك كانت نشوة الجزيرة بالنصر تفوق حتى فرحة المصريين , فالقناة كان لها فضل كبير و لا شك على الثورة في مصر لاسيما عندما بثت موقعة الجمل , كما يحلو للبعض و صفها رغم أني أفضل وصف الكاتب أسامة غريب لها بموقعة الجحش في مقاله الشهير , و قررت الجزيرة الاكتفاء ببرنامج حديث الثورة كبرنامج أساسي يكاد يكون و حيدا مع تكتيف القناة لنشراتها الاخبارية لمتابعة مستجدات الربيع العربي.
واستحوذ البرنامج على نسب مشاهدة عالية لاسيما في تونس و مصر , مع حضور طاغي لضيوف و محللين بارزين كان أبرزهم المفكر الفلسطيني عزمي بشارة , و مع انطلاقة الثورات في ليبيا و اليمن و سوريا و البحرين ازداد بريقه و أصبح الملاذ للمشاهد العربي ليسمع تحاليل و أفكار عن حال و مسار هذه الثورات العربية المنطلقة لتكسير قيود الأمة التي كبلت بها لعقود.
لكن البرنامج سرعان ما دخل في نمطية مع جمود الأحوال في البلدان التي تشهد حراكا , و لم تكن له القدرة على الاستمرار في النجاح في غياب تجدد كان مطلوبا ووقع في التكرار , حتى أن المتابع لم يعد يرى فرقا بين الحلقات اليومية سوى في اختلاف الوجوه أما المضمون فواحد .
قد يقال أن الثورات التي يغطيها بحد ذاتها أصابها نفس الجمود , لكن هذا ليس مبررا للقناة للاستمرار في مثل هذا النهج بل كان حري بها الخروج به من الرتابة عن طريق تنويع الضيوف و اختيار شخصيات من الصف الأول , ان جاز التعبير , بحيث يكون لها ما تضيفه للمشاهد , الذي لم يعد ساذجا أبدا خصوصا بعد هذا الحراك العربي الذي أوصل الوعي العام العربي للشعوب الى مستوى فاق النخب السياسية في أغلب الأحيان وهو ما ظهر جليا خلال الثورات العربية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق